سوليوود «خاص»
يُقال يظهر المعلم حينما يكون التلميذ مستعدًا، وفي المجال الفني عندما تظهر الموهبة سيكون المعلم حاضرًا لدفعها إلى مستوى الظهور، لتفاجئ الجمهور وتخطف الأضواء، ذلك ما يكاد يحدث مع موهبة سعودية ملأت السعودية بأسلوبها الكوميدي وقدراتها الدرامية.
يروي الفنان الكوميدي فايز المالكي كيف تفجرت موهبته على يد الفنان الكبير «محمد العلي»، الذي يحب أن يطلق عليه لقب «عميد الفنانين السعوديين»، مشيرًا إلى كون «العلي» شخصية مختلفة، فقد وقف معي حتى في ظروفي الشخصية، ولا أنسى أنه عند تقديمي أول عمل معه في مسلسل «خلك معي»، كان أجري في العقد 4 آلاف ريال لكنه سلمني 8 آلاف ريال، وقال لي: أنت فنان متميز وتستحق الزيادة مكافأة لك، فواصلت معه في أربعة أجزاء من المسلسل مما يعطي «العلي» الفضل الأكبر في حضوري الفني.
يعود تكوين المالكي إلى نشأته بمدينة الطائف عام 1969، جرب رعي الغنم في قريته ذات الطابع البدوي، بعدها ترك قريته وراءه متجهًا للمدينة بغرض البحث عن عمل، وتنقل في الأعمال المختلفة من حارس أمن في بنك، و انضم للحرس الجامعي، كما أنه انخرط في العسكرية قبل أن يتركها ويتجه إلى عالم الفن.
يستدعي من الذاكرة بدايته في عالم التمثيل حين شارك في عمل توعوي، في دور مدمن مخدرات لكن والده تفاجأ حينها وعاتبه كثيرًا على ذلك الظهور، عقب ذلك قدم أول أدواره الفنية اللافتة في الجزء الأول من طاش ما طاش، وذلك بتأدية دور يتعلق بفتح باب المكتب لعبدالله السدحان وناصر القصبي.
عمل المالكي في أكثر من 28 مسلسلًا أبرزها مسلسل «طاش ما طاش»، ومسلسل «العولمة» بمشاركة بكر الشدي، وحياة الفهد، ومحمد المنصور، ومسلسل «سكتم بكتم» بمشاركة علي المدفع، وفخرية خميس، وسعاد علي، ومسلسل «إخواني أخواتي» بمشاركة محمد العيسى، وفخرية خميس، كذلك مسلسل «خميس بن جمعة» بمشاركة فخرية خميس، وسعاد علي، ثم مسلسل «شير شات» بمشاركة حسن عسيري، وراشد الشمراني، بالإضافة إلى مسلسل «سريع سريع» بمشاركة حسن عسيري وإلهام علي.
ولم يكن المالكي بعيدًا عن المسرح، فعُرفت له أدوار شهيرة بمسرحيتي: «مناحي والملايين» بالتعاون مع الفنان عبد المحسن النمر، وسعيد صالح، وأيضًا مسرحية «رابح الخسران» بمشاركة دريعان الدريعان.
وكوجه فني يهوى تقديم الأدوار «الأيقونية» قدم في عام 2005 فيلم «حنين» بمشاركة حمد المزيني، وإبراهيم المزيرعي، وفي عام 2008 قدم آخر أعماله السينمائية في مسلسل «مناحي» من تمثيل منى واصف، وعبدالإمام عبدالله.
كما كان للمالكي موهبة تقديم البرامج التلفزيونية وقدم عدة برامج كان أبرزها «شخصيات وأرقام»، وبرنامج «مواقف وطرائف»، وبرنامج «الليلة مع فايز»، وبرنامج «ألو فايز»، وكان آخر برامجه التلفزيونية برنامج «في بيتنا ضيف» من إنتاج قناة دبي والذي عُرِض لأول مرة في أكتوبر 2016.
سيطلق المالكي شخصية «مناحي» من شخصية كوميدية لأحد أعماله حظيت بإعجاب الجمهور إلى علامة تجارية تشكل واجهة مطاعم في عدة مدن بالمملكة، وقد أصبح المالكي أحد وجوه الإعلام الجديد المشهورين بالأعمال الخيرية والشراكات مع القطاع الثالث.
«مناحي» له حضوره الفني وهو اسم بارز وواجهة خيرية تضاهي أكثر المؤسسات فاعلية، فقد اتخذ من حضوره في مواقع التواصل الاجتماعي سبيلًا لمد يد العون للمحتاجين والحالات الإنسانية، وقد تم تنصيبه على رأس قائمة أكثر المشاهير استقطابًا للتغريدات في المملكة العربية السعودية خلال عام 2019.
أصبح المالكي ظاهرة إعلامية في حد ذاته من خلال تقسيمه حضوره بين الفن وعمل الخير، كان سفيرا للعديد من البرامج والمبادرات الإنسانية، المحلية منها والدولية، ولطالما تحولت العديد من القضايا الإنسانية التي وقف عليها إلى «ترند» يستقطب المساعدات ويحض على العطاء والشراكة مع الجهات الخيرية، ومنح إثرها لقب «سفير الإنسانية» من قبل الجمهور، وذلك عقب موقف شهير جمع فيه أكثر من 100 مليون ريال لإطلاق 1414 سجينًا ضمن إحدى المبادرات الخيرية.
ويرى أن دوره في برنامج «سي بي إم» على قناة «mbc» علامة فارقة نقلته لأدوار أكبر، كما أن مسلسل «إخواني وأخواتي» يعد عملًا محبوبًا لدى قطاع واسع من الجمهور لما يتميز به نصًا وروحًا، وقد كانت تكلفته المالية تجمع من فريق العمل حيث جرى إنتاجه بالمودة والمحبة.
في موقفه من الخلافات والآراء التي تنتقده يتبنى المالكي مقولة القصبي: «انس العالم كله وركز على فنك»، كما أنه يرفض تعميق القضايا وتعميمها على المجتمع، فيما يميل إلى تكرار القضايا بحكم أننا نمثل مجتمعًا محددًا له قضاياه.
نال المالكي العديد من التكريمات من أبرزها مهرجان المفتاحة، كما فاز بجائزة «الإعلام الجديد»، وتم اختياره عدة مرات ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم العربي.