سوليوود «متابعات»
بعد تأجيله لعامين متتاليين، قررت وزارة الثقافة المصرية تحويل المهرجان القومي للسينما المصرية (مهرجان سينمائي للأفلام المحلية المصرية) إلى مسابقة سنوية للأفلام المصرية على غرار «الأوسكار»، بعيداً عن صيغته السابقة التي كانت تعتمد على إقامة عروض جماهيرية للأفلام وندوات مع صناعها وحفلي افتتاح وختام، وتقرر الاكتفاء بحفل واحد فقط للختام يُعلن فيه عن الفائزين، وتُسلم الجوائز ويُحتفى بالمكرمين وفق الإجراءات الاحترازية التي أقرها مجلس الوزراء للفعاليات الثقافية والفنية، حسب صحيفة الشرق الأوسط.
ووفق الدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والمشرف على إقامة المسابقة، فإن الناقد السينمائي كمال رمزي يتولى الإشراف على استكمال أعمال الدورة الـ23 التي قام بالإعداد لها المخرج الراحل د. سمير سيف، وتأخذ شكلاً جديداً يماثل جائزة أوسكار، مشيراً إلى أن هذه الدورة تشمل الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية والتحريك التي تقدمت للاشتراك من إنتاج أعوام 2018،2019،2020، البالغ عددها 170 فيلماً، إذ يقتصر المهرجان هذا العام على مشاهدات لجنتي التحكيم فقط من دون عروض جماهيرية، على أن تقام مراسم توزيع الجوائز يوم 23 مارس (آذار) الحالي بمسرح الجمهورية بالقاهرة.
كان المهرجان قد توقف منذ 2018 حين قرر رئيسه المخرج الراحل سمير سيف تعديل موعد إقامته إلى شهر أبريل (نيسان) من كل عام بدلاً من شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وحالت وفاته (9 ديسمبر/ كانون الأول 2019) دون إقامة دورته خلال ذلك العام، ثم جاء وباء «كورونا» ليؤجل دورته لعام 2020.
ونفى الناقد السينمائي كمال رمزي رئيس المسابقة، أن يكون قد اتُخذ قرار تحويل المهرجان لمسابقة بشكل استثنائي هذا العام بسبب جائحة «كورونا»، وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «في تقديري وطموحي أن يكون هذا بشكل دائم لأن الأفلام المشاركة سبق عرضها تجارياً، وشاهدها الناس، لذا لا أرى جدوى من إقامة عروض تجارية قبل المسابقة، بل تشاهد لجان التحكيم الأفلام وتقر الفائزين، وسنقيم عروضاً للأفلام الفائزة بسينما الهناجر وفق إجراءات التباعد الاجتماعي المتبعة».
وأهدى المهرجان دورته الـ23 للمخرج سمير سيف الذي كان قد تولى رئاسته وحدد ملامح دورته الجديدة قبل رحيله، وتصدرت صورته بوستر الدورة 23 التي تحمل عنوان «نسيم الروح»، ويعلق رمزي على اختيار هذا العنوان قائلاً: «السينما هي نسيم الروح الذي افتقدناه تحت ظروف وباء (كورونا)»، مؤكداً أن «بصمة المخرج سمير سيف واضحة على هذه الدورة، فهو من اختار تكريم المخرج حسن الإمام لأنه كان يكن له احتراماً شديداً وعمل مساعداً معه في 9 من أفلامه، وكانت الفنانة سعاد حسني هي من عرفتهم ببعضهم البعض، وقد أهدى سمير فيلمه (شوارع من نار) لحسن الإمام كنوع من رد الجميل».
وتشهد هذه الدورة أيضاً تكريم كل من الفنان لطفي لبيب والموسيقار هاني شنودة ومدير التصوير الراحل سمير بهزان تقديراً لعطائهم الفني، وكانت لجنتا تحكيم المسابقة قد بدأتا عملهما الأسبوع الماضي بمشاهدة الأفلام، حيث يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، السيناريست بشير الديك، ويتنافس على جوائزها 19 فيلماً روائياً طويلاً (التي تقدمت للمسابقة)، من بينها أفلام «ليل خارجي، ورد مسموم، الضيف، حظر تجول، العزيز، يوم وليلة».
أما لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية القصيرة والتحريك، فيرأسها المخرج والسيناريست إبراهيم الموجي، ويتنافس فيها 121 فيلماً، من بينها «حنة ورد، مشكلة عائلية، البحث عن مخرج، سعيد شيمي شاعر الكاميرا»، وتمنح وزارة الثقافة جوائز للأفلام الفائزة في كافة فروع العمل السينمائي، وتبلغ قيمتها نحو مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري).
ويرى نقاد مصريون، من بينهم الدكتور وليد سيف، أن تحويل المهرجان لمسابقة، فكرة جيدة، ويقول سيف لـ«الشرق الأوسط»، «عرض الأفلام المنتجة خلال العام في الدورات السابقة كان يحوله لكرنفال وليس مهرجاناً، حيث تعرض أفلام لا تليق بكونه مهرجاناً يعكس وضع السينما المصرية خلال العام»، وأضاف قائلاً: «كنت أتمنى أن تتضاعف قيمة الجوائز المالية، لأن السينما تمر بظروف صعبة في ظل الجائحة مما أثر على حجم الإنتاج والعرض».