سوليوود «متابعات»
أثار الفيلم الوثائقي «عملية فارسيتي بلوز: فضيحة القبول الى الكليات» (Operation Varsity Blues: The College Admissions Scandal) الذي بدأت منصة «نتفليكس» عرضه في 17 مارس الجاري، جدلاً بالولايات المتحدة، بسبب التعرض لأكبر عملية احتيال على نظام التعليم الجامعي في أشهر الكليات، حسب ما ذكر موقع الشرق بلومبيرغ.
كان 50 شخصاً، بينهم الممثلتان لوري لوغلين وفيليسيتي هوفمان، اتُهموا في مارس 2019، بتنفيذ أكبر مخطط احتيالي للقبول في الجامعات بلغت قيمته 25 مليون دولار، إذ أنفق أثرياء ورجال أعمال وشخصيات مؤثرة، ملايين الدولارات لضمان قبول أولادهم في كليات مرموقة بجميع أنحاء الولايات المتحدة، حسبما كتبت مجلة «تايم».
وقالت المجلة: «الضجة الإعلامية التي أثيرت في ذلك الوقت، ترجع في جزء كبير منها إلى أن الأثرياء يعملون وفقاً لقواعد مختلفة في البلاد، لكن هناك رضا عاماً شعر به كثيرون عند رؤية العدالة تُحقق لأولئك الذين اعتقدوا أن تجاوزاتهم قد تمر دون أن يلاحظها أحد».
وفي 22 أغسطس الماضي، قضت المحكمة الجزئية في بوسطن، بالحبس شهرين على لوري لوفلين، نجمة المسلسل التلفزيوني «فول هاوس»، وتغريمها 150 ألف دولار، وبالحبس 5 أشهر لزوجها مصمم الأزياء موسيمو جيانولي، وتغريمه 250 ألف دولار وأن يمضيا 100 ساعة و250 ساعة في الخدمة العامة، على الترتيب، لمشاركتهما في «الفضيحة واسعة النطاق»، بحسب وكالة «رويترز»
«سقوط جبل الجليد»
الفيلم الذي تصدّر عناوين الصحف وشاشات التلفزيون منذ الإعلان عنه، يقدم قصة «سقوط جبل الجليد» لطبقة من الأثرياء والمشاهير، من زوايا مختلفة “مشبعة بالانبهار بالخداع الشديد«بحسب “فايننشال تايمز».
ويعرض المخرج كريس سميث، الذي أنتج أفلاماً وثائقية عن مجموعة كبيرة من الموضوعات، القضية “«بطريقة مبتكرة وجذابة» بحسب مجلة «فاراياتي» الأميركية.
وقالت المجلة: «لم يُخرج سميث فيلماً وثائقياً تقليدياً على الإطلاق، يستغل الحقائق ليقدم قصة مبتكرة أساسها نصوص المحادثات التي تنصّت عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي، وإعادة تشغيلها وتمثيلها في أماكن حقيقية مع ممثلين يصورون الأشخاص المعنيين مثل ريك سينغر، بطل والعقل المدبّر لمخطط الباب الخلفي الاحتيالي لدخول الكليات العريقة في البلاد».
سيناريو من المكالمات
يأتي جزء كبير من الفيلم مباشرة من هاتف ريك سينغر، الذي تمّ التنصّت عليه، ويدخل المخرج في مراهنة إبداعية مبكرة من خلال تركيب المشاهد حسبما استقاها من «إف بي أي»، لكن الحديث عن الرؤس الكبيرة والقادة والنسخ طبق الأصل للنصوص لا تكفي، لذلك لجأ إلى إعادة تمثيل مشاهد درامية يؤدي فيها الممثل ماثيو مودين دور سينغر، إلى جانب النجم جوش ستامبرغ (بيل ماكغلاشان) وآخرين، وفق تقرير لـ«فايننشال تايمز».
وقال سميث لمجلة «تايم»: «نظراً لحجم التغطية الإعلامية التي حظيت بها الفضيحة، كان من المهم بالنسبة لي ولمساعدي جون كارمن، إيجاد طريقة جديدة لرواية القصة، جون راجع إفادة خطية ووجد جميع نصوص التنصت على المكالمات الهاتفية، ومن هنا اعتقدنا أن هذه فرصة للقيام بشيء مختلف قليلاً».
وأضاف: «ما كنا نحاول القيام به هو كشف جوانب القصة التي قد لا يكون الناس على دراية بها».
ويعرض الفيلم كيف بدأ ريك سينغر، عمله في مجال التدريب في ساكرامنتو في تسعينيات القرن الماضي، بعدما درب كرة السلة بشكل احترافي، وبالنسبة لمخرج الفيلم، كان العثور على معلومات عن سينغر، أحد أكبر تحديات المشروع.
وحاول سميث، فهم شخصية سينغر من خلال نبرات صوته في المكالمات مع المتورّطين معه من المشاهير والأُثرياء الذين رفضوا جميعهم المشاركة في الفيلم، فاستعان سميث بمستشارين من الكليات، أو معارف سينغر الذين ساعد بعضهم في رسم صورة كاملة للرجل وتكتيكاته طويلة الأمد.
ظهور أحد المتهمين
وكان مدرّب الإبحار السابق في جامعة ستانفورد، جون فانديمور، من بين الأشخاص الـ50 المتهمين في القضية، وكان أول من حكم عليه، وأقر بالذنب في تهمة واحدة من مؤامرة الابتزاز، واعترف بقبول مدفوعات لبرنامج الإبحار الخاص به، مقابل قبول طالبين في الجامعة، لكن القاضي الذي حكم عليه قال إن ” المدرّب ربما كان الأقل ذنبًا” من بين جميع المتورطين في المخطط، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين.
ويسرد الفيلم، قصة المدرّب بالتفصيل، من تفاعلاته الأولى مع سينغر، وحتى الحكم النهائي عليه، وكان المتهم الوحيد الذي ظهر في الفيلم الوثائقي، وادعى أنه غير مدرك إلى حد كبير لما كان يحدث أثناء التواصل مع سينغر.
«تسليع الجامعات»
ووصفت مجلة «فارايتي» الفيلم بأنه ذي قيمة كبيرة لأنه «يقدم لائحة اتهام شديدة وباحثة عن تسليع الجامعات من قبل مؤسسات النخبة في أميركا».
واعتبرت المجلة، أن «التعليم الآن يبيع الهيبة لنادي شديد الإحكام من الأرستقراطيين الأميركيين الأقوياء».
وقال الممثل ماثيو مودين، لموقع «ET» الأميركي: «هذا الوثائقي كأنك سحبت حجراً في غابة ليظهر لك كثير من المخلوقات تحته».
وأضاف: «الضحايا الحقيقيون في هذه القصة هم الأطفال، لكن عندما يتعلم طفلك المشي، عليه أن يسقط، فلا يمكنك أن تكون هناك لإمساكه طوال الوقت».