سوليوود «خاص»
يسعى الكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي الى الشهرة، ولتحقيق ذلك يلجأ غالبية المؤثرين المبتدئين الى بث أحداث يومياتهم المثيرة، أو اصطناع أحداث تحبس الأنفاس لمشاركتها مع الجمهور بغرض تحقيق أكبر قدر من المشاهدات.
قامت مِنصّتا «HBO» و«HBO Max» للبث الرقمي منذ شهر تقريباً، بإطلاق العرض الأول لفيلم «مشهور زائف» أو «Fake Famous» وهو فيلم وثائقي جديد للصحفي السابق في نيويورك تايمز «نيك بيلتون».
يعد «نيك بيلتون» أحد الصحفيين البارزين الذين كانوا يتفاعلون بانتظام على منصات وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من عقد من الزمان، لكن بعدما كشفت الجوانب السلبية لهذه المنصات عن نفسها، ومثل كثيرين غيره تراجعت مكانته التكنولوجية، فقام بكتابة وإخراج وإنتاج الفيلم الوثائقي «Fake Famous»؛ حيث يقوم هو وطاقمه باختيار ثلاثة مؤثرين محتملين على منصة انستغرام «Instagram»، بهدف دفعهم إلى الشهرة وفعلًا استطاعوا جذب ما يقارب 4 آلاف متقدم بمجىد بسؤال بسيط: “هل تريد أن تصبح مشهورًا؟”.
يقوم الصحفي «نيك بيلتون» في الفيلم بإجراء مقابلات مع مرشحين طموحين، ويقع الإختيار على ثلاثة منهم وتحضيرهم لطريق الشهرة، الذي يشمل: أساليب تكوين شخصياتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وشراء متابعين وهميين «7500 متابع بسعر 119.60 دولار»، أو استئجار قصر لإجراء جلسات تصوير ساحرة، أو تصميم ديكورات توحي بأجواء الطائرة وهيئتها للتصوير داخلها، كل ذلك تمهيدًا في طريقهم نحو الشهرة.
يشرح بيلتون من خلال الفيلم كيفية شراء متابعين، فهذه الأرقام الكبيرة للمتابعين يتم جمعها بمساعدة الروبوتات؛ حتى تبدو الشخصيات أكثر شهرة مما هم عليه في الواقع، ويعمل على جذب جمهور حقيقي لهم.
يُركز الفيلم أيضًا على النزعة الاستهلاكية التي يروج لها هذا النوع من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، والذي يؤدي الى شعور العامة بعدم الرضا والضجر من حياتهم لأنهم لا يملكون الرفاهيات المتاحة لهؤلاء.
يعرض الفيلم نماذج معروفة للشهرة، تمتلك هذه النوعية قاعدة معجبين تزداد بسرعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد عرضت عليهم هدايا مجانية من منتجات وماركات حديثة، قبل مرور وقت طويل فقط لالتقاط الصور معهم ونشرها في قصصهم على منصة «إنستغرام».
ينتهي الأمر بالمؤثرين الذين تم اختيارهم في مسارات مختلفة، حيث يرفض اثنان منهم الترويج الزائف لشهرتهم؛ من خلال مشتريات بيلتون السهلة للإعجابات والمتابعين والتعليقات لصالح المزيد من النمو للعضو الثالث، الذي يضره ذلك بشكل كبير، على الرغم من أنه تم شراء أول 100 ألف متابع أو نحوها ودفع ثمنها، لكن النجاح المزيف في النهاية لا يصنع شهرة حقيقية.
الفيلم يعاني من ركاكة الأسلوب لكن القصة بالفعل مهمة، فمعظم الناس ليس لديها أي فكرة عن كيفية عمل سوق «المؤثرين»، الذي لا يختلف كثيرًا عن هوليوود أو وادي السيليكون أو حتى عالم الفن، والتي تدور كلها حول شراء يشبه النجاح للمواهب المتوسطة التي لديها ثغرات عميقة تحتاج أن تمتلئ من الداخل، وهذا هو جوهر التجارة الفاخرة.