سوليوود «متابعات»
سئل نجيب محفوظ: هل تحب أن يقرن اسمك مع تاريخ السينما؟ فقال: «طبيعي لأنني عشقتها واشتغلت فيها، وقدمت لها شيئاً من الخدمة، وعادت عليّ بأكثر مما أعطيتها، ويشرفني أن أذكر في تاريخها». وقال أيضاً: «أخذت منها حب ناس كثيرين، وشهرة أوسع من شهرتي الأدبية، وجزاء مادياً، لكن إذا قارنته بالجزاء الأدبي وجدت الجزاء الأدبي عظيماً جداً».
وبحسب صحيفة الخليج تكلم نجيب محفوظ عن علاقته بالسينما، وهو مدخل لدى الكاتب والناقد الفني «نادر عدلي» لقراءة مشوار محفوظ السينمائي في كتابه «سينما نجيب محفوظ»، حيث يرصد هذا العشق منذ أن كان محفوظ طفلاً في الخامسة من عمره، عندما شاهد السينما لأول مرة، ومشاركته في العمل بها في أواخر الأربعينات بطلب ورغبة من المخرج صلاح أبو سيف الذي تعلم منه كتابة السيناريو، ثم تفرغ أو كاد في الخمسينات لكتابة السيناريو والقصة السينمائية بعد أن سجل اسمه كسيناريست في نقابة السينمائيين، حيث كتب 19 فيلماً، وابتعد بعد ذلك عن كتابة السيناريو واكتفى بكتابة القصة أو المعالجة السينمائية. في هذه السنوات عمل محفوظ باجتهاد كبير، وقدم بعضاً من موهبته وإبداعه الأدبي للسينما، فلم يكن الأمر بالنسبة إليه مجرد ممارسة مهنة أو حرفة، لذلك نجده يقول في أكثر من حوار: «راودني أمل كبير في أن يصبح مجال السينما امتداداً لحياتي الفنية». وكان تعيينه أيضاً مديراً للرقابة على المصنفات الفنية من أسباب ابتعاده عن كتابته للسينما لفترة، وفي نفس الوقت بدأ الاهتمام السينمائي بأعماله الأدبية الروائية وتحويلها إلى أفلام مهمة، ثم قصصه القصيرة.
ومن خلال مشواره الممتد مع السينما سواء بالكتابة المباشرة، وتأثيره الكبير ككاتب قصة وسيناريو في تيار الواقعية، ثم تأكيد ذلك بالانتباه لأعماله الأدبية وتقديمها في أفلام عظيمة، والارتباط الوظيفي الذي وصل به إلى موقع رئيس المؤسسة العامة للسينما، هذه العوامل مجتمعة جعلته جزءاً من تاريخ السينما ومؤثراً حقيقياً فيها.