سوليوود «بكر الصالح»
لم يخطر ببال المخرج «محمد رشدي سلام» حين كان يعمل في كواليس المسرح بجامعة الملك سعود أن يكون تقديمه لـ«ناصر القصبي» ضمن كوكبة من النجوم، سيؤدي إلى صناعة عصر من الترفيه والكوميديا ستشهده السعودية على يدي ذلك «الفتى الضاحك».
رغم تدرجه في المسرح إلا أن «ناصر القصبي» يرى أنه وُلد بموهبته في التمثيل، ويحكي «القصبي» في مقابلاته إنه اتجه إلى استكشاف المسرح قبل إتمام تسجيله في كلية الزراعة بالجامعة، فقط لأن حسه يقوده إلى ذلك.
نشأ «القصبي» بأحد أشهر أحياء مدينة الرياض، فـ«نويصر» الذي كان والده يصطحبه لمؤانسة الأهل والأصدقاء في الرحلات، تربى فيما كان يوصف بـ«حي المثقفين»، والذي لم يُعرَف عنه ازدحام السيارات، لاتساع شوارعه بشكل غير معهود في الرياض القديمة، وكان ذلك بـ«حي الملز» أول الأحياء النموذجية في الرياض، والذي يعود اسمه لكونه «مَلَزًا للخيل» حيث كانت تُقام سباقات الخيل.
كانت انطلاقة «القصبي» نحو النجومية عام 1984 من المسرح الجامعي بمسرحيات: «حلم الحياة»، و«التائه»، و«تحت الكراسي»، و«أحلام سلوم»، و«عويس التاسع عشر»، وذلك بمشاركة كوكبة من رواد الدراما السعودية كمحمد العلي، وبكر الشدي، وعلي المدفع، وعبد الله السدحان.
استطاع «القصبي» بملامحه وأسلوبه الفني الخاص، تقديم شخصيات ارتبطت به عبر الزمن، وسكنت ذاكرة العالم العربي لأدائه المتميز، ورغم اشتهاره بأدواره في «طاش ما طاش» وارتباطه به لعقد من الزمن إلا أن أعماله الفنية والدرامية قد تجاوزت الـ«33 عملًا»، من أبرزها مسلسل «عيون ترقب الزمن» بمشاركة الفنان محمد العلي، وسعد خضر، وعبدالله السدحان، بالإضافة لمسلسل «عودة عصويد» بمشاركة محمد الطويان، وراشد الشمراني، ومنى واصف، وأيضًا كمسلسلات حكايات قصيرة، وأبو مشعاب، وكرت أصفر.
يَصِف «القصبي» العلاقة برفيق دربه «عبد الله السدحان» خلال العقود الماضية بالـ «دويتو» الفني، فقد قدّما ثُنائيّة كانت الأطول من عام 1993م وحتى عام 2012م من خلال المسلسل الكوميدي «طاش ما طاش»، وطيلة 18 جزء وعَقديْن من الزمان كان المسلسل علامة كوميدية بارزة في الخليج والوطن العربي.
وعقب تجاوزه مرحلة «طاش ما طاش» شارك «القصبي» الفنان «عبدالحسين عبدالرضا» في بُطولة مسلسل «أبو الملايين»، بمشاركة حسن البلام، ومحمد الطويان، وريماس منصور، وعقب ذلك قدّم مسلسل «سيلفي» على ثلاثة مواسم، بمشاركة النجوم حبيب الحبيب، وعبد الإله السناني، ويوسف الجراح، ومحمد الطويان، وهيا الشعيبي.
كما استطاع الابتعاد عن مسار الكوميديا، والاتجاه إلى تقديم أعمال روائية وملحميّة دشنها بمسلسل «العاصوف» بجزئيه، بمشاركة النجوم خالد الطيان، وليلى السلمان، وريم عبد الله، وريماس منصور، وذلك قبل العودة مجددًا للكوميديا في آخر أعماله الدرامية «مخرج 7» بمشاركة النَجمين راشد الشمراني، وأسيل عمران.
وعقب انقطاع دام 30 عاماً يستعيد «القصبي» ذاكرته المسرحية فيقدم مسرحية «الذيب في القليب» مع مجموعة من الفنانين كان أبرزهم راشد الشمراني، وعبدالاله السناني، وحبيب الحبيب، وذلك بالتعاون مع هيئة الترفيه السعودية عام 2019.
السينما لم تكن أحد منافذ العمل الدرامي الذي يترقبه الجمهور، فلم يقدم «القصبي» خلال مسيرته الحافلة سوى 6 أفلام، وهي فيلم «افهموني»، بمشاركة الفنان محمد العلي، وعبد الله السدحان، وفيلم «رفاقة درب»، و«حمود ومحيميد»، و«عقاب وشيهانة»، و«انا وشقيقي»، فيما قدم آخر أعماله السينمائية عام 1991، بفيلم «رجل النصف مليون».
واعترافًا بأُستاذيته في الكوميديا شارك الفنان عضوًا بلجنة التحكيم في برنامج المواهب «ARABS GOT TALENT» في موسمه الثاني والثالث والرابع ما بين 2012 و2015.
وتقديرًا لإنجازه ومسيرته حاز «القصبي» على العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها حصوله على الجائزة الذهبية الأولى عن دوره في مسلسل «القصر» في مهرجان الخليج السابع للإذاعة والتلفزيون، كما كُرِّم ضمن أفضل 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي من مجلة «يوزويك»، وكُرِّم من قِبَل الجمعية الأميركية للإعلام نظير جهوده في محاربة الإرهاب والتطرف بحضور السيناتور الأميركي «ليندسي غراهام» ووزير الخارجية السعودي السابق «عادل الجبير»، والسفير السعودي في واشنطن الأمير «عبدالله بن فيصل بن تركي».