سوليوود «متابعات»
يثبت فيلم «Me You Madness» أو أنا أنت والجنون، أن النوايا الحسنة أو الفكرة المبتكرة لا تصنع وحدها فيلماً ناجحاً، خاصة إذا تصور المبدع أنه سوبرمان أو امرأة خارقة تتكفل وحدها بكتابة السيناريو والإخراج والبطولة أيضاً، ليضيع منها كل هؤلاء، وتثبت المثل العربي القائل «أعط العيش لخبازه».
وبحسب صحييفة الرؤية تدور الحبكة الدرامية حول كاترين بلاك «لويس لينتون»، وهي سيدة أعمال طموحة إلى أقصى حد، ذكية ناجحة وجميلة أيضاً.
وتعيش بلاك حياة مرفهة في منزل الأحلام في ماليبو، ترتدي أحدث صيحات الموضة، وتقود أسرع السيارات وترتدي المجوهرات الثمينة الرائعة.
وبكل تلك الرفاهية، فهي ليست بحاجة إلى رجل إلا لسبب وحيد هو إشباع رغبتها الطبيعية وغريزتها الأساسية في القتل وسفك الدماء.
وتسوق إليها الأقدار اللص الجميل الوسيم الظريف تيلر «إيد ويستويك» بعد محادثة بينهما أونلاين توهم بعدها أنه وقع على منجم ذهب!
ولم تكن لدى المسكين أي فكرة على أن ليلة من السهر والحب ستنقلب ليصبح على قائمة ضحايا تلك المرأة الفاتنة. تسير الأمور كما هو مخطط لها، حتى يقع تيلر في هوى كاترين، ولأول مرة في حياتها، يخفق قلبها بالحب وتقع هي أيضاً في هوى رجل هو تيلر.
وتتخيل كاترين أن حياتها ستتبدل للأفضل وتقلب صفحة الماضي، حتى يعثر تيلر على ثلاجة بها بقايا ورؤوس الضحايا أو العشاق السابقين. وهنا تقع كاترين في حيرة ويتعين عليها اتخاذ قرار صعب والمفاضلة بين أمرين أحلاهما مُر، هما أن تقتل تيلر وتحمي سرها، أو تبدأ حياة جديدة مع رجل يستحق أن تحبه وتهب له ما تبقى من عمرها.
تخوض الكاتبة والمخرجة النجمة لويز لينتون تجربة جديدة تثبت فيها قوة المرأة وقدرتها على الإيقاع بالرجال وقتلهم بعيداً عن الصورة النمطية للسفاح الرجل. وتكسر لينتون الجدار الرابع وهي تقدم لنا مريضة نفسية مهووسة تثبت أن ما زال في جعبة هوليوود الكثير من الأفكار المتجددة إذا أتيحت الفرصة للمبدعين لتقديمه، بشرط الالتزام بالتخصص وعدم صناعة الأفلام على غرار المرأة الخارقة.
وتلعب لينتون دوراً رائعاً كامرأة ثرية مصابة بالنرجسية، ومريضة نفسياً، رغم أن الفيلم لم يتعمق في سبب إصابتها بهذا الاعتلال النفسي.
ولكن الدراما تتوه أو تضيع وسط النبرة المزعجة والنكات غير الملائمة، والدوافع غير المبررة لقتل الرجال الذين تتخلص منهم لمجرد أنها ليست بحاجة إليهم!
ربما يشفع لفيلم «أنا أنت والجنون» أنه أول فيلم رعب فعلياً في العام الجاري.
ولكي نكون منصفين، فإن هناك حبكة درامية وصراعاً بين شخصين أشبه بلعبة القط والفأر بين محتال وقاتلة يغير كل منهما رأيه وطبيعته ويقع في حب الآخر.
ولكن الفيلم يغرقنا في سلسلة لا متناهية من التفاصيل غير المهمة مع قطع لقطات متقاطعة لتغيير الأزياء أو الوقوع في الحب، لم نفهم معها لماذا قتل هؤلاء الذين تحتفظ بهم تلك السيدة بأشلائهم في ثلاجتها، ولماذا تحتفظ بهم أصلاً.
من المؤكد أن لينتون ممثلة موهوبة، ولكن ذلك وحده لا يصنع بناء فيلم متكامل، وكان الأمر بحاجة لمزيد من التعمق في السيناريو والإخراج لمصلحة لينتون نفسها.
المفارقة أن المتفرج يظل طوال الفيلم في انتظار حدوث شيء مثير للاهتمام، سواء على مستوى السرد أو الشخصية، ولكن ذلك لا يحدث مطلقاً في فيلم خالٍ من الجنون.
الإخراج والسيناريو للنجمة لويز لينتون التي تشارك في البطولة مع إد ويستويك، كريستين رولين، شويا تشانج.