سوليوود «متابعات»
قبل نحو 55 يوما من إعلان جوائز الأوسكار يحتفي مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية بالفيلم التونسي (الرجل الذي باع ظهره)، وفقاً لصحيفة العين الإخبارية.
الفيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وينافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، وهو من بطولة السوري يحيى مهايني والفرنسية ضياء ليان والبلجيكي كوين دي بو والإيطالية مونيكا بيلوتشي، وشارك في مهرجانات سينمائية عديدة قبل أن ترشحه تونس لتمثيلها في سباق الأوسكار.
يتناول الفيلم قصة شاب سوري يهرب من مدينة الرقة إلى لبنان بهدف الوصول في النهاية إلى أوروبا للحاق بحبيبته لكنه أثناء هذه الرحلة يلتقي بفنان أمريكي يعرض عليه صفقة يقدم بموجبها الشاب ظهره للفنان للرسم عليه مقابل أن يساعده الأخير على الوصول إلى وجهته.
وبمرور الوقت يدرك الشاب السوري ثمن الصفقة بعدما يطلب منه الفنان الجلوس بالساعات داخل المتاحف وهو عاري الظهر دون أن يتحدث لأحد أو يتفاعل مع محيطه حتى يتحول إلى قطعة فنية جامدة.
ومساء الأحد عرض مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية الفيلم افتراضيا عبر موقعه الإلكتروني بمشاركة عدد كبير من الصحفيين ومتابعة آلاف المشاهدين، كما عقدت مناقشة للفيلم عبر منصة (زوم) مع مخرجة العمل.
أدارت النقاش جمانة رزق وشارك فيه الباحث اللبناني ناصر ياسين والناقد الفني الفرنسي هاري باليه.
وقالت المخرجة كوثر بن هنية في مداخلتها من باريس إن فكرة الفيلم مأخوذة من واقعة حقيقية بطلها الفنان البلجيكي فيم ديلفوي الذي اتفق مع أحد الأشخاص عام 2006 على رسم وشم على ظهره وتقديم العمل في عدد من المتاحف مقابل نسبة من مبيعات التذاكر.
وأضافت أنها أرادت ربط هذه القصة الغريبة بالواقع الحالي للاجئين إذ تجمعها صداقة بعدد كبير من السوريين الذين رووا لها حوادث تراجيدية عاشوها قبل وصولهم إلى الحرية، ومن هذا المنطلق اختارت أن تكون القصة إنسانية في محورها إلى جانب كونها تسلط الضوء على العالم الفني والمعاصر.
وأشارت إلى أن بعض مشاهد الفيلم صُورت في متحف الفنون الجميلة في بروكسل حيث تصادف عرض أعمال للفنان البلجيكي صاحب الواقعة الحقيقة لكن هذا كان من قبيل المصادفة.
وعن مشاركة مونيكا بيلوتشي في الفيلم وإيمانها بقصته قالت المخرجة إن النجمة الإيطالية وافقت فورا على المشاركة في العمل بعد قراءة السيناريو «وحصلت على أجر بسيط لا يعكس نجوميتها وقبلت بمبلغ لا يختلف أبدا عن أجور الممثلين الزملاء».
وأضافت أن بيلوتشي امتعضت في بادئ الأمر عندما علمت أن دور البطولة سيؤديه رجل لا علاقة له بالسينما لكنها «وقعت في حب يحيى عندما جمعتهما معا».
وفي مداخلة قصيرة بالنقاش عن الفيلم للبطل يحيى مهايني قال إن عائلته لم تصدق أنه مثل أمام بيلوتشي وكانت رغبتهم الرئيسية في مشاهدة الفيلم لرويتها هي وليس رؤيته على الشاشة.
وبعد انتهاء النقاش قالت أليس مغبغب مؤسسة مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية إن هذا النشاط الافتراضي هو تعبير عن إصرارها على محاربة الوضع الحزين الذي يعيشه لبنان من خلال الأعمال الفنية.
وأضافت «وحده الفن، ووحدها الثقافة، توحدنا وتجعلنا أكثر التصاقا ببلدنا. لن نهاجر، لن نهرب.. مرة في الشهر سأقدم أجمل الأعمال التي لها علاقة بالفن بطريقة أو بأخرى، وستكون لنا لقاءات عدة مع نخبة المثقفين في العالم. لن نستسلم».