سوليوود «متابعات»
ينطلق اليوم مهرجان برلين السينمائي في دورته «الكوفيدية» الأولى. يتمنى الجميع أن تكون الدورة الأخيرة من هذا النوع أيضاً، وإذا سألت المعنيين وجدتهم يستبدلون الابتسامات الجاهزة بحزن كبير ويصدحون بالأمل ذاته.
مهرجان برلين الضخم الذي تابعه الناقد منذ 1977 من دون انقطاع اضطر هذه السنة لإلغاء نشاطاته المعهودة والتقوقع في إطار العروض الافتراضية لمن يرغب. هذا يعني الكثير. المدينة بأسرها كانت تعيش على أنغام ذلك الفاصل الموسيقي الذي يسبق كل فيلم معروض، وتكاد ترقص له، وفي كل الأحوال كانت تحضر نفسها لمواكبة الفيلم المختار في أي من أقسامه ومسابقاته، وفقا لما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط.
الحافلات والسيارات ما بين الصالات المنتشرة، المطاعم، المقاهي، الألفة المصاحبة لالتفاف المشاهدين والتعبير عن حبهم لفيلم شاهدوه أو خيبة أملهم منه. الصحافيون المنشغلون بين حضور فيلم وكتابة مقال. كل هذا وسواه ينتمي الآن إلى الذاكرة. لا داعي لأن تذهب إلى برلين لحضور مهرجانها. «برلين» يأتيك في البيت.
مسابقة واشتراكات
رغم ذلك جمع المهرجان في دورته لهذه السنة (تمتد من 1 إلى 5 الشهر الحالي ثم تعود في خمسة أيام أخرى لاحقاً)، 178 فيلماً موزعة على النحو التالي:
المسابقة: 15، البانوراما 17، فورام: 17، فورام إكسبندد 26، برلين سبشال 11، مسلسل برلين 6، لقاءات: 12، قسم أجيال: 15، قصير: 20، قسم السينما الألمانية: 6، قسم العروض الاسترجاعية (كلاسيكيات كلها أميركية): 27 فيلماً.
لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية مؤلفة من ستة أعضاء من الذين فازوا سابقاً بجوائز برلين، وهم محمد رسولوف (المخرج الإيراني المحارب من قِبل مسؤولي بلاده)، والإسرائيلي نداف لابيد، والرومانية أدينا بنتيلي، والمجرية ليديكو إنييي، والإيطالي جيانفرانكو روزي، والبوسنية ياسميلا زبانيتش.
كل من هؤلاء سيعمل من راحة بيته، لكن الخطة الأصلية، حتى مطلع أكتوبر (تشرين الأول) كانت إقامة المهرجان فعلياً ما بين 11 و21 من فبراير (شباط). عندما عرضت المسألة على المسؤولين الرسميين في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، شكك المسؤولون في إمكانية المخاطرة بميزانية تزيد عن 12 مليون يورو في وسط انتشار الوباء القاتل.
توعز أفلام المسابقة وسواها من التظاهرات، التي بدأ الناقد مشاهدتها قبل أيام، (لكنه ملزُم بعدم الحديث عنها إلا من بعد موعد عرض كل واحد منها الرسمي) بأن الجهد الذي بذله المهرجان سابقاً لتأمين بعض الأفضل حول العالم ما زال دافعاً بصرف النظر عن الظروف الحالية.
بالتركيز على أفلام المسابقة نجدها تتوزع على عشر دول: لبنان وجورجيا وألمانيا وفرنسا والمجر ورومانيا واليابان وكوريا وإيران والمكسيك. مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض هذه الأفلام تتشكل من تداخل مرجعيات إنتاجية متعددة مثل «صندوق الذكريات» الذي انطلق كإنتاج لبناني أضيف فوقه تمويل من كندا وفرنسا وبعض المساعدات الإماراتية والقطرية. «ماذا نرى حين ننظر إلى السماء» جيورجي لكنه مدعوم ألمانياً، وأحد الفيلمين المجريين (ضوء طبيعي) يتداخل فيه تمويل من لاتفانيا وفرنسا وألمانيا. أما الفيلم الإيراني (أنشودة البقرة البيضاء) فلم يكن ليُنجز لولا تمويل فرنسي.
الأفلام المختارة في المسابقة، بالتالي، هي:
• «الباتروس» (لديه عنوان آخر بالإنجليزية هوDrift Away» ») لإكزافييه بيوفوا (فرنسا).
• «حظ سيئ جنسياً» لرودو جود (رومانيا)
• «مصير حالك» الترجمة الممكنة لـ«Going to the Dogs» لدومونيك غراف (ألماني)
• «أنشودة البقرة البيضاء» لبيهتاش سانيها وميريام مغضم (إيران)
• «عجلة الحظ والفانتازيا» لريوسوكي هاماغوشي (اليابان)
• «مستر باخمان وصفه» لماريا سبث (ألمانيا)
• «أنا رجلك» لماريا شرودر (ألمانيا)
• «تقديم» لهونغ سانغسو (كوريا)
• «صندوق الذكريات» لجوانا حاجي توما وخليل جريش (لبنان).
• «الباب التالي» لدانيال برول (ألمانيا)
• «أ كوب موفي»A Cop Movie) ) لألونسو روزبالاسيوس (مكسيك)
• «الأم الصغير» لسيلين شياما (فرنسا)
• «ماذا نرى حين ننظر إلى السماء؟» لألكسندر كوبردزي (جورجيا).
• «أرى في كل مكان» لبنس فلايغوف (المجر).
• «ضوء طبيعي» لدنيس ناجي (المجر).
اللبنانيان حاجي توما وجريج ليسا الوحيدين القادمين من لبنان. هناك إيليان الراهب التي تعرض فيلمها الجديد «حرب ميغويل» في قسم البانوراما (ثاني أهم الأقسام في المهرجان). وعربياً نجد في القسم ذاته «سعاد» للمصرية أيتن أمين.
في قسم «لقاءات» فيلم مصري آخر (بمشاركة فرنسية ونروجية) عنوانه «كما أريد» لسماهر القاضي.
لكن بطبيعة الحال، ونظراً للتراجع الكبير في عدد الإنتاجات العربية الصالحة لخوض المهرجانات، فإن شعار المرحلة عربياً هنا هو: ليس بالإمكان أفضل مما كان.