سوليوود «متابعات»
نقف على أعتاب موسم الجوائز السينمائية العالمية، حيث تتجه كل العيون حالياً نحو جوائز الـ «غولدن غلوب» التي سيتم الإعلان عن نتائجها غداً الأحد، بينما نترقب جميعاً ما ستؤول إليه نتائج جائزة الأوسكار التي يفترض أن تطل على الملأ في نهاية أبريل المقبل، في وقت بدأت التوقعات حيال الفائزين تطل برأسها من كل حدب وصوب، مع غضها الطرف عن ظلال جائحة «كوفيد 19» التي لا تزال تخيّم على السينما العالمية، ليبدو أن تأثيرات الفيروس لم تقف حجر عثرة في وجه مجموعة الأفلام التي تخوض السباق للظفر بأهم الجوائز السينمائية.
مع انطلاق سباقات هذا الموسم، تفتح السينما العربية عينها واسعاً على هذه الجوائز، لتجدد تفاصيل ذات الحلم الذي يراودها منذ عقود طوال، بأن تخرج متوجة بأي من هذه الجوائز، التي سجلت فيها السينما العربية هذا العام حضوراً واسعاً من حيث المشاركات، حيث يظل مجرد وصولها بمثابة إنجاز مهم، وفق ما يراه المخرج والناقد الإماراتي مسعود أمر الله، الذي قال لـصحيفة «البيان» إن «وصول السينما العربية إلى هذه المنصات فيه إنصاف لها».
قائمة الترشيحات
على مستوى جائزة «غولدن غلوب» سجلت هذا العام، 7 أفلام عربية أسماءها في قائمة الترشيحات، على رأسها الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة كوثر بن هنية (صاحبة فيلم «على كف عفريت» 2017)، وبطولة الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، وهو العمل الذي لفت الأنظار إليه في دورة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الماضية، وهناك أيضاً الفيلم المغربي «أوليفر الأسمر» للمخرج توفيق بابا، ومن لبنان يحضر فيلما «يربوا بعزكن» للمخرج ديفيد أوريان و«مفاتيح مكسورة» للمخرج جيمي كيروز، في حين يطل فيلم «بين السماء والأرض» للمخرجة نجوى نجار من فلسطين، أما السودان فتشارك في فيلم «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، ومن الأردن حضر فيلم «200 متر» للمخرج أمين نايفة.
قائمة السينما العربية في ترشيحات الأوسكار بدت أطول قليلاً، حيث سجلت الجزائر حضورها في القائمة عبر فيلم «مذبحة صطيف هليوبوليس» للمخرج جعفر قاسم، وكذلك الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره»، وفيلم «مفاتيح مكسورة» اللبناني، و«200 متر» من الأردن، ومن فلسطين سجل فيلم «غزة مونامور» للأخوين ناصر حضوره، في حين حضرت مصر من خلال فيلم «لما بنتولد» للمخرج تامر عزت، بينما المغرب فشاركت بفيلم «معجزة القديس المجهول» للمخرج علاء الدين الجم، ومن السعودية يشارك فيلم «سيدة البحر» للمخرجة شهد أمين.
بداية المشوار
بداية مشوار السينما العربية مع الأوسكار ليس حديثاً، فهو يعود إلى الخمسينيات وبدأ مع المخرج المصري يوسف شاهين بفيلمه «باب الحديد»، ورغم ذلك ظل حلم الفوز بالأوسكار وحتى غولدن غلوب بمثابة حلم يراود السينما العربية التي نجحت في بعض السنوات في الوصول إلى القائمة القصيرة، حتى باتت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها، ورغم ذلك فإن عدم فوزها لا ينقص من أهميتها شيئاً.
المخرج والناقد الإماراتي مسعود أمر الله يرى أن «مجرد وصول السينما العربية إلى مثل منصات الجوائز هذه، يعد إنجازاً مهماً»، واعتبر في حديثه مع «البيان» أن ذلك فيه «إنصاف للسينما العربية ويسلط الضوء على مواهبها وقضاياها ومجموعة أفلامها المصنوعة بحرفية عالية والتي استطاعت الوصول إلى منصات مهمة عالمياً»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «المنصات الكبيرة ليست هي التي تعطي الشرعية للأفلام العربية». ويقول: «الأفلام العربية موجودة كنسيج مهم في الثقافة العربية وتصل إلى الآخر، ولكن إذا لم تقم بعض المهرجانات بمنحها الجوائز، فهذا لا يعني أن هذه الأفلام غير مهمة، وإنما على العكس تماماً».
فلسفة كبيرة
ويبين أمر الله أن «جزءاً كبيراً من هذه الجوائز يتأثر بــ«اللوبيات»، ويجب أن يكون لدى الفيلم الذي يترشح للأوسكار، «لوبي» كبير جداً، قادر على دعمه في التصويت والإعلان والترشيح والدعم الدعائي». واصفاً ذلك بـ «فلسفة كبيرة جداً في تسويق الفيلم»، قائلاً: «لا أعتقد أنه يوجد لدينا الطريقة أو الآلية التي نصنع فيها مثل ذلك، خصوصاً وأن الأفلام الأخرى تحشد لذلك كثيراً، وتصرف اللوبيات التي تقف وراءها ملايين الدولارات على ذلك وربما تفوق تكلفة الفيلم نفسه، وتعمل على حشد الرأي وخلق الاتجاه نحو هذا الفيلم أو ذاك، من خلال الإعلان المكثف، والمراجعات النقدية الإيجابية الكثيرة التي تكتب عن هذا الفيلم أو ذاك وتصفه بأنه «تحفة سينمائية».
مضيفاً: «للأسف السينما العربية لا يوجد مثل هذه اللوبيات في الأوسكار أو الغولدن غلوب، وفي حال فوزها فذلك سيكون بسبب الجودة العالية وأهمية الموضوع الذي تطرحه، والموهبة التي تستحق». وواصل: «بلا شك أن الجانب التسويقي مهم جداً في هذه المحافل، ولكن بتقديري أن وصول السينما العربية إلى هذه المنصات هو بمثابة اعتراف بأهميتها، ويجعلنا ندرك بأنها لا تفرق كثيراً عن السينمات الأخرى، وإنها لا تزال بخير، وفي حال لم يحالفها الفوز في هذا العام، علينا مواصلة العمل لتمكينها من ذلك مستقبلاً».