سوليوود «متابعات»
شدد عدد من الكتاب والفنانين على أهمية الدورات التدريبية، على غرار دورة «صياغة القصة والسيناريو» التي أطلقتها هيئة الأفلام في تأهيل وتنمية الكوادر الشغوفة بإنتاج النصوص الدرامية الهادفة التي تخلق الدهشة لدى المشاهد، مؤكدين على قوة تأثير مثل هذه الدورة على واقع صناعة السينما السعودية، باعتبار النص الدرامي قاعدة بناء العمل السينمائي، وانعكاسا لمخزون المجتمع المعرفي والفني والإنساني، الذي يساهم في التقريب بين الثقافات والشعوب، وفقا لما نشرت جريدة الرياض.
صناعة الدهشة
يرى الكاتب ناصر العزاز أن الدورات التدريبية هي الحاضنة الأهم لاكتشاف الموهوبين في كتابة النصوص الدرامية ومن خلالها يستطيع الكاتب تصوير واقع نهضتنا الواعدة أو حتى ماضينا الجميل، وتحسين الصورة النمطية التي يحملها البعض عنّا بسبب تأخرنا في اقتحام صناعة الإنتاج السينمائي. فيما أكد السيناريست عنبر الدوسري أن هذه الدورات تصقل الكاتب المبتدئ وتزيد خبرته، وتمكنه من أحدث ما وصلت إليه كتابة السيناريو وكيفية استخدامها، في حين ربط الكاتب عبدالعزيز الصقعبي وجود سينما فاعلة ومؤثرة بضرورة تكثيف الدورات، وابتعاث الموهوبين للدراسة الأكاديمية في الدول المتقدمة سينمائياً، وذهب الفنان أسامة القس إلى أن التدريب يضع الكاتب أكثر حرفية في كيفية طرح القصة وجعلها مدهشة وأكثر ملاءمة. مشددين على ضرورة توفر خاصيتي الإبداع في «الكتابة والتدريب» لدى من يتولون تلك المهام، فالكتابة الإبداعية ليست كافية -على حد قولهم- فهناك كتاب مبدعون يخفقون في التدريب لعدم امتلاكهم هذه المهارة.
تثمير التفاعلات
ولتثمير التفاعلات الدرامية يوضح العزاز أنه لا بد من امتلاك الكاتب ثقافة عالية واطلاع كبير يستطيع من خلاله أن يتعمق في تفاصيل أي قصة أو موضوع يريد تناوله، وتحويله إلى نص درامي يهتم بالتفاصيل ووصف التفاعلات التي تسهّل على الممثل الدخول في شخصيته وفهم أبعادها، وكذلك المخرج الذي ينتظر من الكاتب ما يستطيع تحويله إلى صورة إبداعية مشاهدة، وذكر الصقعبي أن احترافية كاتب السيناريو، تكمن في اختزال عشر صفحات من القصة والرواية إلى مشهد ربما لا يتجاوز عشر ثوانٍ، ويصل من خلاله انطباع المشاهد لمثل انطباع القارئ للرواية والقصة، وكذلك تكوين النص المقروء بالصورة المناسبة للنص البصري، بحيث يقدم الشخصيات وفق متخيل واقعي تجعل الفعل الدرامي هو الذي يحدد هويتها. ويجد القيس أن التفاعلات الدرامية في القصص مبنية على الشخصيات ومدى فهم الكاتب لها وقدرته على بناء الصراعات الدرامية المتوافقة معها، ويعود ذلك إلى مخزونه المعرفي بالناس وعلاقاتهم ومرجعياتهم الاجتماعية التي يجب أن تكون واضحة لديه وفي نصه ليتسنى للممثل فهم أبعاد الشخصية.
تكاملية الأداء
وفي جانبي الإخفاق أو الإبداع يرى الدوسري أن أساسها النص وأعمدتها الممثل والإخراج والكوادر الفنية الأخرى، فيما يعتقد الصقعبي أن بعض النصوص مغلقة وغير قابلة للتنفيذ سينمائياً وبعضها تفتقر للعمق، ولا تصنع الإبهار والدهشة، فيما هناك أخرى يستطيع المخرج وكاتب السيناريو أن يبدعا في تقديمها سينمائياً ومنها ما ينفذ بصورة متجاوزة للنص القصصي المقروء، ومن وجهة نظر القس يصعب تجزئة الإخفاق والإبداع؛ لأن العمل السينمائي هو عمل جماعي بامتياز، وكذلك يرى العزاز بتكاملية العمل السينمائي من النص مروراً بالإنتاج والإخراج وأي إخفاق في هذه المنظومة يؤثر على المنتج النهائي، ويتحمل الجميع مسؤوليته.