سوليوود «خاص»
يروي فيلم «لا وجود للشيطان» أربع قصص تتعلق بعقوبة الإعدام في إيران، وأوضح المخرج أن الفيلم يدور حول الأشخاص الذين يتحملون مسؤولية الأفعال الشنيعة في المجتمعات، وأن كل قصة تستند إلى تجربته الخاصة. أثار الفيلم جدلاً واسعًا وحكمت السلطات بعد عرضه على المخرج بالسجن لمدة عام وحظره من السفر.
الفيلم من إنتاج عام 2020، ومن إخراج محمد رسول آف، وهو الذي قام بتأليف وكتابة سيناريو الفيلم، ولعب دور البطولة كلٌّ من: إحسان ميرحسيني، وشاغيج شوريان، وعلي رضا زاريباراست، وسالار خامسة، وكافيه إبراهيم، وبويا مهري. ونجح هذا الفيلم في حصد جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي في نسخته السبعين.
يبدأ الفيلم بالقصة الأولى حول عائلة طبيعية جدًا من الطبقة الوسطى، أب وأم وطفلة، أسرة كادحة سعيدة صغيرة، تبدو متوائمة ولكن منشغلة بكثرة المهام الاجتماعية، تتعاطف معها سريعًا خاصة مع المجهود الذي يقوم به الزوج والزوجة في رعاية الجدة، والابنة، وتشعر بالقلق على مصيرهم، فبالتأكيد المخرج لم يحضر لنا قصة حياة أسر هانئة في فيلم يحمل عنوان «لا وجود للشيطان»، وذلك حتى تأتي نهاية هذا الفصل بمعرفة المهنة الحقيقية للأب، وهي ما يشبه «عشماوي» في ثقافتنا الشعبية، أي المسؤول عن الإعدام.
أما بطل القصة الثانية فهو شاب يقوم بأداء الخدمة العسكرية في الجيش، ويجب عليه حتى يحصل على إجازة لمدة ثلاث أيام أن يقوم بعملية إعدام لأحد المتهمين؛ يجلس الشاب مرتجفًا باكيًا يرفض أن يلوث يديه بالدماء، ولكن الرفض قد يطيل خدمته العسكرية إلى ما لا نهاية، ويدمر أحلامه بلقاء حبيبته والسفر معها، يعاني البطل حيرة كبيرة بين الرضوخ للقواعد والقوانين كما فعل البطل في القصة الأولى، أو التمرد عليها وملاقاة مصير لا يعلمه إلا الله.
تبدأ القصة الثالثة وأنت تعلم أن هناك خيارًا والأمر ليس فقط «أكل العيش» أو محاولة التخلص من الخدمة العسكرية بسلام، بل هناك دم وهناك اختيار، وتشعر أنك وصلت إلى اليقين مرة أخرى، الأمر الذي لا يستمر طويلاً في أفعوانية «محمد رسول آف» النفسية التي تصحبنا في الفصل الثالث إلى وجهة النظر الأولى مرة أخرى ولكن بعين جديدة، ونتعرف هذه المرة على شاب مجند كذلك، عاشق لحبيبة جميلة يخلص لها وتخلص له، يحصل على عطلة لمدة ثلاثة أيام ليحضر عيد ميلادها ويطلبها للزواج، ولكن يفاجأ بمأتم بدلاً من الحفل؛ لأن صديقًا للعائلة تم إعدامه مؤخرًا، لتبدأ الأزمة النفسية التي يقع فيها بطل الحكاية عندما يعلم أنه من قام بالخطوة الأخيرة في عملية الإعدام، وسلب عائلته الجديدة سعادتها.
أما القصة الرابعة فإنه على الرغم من اتساع المساحات واستخدام التصوير الخارجي، فإن الطبيعة نفسها مختلفة هنا، فعلى العكس من الأخضر الوارف المستخدم قبلاً نجد هنا الصحراء الصفراء القاحلة هي السائدة، طبيعة خشنة تتلاءم مع مقدار التضحية الذي قام بها البطل والنتائج التي حدثت جراء ذلك.