سوليوود «متابعات»
أظهرت المنصات الرقمية، خاصة التي تعرض الأعمال الأجنبية، فروقاً كبيرة بين التقنيات المستخدمة في تصوير الأعمال السينمائية والدرامية الأجنبية ومثيلتها في مصر. ولم تكن النتيجة في مصلحة الأعمال المصرية، ما جعل البعض يطالب بأن تصبح الدراما والسينما في مصر تفاعلية من خلال إدخال التقنيات الحديثة التي غزت العالم، ومنها«4K»، و«4DX»، بجانب«4D»، و«5D»، وغيرها من التقنيات التي صنعت ثورة في عالم الدراما والسينما العالمية، خاصة في أمريكا والهند، وغيرهما من الدول.
ووفقا لصحيفة الخليج بات من الطبيعي أن نرى استخدام التقنيات الحديثة في تصوير وعرض الأعمال السينمائية والدرامية في الخارج، أشهرها تقنية «mixed reality»، وتشبه تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وتستخدم في أفلام الخيال العلمي في الفضاء، حيث يكون الممثل في مكان محاطاً بشاشات تمثّل له ما هي ردة الفعل التي يجب أن يقوم بها في هذا المكان بالتحديد، أو الواقع الذي يتواجد فيه، وهناك أيضا تقنية «augmented reality»، فمثلاً يمكن الوقوف في شارع خال من أي سيارة واستخدام هذه التقنية لإظهار سيارة اصطدمت بسيارة أخرى في الشارع، وهناك تقنية الواقع الافتراضي، التي تجعل الشخص يشعر بأنه داخل لعبة، وهناك تصوير 360 درجة.
أعمال الجرافيك
يقول مدير التصوير أحمد عبدالباقي: التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها في تصوير الأعمال السينمائية والدرامية الأجنبية باهظة الثمن ومكلفة جداً، وتحتاج إلى ميزانيات أضخم من التي يتم صرفها في الأعمال المصرية، وهذا لا ينفي عدم استخدام بعض التقنيات الحديثة في عدد من الأعمال المصرية، ولكن يتم تنفيذها خارج مصر، فعلى سبيل المثال، أنه في فيلم «الفيل الأزرق»، استعان المخرج مروان حامد بفريق ألماني ليقوم بأعمال «الجرافيك» الخاصة بالفيلم، وسافر إلى ألمانيا لتنفيذها بدرجة عالية من الحرفية، والأمر يحتاج إلى إدراك أهمية تلك التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في التصوير، خصوصاً أن الجمهور أصبح يشاهد أعمالاً أجنبية كثيرة على المنصات الرقمية، ويقارنها بالأعمال المصرية، ويرى الفارق في إمكانات التصوير، والأمر يحتاج إلى توفير ميزانيات من أجل تلك التقنيات، وإلى المهارة وتدريب بعض القائمين على التصوير والتقنيين، من أجل إعدادهم لاستخدام تلك التقنيات، بدلاً من الاستعانة بفرق أجنبية، ونحن لدينا العديد من المهارات التي تستطيع تنفيذ تلك الأعمال واستخدام تلك التقنيات إذا توافرت لها الظروف الملائمة.
ثلوج وأمطار
يقول المخرج محمد حمدي: هناك العديد من المحاولات لاستخدام التقنيات الحديثة في الأعمال المصرية، وهذا ما حدث في فيلم «122»، حيث إنه كان أول فيلم مصري بتقنية 4DX، وهي تقنية تتيح لجمهور السينما التي تعرض الأفلام بتلك التقنية التعايش مع أجواء الفيلم مثل الثلوج والأمطار داخل السينما، ويتم توفير شاشات أكبر وصوت قوي، إضافة إلى بعض المؤثرات المختلفة مثل الرياح والبرق والرعد وروائح الزهور أو البارود، ولكن المسألة مكلفة جداً، فدار العرض بهذه التقنية تكون مكلفة جداً، وعدد المقاعد يكون محدوداً، وبالتالي لابد من رفع قيمة التذكرة، وعدد الصالات محدود، تقريباً
3 دور سينما فقط في مصر فيها قاعات «4DX»، لأن الشريحة التي تقبل على دفع ثمن التذكرة ليست كبيرة، وكل ذلك يعرّض المنتج لخسائر كبيرة، ولكن تطبيق هذه التقنية تحتاج إلى فتح أسواق توزيع للفيلم المصري خارج مصر، حتى يستطيع المنتج أن يصرف على الفيلم بهذه التقنية، ومن ثم يحقق ربحاً جيداً، وهذا ما حصل في تجربة فيلم «122»، وأعتقد أن هذه أهم نقطة إيجابية في الفيلم، ونحتاج إلى استخدام تقنيات حديثة مختلفة سواء في السينما، أو الدراما.
التقنيات تغيرت
يؤكد نبيل بهاء الدين المتخصص في الإعلام الرقمي: تقنيات التصوير والمونتاج تغيرت كثيراً عن السابق في العالم، فقد كان يتم استخدام أجهزة كبيرة، ولكن حالياً بفضل التقنيات الحديثة أصبحت الإمكانات أكبر والأجهزة أصغر، وأصبح هناك توجها لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما حدث في فيلم «The Irishman» بطولة روبرت دي نيرو، وآل باتشينو، حيث استثمرت منصة «Netflix» ما يقرب من 200 مليون دولار في إنتاج الفيلم، حيث يتطلب ظهور الأبطال في مختلف أعمارهم، واستخدم الذكاء الاصطناعي في ذلك، بجانب تركيب مشاهد قديمة لأعمالهم السابقة، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز، بجانب وجود تقنيات حديثة لل Editing، وهي توفر الوقت وتقدم أعمالاً بجودة أعلى، ولكن بالطبع الكلفة تكون أعلى بكثير، ولكن في الخارج يعتمدون على فكرة أن الإنتاج المبهر يؤدي إلى إيرادات ضخمة، وهذا يحدث أيضاً في أفلام ومسلسلات الانيميشن، فهي تكلف كثيراً، وتأخذ وقتاً كبيراً، ولكنها تحقق إيرادات عالية، وبشكل عام، جعلت التقنيات الحديثة التصوير بعدد قليل من الكاميرات ولكن بتقنيات أعلى.
ويقول الناقد الفني عمرو الكاشف: هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نبتعد عن التقنيات الحديثة في الدراما والسينما، ولو استطعنا إزالة تلك الأسباب ومعالجتها سوف يكون لدينا القدرة على إدخال تلك التقنيات لدينا. ويضيف: ليس لدينا شركات مصنّعة لتلك التقنيات عكس الدول الأجنبية التي تمتلك تصنيع هذه التقنيات، ولديها أسواق لاستهلاكها، فهي مكلفة جداً، لكن هذه الدول تستعيد ما تتكلفه الأعمال أضعافاً مضاعفة، بعكس المنتجين لدينا الذين يشتكون من إرهاقهم مادياً بسبب الأجور المرتفعة للنجوم والتي لا تتناسب مع حجم الإنتاج والسوق العربية.