سوليوود «خاص»
عبدالعزيز الحماد.. اسم لا يحتاج إلى كثير جهد ومزيد وقت للتعريف به، في عالم الفن والإعلام، كيف لا وقد ترك بصماته الخالدة في كل ركن من أركان الفن والدراما في الأوساط الثقافية السعودية، ممثلا ومذيعا وكاتبا وفنانا تشكيليا، كان خطاب تأسيس «جمعية الثقافة والفنون» من كتابته، وشعارها من تصميمه.
تدرج ابن محافظة الزلفي المولود فيها في السابع من يوليو 1946 في المراحل التعليمية متنقلا ما بين قرية وأخرى، مكابدا ظروف العيش والحياة الصعبة التي بدأ السير فيها يتيما بعد أن فقد والده في الخامسة من عمره، ظروف لم تكن لتمنعه من مواصلة السير الحثيث نحو بلوغ القمة، فكان عام 1962 عاما استثنائيا بالنسبة للحماد حيث شهد تخرجه من معهد إعداد المعلمين، لينتقل فورا إلى التدريس في إحدى المدارس الإبتدائية، تلك المرحلة التعليمية التي لفت فيها أنظار معلميه في وقت سابق إلى موهبته التشكيلية، وبدأ في ممارسة الرسم هاويا، حتى أتيحت له الفرصة في العام التالي من تخرجه من معهد إعداد المعلمين، ليكون أحد 18 طالبا كانو ضمن أول دفعة تخرجت من معهد التربية الفنية في عام 1967.
حصل الحماد على ترشيح من قبل وزارة التعليم (وزارة المعارف سابقا) في عام 1974 لإكمال دراسته في أميركا، وأقام هو وزوجته وأطفاله في مدينة بورتلاند سبع سنوات، تمكن خلالها من دراسة المسرح والفن التشكيلي، وحصل على ماجستير في التصوير والإخراج، ليعود ويكمل شغفه بالمسرح والدراما الذي بدأه بالمشاركة في أول مسلسل من تأليفه «الوجه الآخر» في عام 1968.
تألق الحماد في الدراما بدأ مبكرا إذ تم ترشيحه بعد عامين من ظهوره الأول في الدراما للمشاركة في المسلسل التونسي «عمارة العجايب» في عام 1971، ليستمر في الظهور المتواصل في الأعمال الدرامية المحلية والتي كان أبرزها «العباقرة الثلاثة» 1971، و«أحلام سعيدة»، و«حكاية مثل» 1972، و«غداً تشرق الشمس»، و«أيام لا تنسى» 1974، وقدم بعده أكثر من 30 مسلسلاً، منها «الوهم»، و«نوادر العرب»، و«شقة الحرية»، و«خلك معي»، و«شؤون عائلية»، و«أساطير شعبية»، و«ولا في الأحلام»، و«أبجد هوز»، و«تحت الشمس»، و«شكراً يا»، و«طاش ما طاش» طوال 14 جزءاً منها.
ما بين ترديد «عطني المحبة كل المحبة» وأسماء أصدقائه وأفراد عائلته، ومن حيث بدأت مسيرته العلمية والمهنية فعليا في أميركا، كانت النهاية لمشوار فتى «الزلفي» الحالم، في لحظات ترويها رفيقة دربه ووالدة أبنائه الستة الإعلامية سلوى شاكر، التي أهداها كل كلمة حب تغنى بها ورددها طيلة حياته التي ختمها بشهادة لقنته إياها على فراش الموت متأثرا بمرض السرطان في يوم الخميس الموافق 17 يونيو 2010.