سوليوود «متابعات»
تستمتع إيوي جيونغ لي وثلاثة من أصدقائها بالجلوس في قاعة سينما فارغة تتسع لـ200 مقعد، والمنافسة في ألعاب الفيديو على الشاشة العملاقة.
وبينما تفجّر لي خصومها في الألعاب باستخدام وحدة التحكم اللاسلكية الخاصة بها، تُسمع الأصوات العالية في جميع أنحاء الصالة بفضل مكبرات الصوت الكثيرة في السينما، وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
وتقول الطالبة البالغة من العمر 25 عاماً: «جودة الصوت مذهلة بشكل خاص… تشعر كأن صوت طلقات الرصاص والتحركات داخل اللعبة حقيقية جداً».
ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط استأجرت لي وزملاؤها الصالة لمدة ساعتين في أحد فروع أكبر سلسلة سينمائية في كوريا الجنوبية «سي جي في».
ومع إخضاع كثير من دور السينما في جميع أنحاء البلاد لقيود فيروس «كورونا»، مما يعني أنه لا يمكن فتحها إلا بسعة 50 في المائة، ووجود عدد أقل بكثير من الأفلام التي يجري إطلاقها، جاءت «سي جي ف» بفكرة تأجير قاعاتها للاعبين بغية توفير مدخول جديد.
وقبل الساعة 6 مساءً، يمكن لما يصل إلى 4 أشخاص استئجار شاشة لمدة ساعتين مقابل 90 دولاراً (65 جنيهاً إسترلينياً). ثم يرتفع هذا الرقم إلى 135 دولاراً في المساء. ويتعين على المستخدمين إحضار وحدات التحكم والألعاب الإلكترونية الخاصة بهم.
وتضم القاعات التي تُستأجر ما بين 100 و200 مقعد، وبالمقارنة، تبلغ تكلفة تذكرة لمشاهدة فيلم في «سي جي في» نحو 12 دولاراً. لذا؛ فإن ملء نصف صالة من 100 مقعد لفيلم سيحقق عائدات تبلغ 600 دولار، ترتفع إلى 1200 دولار مقابل 200 مقعد بسعة 50 في المائة. وذلك قبل أن يشتري رواد السينما المشروبات والفشار.
وفي حين أن «سي في جي» لا تحقق كثيراً من المال من اللاعبين، فإنها تجلب بعض الدخل الإضافي. ويُطلق على المخطط اسم «أزيت – إكس»، حيث إن الكلمة الكورية «أزيت» تعني المخبأ.
وطرح سونغ وو هان، الموظف في «سي جي في»، الفكرة بعد أن أدرك أن الأفلام وألعاب الفيديو بينهما كثير من أوجه التشابه. وقال: «عند التفكير في كيفية الاستفادة من مساحات السينما الفارغة، لاحظت أن الألعاب الإلكترونية في الوقت الحاضر تتميز برسومات ممتازة وقصص منظمة جيداً؛ تماماً مثل الأفلام». وتابع: «كلاهما له جانب من سرد القصص، لذا إذا كان بإمكان أي شخص الاستمتاع بمشاهدة فيلم في السينما، فأعتقد أنه سيستمتع أيضاً بألعاب الكومبيوتر هناك».
ومنذ إطلاق الخدمة الجديدة في بداية هذا العام، حُجزت القاعات أكثر من 130 مرة حتى الآن. وبينما يُقال إن غالبية العملاء هم من الرجال في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، فقد شارك الأزواج والعائلات أيضاً في هذه التجربة.
وبسبب آثار جائحة «كورونا»، تراجعت مبيعات التذاكر العالمية في عام 2020 بنسبة 71 في المائة إلى 12.4 مليار دولار (8.9 مليار جنيه إسترليني) من 42.5 مليار دولار في عام 2019، وفقاً لمجلة «فارايتي» المختصة في صناعة الأفلام.