أبدعت في التقاط المشهد الحركي من خلال عدسة كاميرتها سواء في السينما أو التليفزيون ، لتقدم نفسها مخرجة وكاتبة ورائدة أعمال في مجال الإنتاج، إنها المخرجة «هناء العمير» التي دفعها شغفها بالشاشة بأن تقدم أول سيناريوهاتها في مهرجان الأفلام السعودية عام 2008 ، وحصلت على جائزة النخلة الفضية، ثم انطلقت لإخراج فيلمها الوثائقي الأول «بعيدا عن الكلام» الذي شاركت به في عدة مهرجانات أبرزها مهرجان الخليج عام 2009، ثم خاضت تجربتها الإخراجية الأولى في السينما عبر فيلمها القصير «شكوى» الذي حصد جائزة «النخلة الذهبية» في مهرجان الأفلام السعودية عام 2015.
ولم تقف العمير عند هذه النجاحات، بل قدمت أهم إضافة للدراما السعودية وهي مسلسل «وساوس» أول عمل درامي سعودي على شبكة نتفليكس..وفي حوارها مع صحيفة البلاد نعرف عنها المزيد..
قدمت العديد من الأفلام التي حصلت على جوائز عالمية، هل ترى المخرجة هناء العمير أن المشهد السينمائي السعودي تغير في السنوات الأخيرة؟
بالتأكيد، تغير المشهد بشكل كبير، بدأنا نشاهد أفلام طويلة وهذا يعني أننا بدأنا ندخل في الصناعة بشكل حقيقي، لأنه مهما كانت قيمة الأفلام القصيرة لكن الأفلام الطويلة هي التي تبرز الصناعة وتؤسس لها بشكل حقيقي مع افتتاح دور العرض السينمائي، ثم بداية وجود تمويل للأفلام الطويلة، فهناك بالطبع تغير في المشهد السينمائي السعودي ونطمح أن يكون هناك تسارع في اتخاذ الخطوات بشكل أكبر.
قدمت أول عمل درامي سعودي على شبكة نتفليكس، فما هو الأفضل بالنسبة لهناء العمير الدراما أم السينما؟
في الحقيقة أنا بين الإثنين، لقد قدمت أعمال تليفزيونية ولا زلت أقدمها، وأيضا الأفلام السينمائية، فنحن الآن في حالة استنفار لكل الجهود وبكل الأشكال الممكنة، فما وصلنا لصناعة الأفلام السينمائية أنها تكون بشكل مكثف ومتسارع فبين آن وآخر سوف يكون هناك وقفات نوعا ما ولكن دائما بين هذا وهذاك.
من وجهة نظرك، هل ساعدت المنصات الإلكترونية على إبراز المواهب سواء الفنانين والمخرجين والكُتاب؟
بالتأكيد، عدد مشاهدين المنصات في ازدياد، والأهم من ذلك أن المنصات مفتوحة للعالم، فالعمل لا يخاطب المشاهد المحلي فقط بل يخاطب المشاهد في كل مكان في العالم، وهذه فرصة عظيمة لم نكن نحظى بها لأن القنوات التليفزيونية لا تعطي هذه الفرصة وهذا الانتشار الكبير عالميا وعربيا.
كما أنها تفتح المجال لتجارب مختلفة وجديدة، نشاهد مسلسلات قصيرة من أربع حلقات، نوعية المسلسلات تشبه كثيرا نوعية الأفلام السينمائية، وتخلق المزج بين الاثنين.
لقد شاركت عدة أفلام سعودية في مهرجان القاهرة السينمائي سواء هذا العام أو الماضي منها سيدة البحر وحد الطار ويحرقن الليل، كيف ترين ذلك؟
دعيني أخبرك أن الأفلام السعودية تشارك في المهرجانات منذ فترة، لكن هذه الفترات كانت متباعدة، الآن أصبحت سنويا، وأنا أعتقد إن شاء الله أن العام القادم سنرى ثلاثة أعمال سعودية مشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي.
السؤال هذه المرة لـ«هناء العمير» الكاتبة.. هل تفضلين تناول القضايا التي تتعلق بالمرأة ومشاكلها في مجتمعاتنا العربية؟
في الحقيقة عندما أكتب يكون همي هو الإنسان لا فرق بين رجل وامرأة، لكن أحيانا كوني امرأة ، لدي معرفة بمشاكل المرأة وما تعانيه أكثر من الرجال، لكن ما يجذبني القضايا والحالة الإنسانية في أي مكان في العالم.
هل وجدتِ اعتراض من الأسرة لدخولك المجال الفني؟
لا بالعكس تماما وجدت منهم كل الدعم والتفهم، الإشكالية كانت في دخول مجال السينما لأنه كان مجال جديد وغير معروف في مجتمعنا، لكن الآن الأمر اختلف تماما بعد تغير المشهد وتطوره في المملكة.
في النهاية..هل يمكننا القول بأن عصر تمكين المرأة مدعوما برؤية 2030 وصانعها سمو ولي العهد.. كل ذلك مكن المرأة السعودية من الانطلاق بقوة وتوسيع قاعدة إبداعها ليشمل مجالات عديدة منها صناعة السينما؟
بالتأكيد.. هناك تسارع كبير وتسهيل رائع وتغير في المشهد السعودي فيما يتعلق بالمرأة، وكل هذا أعطى دفعة قوية جدا للنساء في السعودية ليكونوا متواجدات بشكل أكبر في كل المجالات والقطاعات، وحتى مجال العمل وطريقته أصبحت أسرع وأسهل والحقيقة في دعم حكومي وهناك تفاعل وتعاون نسعد به كنساء سعوديات أن هناك اهتمام بكل القضايا المتعلقة بالمرأة.