سوليوود «خاص»
رحل عن عالمنا، أمس الجمعة، الفنان القدير عزت العلايلي عن عمر يناهز 86 عامًا، على إثر أزمة صحية مفاجئة، ليرحل واحد من أساطير الفن في مصر، بل والوطن العربي، بعدما أثرى السينما والمسرح بالأعمال الفنية المميزة على مدار نحو 60 عامًا.
وُلد الفنان الراحل عزت العلايلي لعائلة مصرية في حي باب الشعرية بقلب القاهرة في عام 1937، كان لشغف الأب بالمسرح أثر كبير في تكوين وجدان الطفل الصغير عندما جلس للمرة الأولى أمام خشبة المسرح القومي يشاهد يوسف بك وهبي، ثم تعلق بشكل كبير بالفنان نجيب الريحاني، واكتشف في تلك الفترة تعلقه الشديد بسحر المسرح، ليقرر بعد ذلك أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وينجح في الحصول على البكالوريوس عام 1960، لكنه لم يبدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه بسبب رعايته لأخواته الأربعة بعد وفاة والده، فعمل لفترة كمعد برامج تلفزيونية وكان أول برنامج يُشارك في إعداده هو “رحلة اليوم”، قام من خلاله بجولات كثيرة في محافظات مصر المختلفة.
وكان بداية الفنان الراحل عزت العلايلي في عالم السينما من خلال دور الطبيب في فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» عام 1962، ليبدأ رحلة كبيرة مع الفن ويعقب ذلك مجموعة كبيرة من الأعمال المختلفة ما بين السينما والدراما والمسرح، حيث قدم «العلايلي” ما يقرب من 160 دورًا في رحلة فنية حافلة بالأعمال التي تعلق بها جمهوره، إذ استطاع أن يقدم مجموعة متميزة من الأعمال أمام كبار المخرجين بشكل ساعده على تشكيل أدواته التمثيلية والفنية بشكل يتوحد معه الجمهور.
فما بين الأب المقهور «عبدالموجود» الذي يجد نفسه مضطرًا لبيع ابنه حيًا وميتًا في مواجهة سطوة المال في فيلم «المواطن مصري»، وعبدالهادي الفلاح الثائر تحت قيادة محمد أبو سويلم في ملحمة «الأرض»، والفتوة عاشور الناجي في فيلم «التوت والنبوت»، لكن يظل الدور الأبرز في مسيرة الفنان عزت العلايلي هو دور العقيد راضي قائد العملية في فيلم «الطريق إلى إيلات». كما قدم مجموعة من أهم الأعمال على خشبة المسرح منها: «ملك الشحاتين»، و«أهلاً يا بكوات»، و«ثورة القرية»، و«الإنسان الطيب»، و«خيال الظل»، و«العمر لحظة»، و«تمر حنة»، وفي الدراما التليفزيونية شارك في أكثر من عمل تليفزيوني، أبرزهم مسلسل «بوابة الحلواني»، و«الجماعة»، و«الشارع الجديد»، و«حرس سلاح»، و«موعد مع الوحوش»، و«قيد عائلي».
حصل «العلايلي» على العديد من الجوائز، أبرزها: جائزة أحسن ممثل عن فيلم «الطريق إلى إيلات»، ونال درعًا تكريميًا في مهرجان ART السينمائي لعام 2009، وحاز تكريمًا في مهرجان وهران للفيلم العربي لعام 2017، بالإضافة إلى حصوله على وسام العلوم والفنون عام 2014، وكرمه مهرجان دبي السينمائي في الإمارات عام 2015، كما أهداه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط دورته السادسة والثلاثين في العام الماضي 2020.