سوليوود «خاص»
خمسة عقود من الزمن مضت وما زال محمد الطويان يطوي الأيام إبداعًا فنيًا بعطاء متجدد منذ أن بدأ مشواره الفني في سبعينيات القرن الماضي، بمشاركاته الفنية والمسرحية والتشكيلية التي جعلت منه واحدًا من أعمدة الفن السعودي، وشيخًا من شيوخ الدراما العربية حيث تميز في التمثيل بجانب الإنتاج والتأليف.
ولد محمد الطويان في مدينة عمان بالأردن في التاسع من شهر مايو لعام 1945، وفور عودته من رحلته الدراسية للمسرح في الولايات المتحدة الأميركية، قرَّر التفرغ للتمثيل والعمل في المجال الفني، ولم يتأخر بروزه كثيرًا، إذ استطاع لفت الأنظار إليه في مرحلة مبكرة من عمره ليصبح أحد أشهر ممثلي الخليج العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، وقدم على مدى أكثر من 50 عامًا مسيرة فنية حافلة تكللت بالنجاح في مختلف مجالات الإنتاج والتأليف والتمثيل.
لم يكن التأثير المعرفي والثقافي للطويان متوقفًا على ذاته وشخصه فحسب، بل استطاع أن ينقل ذلك إلى جيل من الممثلين والمخرجين الشباب الذين أصبحوا نجومًا للدراما العربية فيما بعدُ، يتقدمهم كلٌّ من الفنان ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، والممثل السوري أيمن زيدان، بجانب المخرج نجدت أنزور، الذين كان للطويان فضل كبير في اكتشاف مواهبهم، وإبراز نجوميتهم على الشاشة وللمشاهدين.
وكما كان يشكل الطويان اللوحات بفنه، برع كذلك في أدواره التي جسدها وشكلت رؤية فنية ومدرسة اتخذت منهج الموهبة الفردية طريقًا لها، واستطاع بموهبته أن يحجز له دورًا دائمًا في العديد من الأعمال الدرامية السعودية والعربية، التي كان أبرزها مسلسل «فرج الله والزمان» في عام 1971، و«أحلام سعيدة» في عام 1973، ومسلسل «السعد» الذي شهد أولى بطولاته بتقمصه شخصية «حظيظ» التي اشتهر بها فيما بعدُ في عام 1982. فيما شهد عام 1985 قمة نضوجه الفني بأدائه لدور البطولة في شخصيتين مختلفتين في مسلسل «عودة عصويد»، مستمرًا في الظهور والبروز من خلال المشاركة في 10 مواسم متتالية من المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش»، بجانب المشاركة في مسلسلات: «كلنا عيال قرية»، و«سيلفي»، و«غشمشم»، و«لعبة الكبار»، و«مكان القلب».
ولأن الوفاء لا يموت بموت الأصدقاء، فلقد كان الفنان الراحل محمد العلي، واحدًا من أعز أصداء الطويان ومن أقربهم إلى قلبه، إذ تأثر كثيرًا بعد وفاته في عام 2002، ما جعله يتوقف عن العمل والظهور الدرامي لفترة وصلت 6 سنوات، قبل أن يعود للظهور في عام 2007 من خلال مسلسل «تسونامي».