سوليوود «متابعات»
غيّب الموت، المخرج المسرحي المصري فهمي الخولي، عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح السبت، بعد صراع مع مرض الكلى ومضاعفات فيروس كورونا، وأقيمت مراسم الدفن والعزاء في مسقط رأسه بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال القاهرة، حسب ما ذكر موقع الشرق.
ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فهمي الخولي، واصفة إياه بأنه علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري، وكان يتمتع بخيال خلاق ميز تجربته الفنية، إذ نجحت أعماله فى تأصيل الكثير من قيم المجتمع النبيلة.
كما تقدّم البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان إسماعيل مختار، وكذلك نقابة المهن التمثيلية، بخالص العزاء في الفقيد، واللذان وصفاه بالمُعلم والأستاذ وبأنه واحد من أهم مُخرجي المسرح المصري.
صاحب فضل
وحرص عدد كبير من الفنانين على نعي فهمي الخولي، عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، لعلّ أبرزهم الفنان محمد صبحي، والذي قال: «صديق العمر وزميل الدراسة.. ادعو الله لك بالرحمة والمغفرة».
ووصف المُمثل جمال عبدالناصر الفقيد الراحل بأنه صاحب الفضل عليه في مسيرته الفنية، قائلاً: «فور تخرجي، قدّمني للجمهور في أول بطولة مسرحية لي من خلال عرض باسم (سالومي)»، كما نعاه الفنان أحمد عبدالعزيز وسيمون، واللذان كانا يعتبرانه بمثابة الأخ والصديق لهما.
وكتب المخرج المسرحي عصام السيد، عن صديقيه اللذين رحلا في يوم واحد، قائلاً: «فور تخرجي، قدّمني للجمهور في أول بطولة مسرحية لي من خلال عرض باسم (سالومي)».
ذكريات “صبحي”
واستعاد المُمثل مجدي صبحي أيام إصابته بفيروس كورونا، وقضاءه فترة العلاج داخل أحد مستشفيات العزل، قائلاً: «جلست معه في غرفة واحدة، في مستشفي العجوزة، كان عنده كورونا وغسيل كلي.. كنت أقوم الفجر أحضر له الفطار وادعك له رجله والظهر أحميه.. وأحضر له الغداء.. وأسرح له شعره.. وفي المساء أبدأ أضحكه ونكت للصبح».
وتابع: «كنت أجلس معه أتذكر أيام زمان من تراث المسرح.. وبعدين أغطيه بالبطانية وأقول له تصبح على خير يا أستاذ فهمي.. وبعد ما تعافيت من كورونا.. فرح الأستاذ فهمي وزعل في نفس الوقت، لأني شفيت ولأني سبته.. والآن جاء خبر وفاة هذا الرجل العظيم الإنسان بمعني الكلمة.. رحمك الله يا أستاذ في جنة الخلد إن شاء الله».
علامة جودة
وقال الناقد المسرحي أسامة عبداللطيف، لـموقع «الشرق» إن فهمي الخولي لم يحصل على حقه الفني بقدر يتناسب مع موهبته وجهوده، واصفاً إياه بأنه صاحب رؤية إخراجية خاصة، ووجود اسمه على أي عمل بمثابة «علامة جودة».
وأوضح أنّ «فهمي كان هادئ الطباع، يُجيد تقديم المُمثل الذي يعمل معه، ولم يكن يغير من نجومية أي فنان يعمل معه، وأي مشكلة تقابله في العمل الذي ينفذه كان يقوم بحلها بذكاء شديد، وكان يعشق القومية العربية ويرى أن العالم العربي كيان واحد، وكان مهموماً بالقضية الفلسطينية أيضاً».
مسيرة حافلة
وبدأ فهمي الخولي نشاطه الفني في بداية فترة الستينات، من خلال فرقة «التلفزيون المسرحية»، كما تولى العديد من المناصب، منها: إدارة «المسرح الحديث» و«مسرح الغد»، وكذلك الإشراف على فرقة «تحت 18» التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية.
شارك في تأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وكانت له نشاطات عدة في عضوية لجان التحكيم بمهرجانات مسرحية عربية عدة.
وأخرج الخولي على مدى 6 عقود أكثر من 100 عرض مسرحي، منها «أول المشوار»، و «سالومي»، و«قديمة العب غيرها»، و«نقول إيه وباب الفتوح»، وتعاون مع عدد من النجوم طوال مسيرته الفنية، مثل نور الشريف، وعبدالله غيث، ويوسف شعبان، ورغدة، فيما جاء آخر أعماله المسرحية بعنوان: «باب الفتوح» قبل أربعة أعوام.
كما شارك بالتمثيل في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية أبرزها «عوالم خفية» و«الشوارع الخلفية»، و«الضاهر»، و«أوراق التوت»، و«المرافعة»، و«رمضان كريم»، و«وضع اأمني»، و«حق ميت». وحصل الفنان الراحل على العديد من الجوائز والأوسمة، أبرزها جائزة الدولة التقديرية.