سوليوود «متابعات»
يشارك المخرج والمنتج السعودي محمد الحمود في فعاليات «روتردام لاب»، ضمن مهرجان «روتردام السينمائي الدولي»، والتي ستقام خلال الفترة الممتدة بين الأول والخامس من فبراير المقبل، وذلك بعدما وقع الاختيار عليه من قبل مركز السينما العربية، وفقا لموقع الشرق.
تخصص محمد الحمود في إنتاج الأفلام المستقلة والروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، علماً أن أول أفلام شركته كان «آخر زيارة» للمخرج عبد المحسن ضبعان، وهو أول فيلم عربي يشارك في مسابقة «East of the west»، في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي.
وأعرب الحمود عن حماسته لمشاركته في فعاليات «روتردام لاب»، «نظراً لأهمية العمل في سوق السينما العالمية» وفقاً لما قال، إذ يسعى لتكوين علاقات لوجستية مع منتجين وموزعين ومبرمجين مهرجانات وبائعي أفلام من السوق الأوروبي والعالمي، فضلاً عن تقويم مشاريع الأفلام الثلاثة الطويلة التي يعمل عليها وينوي إنتاجها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
«4 أوجه للعاصفة»
في بداية حديثه لـموقع «الشرق»، وكشف محمد الحمود عن تفاصيل أول أفلامه الطويلة التي ينوي إنتاجها، والذي يحمل اسم «4 أوجه للعاصفة»، علماً أن الفيلم المذكور لا يزال في مرحلة التطوير، ويعتزم الحمود البدء بتصويره نهاية العام المقبل.
يحكي الفيلم قصة التحوّل الذي طرأ على النظام البيئي والاجتماعي والعلاقة مع الآخر في بدايات التحوّل الاقتصادي للمملكة العربية السعودية في بداية الثلاثينات وقبل ظهور النفط.
وأوضح الحمود أن صحراء المنطقة الشرقية في السعودية ستشهد تصوير الفيلم، للحفاظ على أصالة القصة الجمالية للعمل، لافتاً إلى أن «دور الشخصية الرئيسة للفيلم يفترض أن يكون أحد سكان المنطقة التي وجد فيها النفط، ولكن هناك شخصية أخرى لمستكشف النفط ويفترض أن يكون جيولوجياً أميركياً».
وأشار إلى وجود ترشيحات لممثلين أميركيين تتناسب مع الفئة العمرية للشخصية، لكن لم يتم الاستقرار على أحدهم بعد.
فيلم رعب
وقال الحمود إنه يعمل على تطوير فيلم آخر ينتمي إلى أفلام الرعب والغموض باسم «جنرا»، أحداثه مستوحاة من رواية سعودية تدور وقائعها في إحدى القرى المجاورة للرياض في مرحلة السبعينات.
وتابع أن الفيلم الثالث الذي يعمل على تطويره يحمل اسم «صيفي» للكاتب والمخرج وائل أبو منصور، وتدور أحداثه في مدينة جدة عن رجل وامرأة يتعاملان مع أزمة منتصف العمر بطرق غير مألوفة تبدو خطيرة إلى حدّ ما.
الحمود أكد تمسكه بالتأليف والإخراج قائلاً إنه لن يعتزلهما تماماً، إذ يعتبرهما بـمثابة «المتنفس»له: «سأواصل العمل في هذا المجال، ولديّ مشروع فيلم طويل، إخراجاً وكتابة، أعمل على تطويره، ولكن في العامين القادمين سأركز على إلإنتاج».
«شمس المعارف»
وتحدث محمد الحمود عن حجم منافسة السينما السعودية للأفلام الأميركية والمصرية المعروضة في دور العرض في بلاده، قائلاً إن: «أفلام هوليوود دائماً ما تسيطر على أي سوق سينمائية، وكذلك شعبية السينما المصرية في بعض البلدان العربية إلى حد ما».
وكشف أن الفيلم السعودي «شمس المعارف» حقق أصداء شعبية كبيرة وباع أكثر من 100 ألف تذكرة، على الرغم من الظروف التي تشهدها السينما في ظل أزمة كورونا. ورأى أن «هذا دليل على حاجة السوق السعودية لأفلام محلية».
وأشار إلى الظروف التي تقف عائقاً أمام انتشار السينما السعودية في البلاد العربية، موضحاً أن الأزمة ليست متعلقة بلهجة أو ثقافة ما، فهناك ظروف تاريخية وثقافية واجتماعية وسياسية معينة تسهم في انتشار سينما دولة ما دون أخرى، مستشهداً بانتشار السينما الكورية في أغلب دول العالم.
حراك صحي
وأشاد الحمود خلال حديثه لـموقع «الشرق» بالتطور السينمائي الذي تشهده المملكة حالياً، واصفاً إياه بـ«الحراك الصحي»، لاسيما في ظل وجود مؤسسات مستقلة غير بيروقراطية مثل مؤسسة «البحر الأحمر»، لارتباطها بمؤسسات سينمائية عالمية عريقة ومبادراتها الجريئة لدعم الأفلام والحراك السينمائي.
وأضاف: «ما زلنا في بداية المرحلة، وأنا بشكل عام لا أقلق على صناعة أفلام جيدة في السعودية، فقد سبق ووصلت أفلام سعودية إلى أسواق ومهرجانات عالمية قبل وجود السينما بشكل رسمي في البلد. أملي هو استدامة هذا الحراك لسنوات وأجيال قادمة، وهذا ما نأمله من وجود مؤسسات سينمائية خاصة مهتمة بالسينما الجادة».
السينما المصرية
وأعرب المنتج السعودي عن أمله بدخول السينما المصرية خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعدما بدأ تطوير أحد المشاريع مع بعض صنّاع السينما هناك، قائلاً: «السينما المصرية المستقلة ذات عالم خاص مختلف جذرياً عن الوسط التجاري السائد، وهناك أسماء ومواهب عديدة سواء لمخرجين أو منتجين أو ممثلين».
وأبدى إعجابه بأعمال المخرج المصري إبراهيم البطوط وشغفه السينمائي، متمنياً أن يعود يوماً ما إلى صناعة الأفلام خلال الفترة المقبلة.
«سان فرانسيسكو للفنون»
لا يخفي الحمود أنه استفاد من الدراسة في أكاديمية«سان فرانسيسكو للفنون»، لافتاً إلى أنه تعلم هناك «احترام المهن العديدة التى تعمل على إنجاز أي مشروع سينمائي».
وقال إن «تجربتي السعودية الخاصة والعضوية في الأفلام القصيرة قبل دراستي في الولايات المتحدة وتحديداً مع مجموعة تلاشي السينمائية في عام 2008، كانت أعمق وأصدق، على الرغم من براءتها وأخطائها الشنيعة وجهلها التام بالمعايير الاحترافية لصناعة الأفلام».
وأوضح أن الشغف والتعليم الذاتي كانا المحرك الرئيسي لرغبته في صناعة الأفلام. وختم بالإشارة إلى أن “الشغف أهم من أي عامل، ولن تستطيع أعرق الأكاديميات السينمائية والجامعية تدريسه”.