سوليوود «متابعات»
يشهد موسم دراما رمضان 2021 في مصر سابقة جديدة، تحصل لأول مرة، وتتجلى بعرض حزمة مسلسلات مكونة من 15 حلقة فقط، بشكلٍ يُشبه الأعمال التي تُعرض عبر المنصات الرقمية، ما يُشير إلى اتجاه لتجنب المطّ والتطويل في الأحداث، وفقا لموقع الشرق.
وتضم الخريطة الدرامية 4 مسلسلات من 15 حلقة، هي: «كوفيد 25» للفنان يوسف الشريف، و«بين السما والأرض» للمُمثل هاني سلامة، و«The Good Father» للممثل الكوميدي علي ربيع، وآخر لزميله مصطفى خاطر، لكن الأخير لم يستقر على اسم العمل الذي يُشارك به بعد.
وتأتي هذه الخطوة بعد انتشار هذه النوعية من الأعمال، عبر المنصات الرقمية، في الآونة الأخيرة، وحظت بمتابعة كبيرة من الجمهور، مثل مسلسلات: «ليه لأ» للفنانة أمينة خليل، و«الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق»، كما يُجرى حالياً تصوير أعمال جديدة تنتمي لهذا القالب أيضاً، مثل: «3 أيام و4 ليالي» للفنان كريم عفيفي، و«شقة 6» للفنانة روبي، و«بأثر رجعي» للممثلة مي سليم.
فكرة جديدة
ونفت الكاتبة إنجي علاء، مؤلفة مسلسل «كوفيد 25»، لموقع ـ«الشرق»، ما تردد في الآونة الأخيرة من أن العمل هو جزء ثانٍ من مسلسل «النهاية» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، مؤكدة أن هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة.
وقالت إنجي إن فكرة المسلسل جديدة من وحي خيالها، ولم تُقدم في الدراما التلفزيونية من قبل، لافتة إلى أنها انتهت من كتابة 13 حلقة، ولم يتبقَ لها سوى حلقتين فقط.
وأرجعت عرض المسلسل في 15 حلقة، بدلاً من 30 كما أُعلن مسبقاً، إلى أن العمل يتطلب تحضيرات ضخمة جداً وفي خلال وقتٍ قصير، قائلة: «نحرص كفريق عمل على خروج المسلسل على مستوى عالٍ من الاحترافية وبشكلٍ يليق بالجمهور».
مسلسل «كوفيد 25» من بطولة يوسف الشريف، وآيتن عامر، وأحمد صلاح حسني ومن إخراج أحمد نادر جلال.
إيقاع منضبط
تصوير مسلسل «بين السما والأرض»، انطلق الاثنين الماضي، وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته للأديب العالمي نجيب محفوظ. العمل من بطولة هاني سلامة، وأحمد بدير، وسوسن بدر، وغادة عادل، ويسرا اللوزي، وسيناريو وحوار إسلام حافظ وإخراج محمد العدل.
وأوضح محمد العدل لـموقع «الشرق» أنّ الجمهور بات يميل أخيراً إلى الأعمال ذات الحلقات القليلة، مشدداً على ضرورة تقديم مسلسلات قائمة على إيقاعٍ منضبط، من خلال تقديم سيناريو غير تقليدي.
وقال إن المؤلف إسلام حافظ انتهى من كتابة 5 حلقات حتى الآن، لافتاً إلى أن «أحداثها لن تُشبه الفيلم الذي عُرض قبل 60 عاماً بالاسم ذاته، قائلاً: “حصلنا على الفكرة فقط لتقديمها بشكلٍ عصري».
ووصف حافظ تجربته مع هذا المسلسل، قائلاً: «قد تكون الأصعب في حياتي، وسيكون لديّ مناعة ضد أي شيء في ما بعد حال نجاحها»، لافتاً إلى أنّ صلاح أبوسيف، مُخرج فيلم «بين السما والأرض» كاد أن يتعرض للحبس بسببه، لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك.
تجربة جيدة
وأشاد الممثل علي ربيع، في حديث لـموقع «الشرق»، بتجربته الجديدة في تقديم أعمالٍ درامية من 15 حلقة فقط، قائلاً: بتجربة جيدة، ولا يشغلني إطلاقاً عدد الحلقات، بقدر اهتمامي بالمضمون».
وأفاد بأنه سيعقد جلسات عمل مع الشركة المُنتجة والمخرج معتز التوني، بشأن التحضير للعمل خلال الأيام المُقبلة، إذ إن قصة العمل تدور في إطار كوميديا اجتماعية، وتُصور غالبية أحداثه بالقاهرة، لافتاً إلى عدم الاستقرار على فريق العمل بشكلٍ نهائي بعد.
المنصات الرقمية
وأعرب المنتج طارق الجنايني لـموقع«الشرق» عن سعادته بتلك الخطوة، قائلاً: «ناديت كثيراً طوال السنوات الماضية بضرورة عودة الدراما القصيرة».
واستعرض الجنايني أهمية وجود تلك النوعية من المسلسلات، لعلّ أبرزها هو كسر الملل وتجنب المطّ والتطويل، فضلاً عن تنشيط وتوسيع سوق العمل وكذلك زيادة حجم إنتاج الأعمال الدرامية مقارنة بالأعوام القليلة الماضية.
وأكد أن المنصات الرقمية لها دور هام في اتجاه الشركات الإنتاجية لتقديم مسلسلات من 15 حلقة فقط، قائلاً: «هذه الأعمال حققت نجاحاً ملموساً عبر المنصات، والمُشاهد لا يميل حالياً إلى مُشاهدة الأعمال المطولة، إلا إذا كانت القصة مصنوعة بشكلٍ جيد تُجذبه للمُتابعة».
فتح سوق العمل
وقال الناقد طارق الشناوي إن تقديم مسلسلات من 15 حلقة، ليس بأمرٍ جديد على الساحة الفنية المصرية، إذ جرى إنتاجها قبل 4 عقود تقريباً، من خلال مسلسل «أحلام الفتى الطائر» للفنان عادل إمام، فضلاً عن الأعمال الخماسية والسباعية.
وأوضح الشناوي لـموقع «الشرق» أن تلك الأعمال حققت نجاحاً كبيراً وقتها، كون الإيقاع كان معتدلاً، والمُشاهد يهمّه فقط جودة المحتوى والرسالة التي يتضمنها العمل، لافتاً إلى أن «كسر التابوهات التي اعتدنا عليها في المسلسلات خطوة إيجابية للغاية».
وأشار إلى أن اتجاه المُنتجين إلى هذه النوعية يُسهم في فتح سوق العمل بشكلٍ أوسع، لاسيما أن الجمهور صار يشعر بالملل ناحية الأعمال الطويلة ويتجه إلى المنصات الرقمية، قائلاً إنه «طالما قصة المسلسل لا تتحمل 30 حلقة، فمن الأفضل تقديمها في حلقات قصيرة بما يُناسب الخط الدرامي».
فرصة جيدة
ويُعد المُخرج محمد فاضل واحداً من أبرز المُخرجين الذين قدموا مسلسلات من 15 حلقة قبل أكثر من 4 عقود، مثل: «أحلام الفتى الطائر»، و«عصفور النار»، و«رحلة أبوالعلا البشري».
وفي حديث لـموقع «الشرق»، وصف محمد فاضل رغبة المُنتجين في الوقت الحالي بتقديم أعمال مكونة من 15 حلقة بـ«الأمر الإيجابي»، معتبراً إياها «فرصة جيدة كونها تفتح أبواب كثيرة للعاملين في الصناعة».
وطالب المؤلفين والمخرجين بـ«السعي نحو تقديم أعمال قوية من هذه النوعية، التي تُعتبر خطوة جيدة للدراما بشأن استعادة قوتها مجدداً».