سوليوود «خاص»
حينما نتطرق للدراما السعودية ورموزها، ينصرف التفكير مباشرة إلى العديد من الرواد والأسماء التي ساهمت في الارتقاء بها ونقلها من المستوى المحلي إلى المستوى العربي، ويأتي في مقدمتهم الأخوان فؤاد ومحمد بخش، اللذان كان لهما بصمة واضحة لا تنسى في صناعة الدراما السعودية، والحضور السعودي في الأعمال العربية المختلفة.
فؤاد بخش
لم يكن مشوار حياة الفنان المولود في 17 من شهر يونيو 1953م مفروشًا بالورد، فبعد أن بدأ حياته المهنية أثناء مرحلة طفولته وشبابه في معمل للنجارة كان يمتلكه والده في مكة المكرمة، انتقل للعمل في شرطة مكة تنفيذًا لرغبة والده، الأمر الذي لم يدم طويلاً، إذ انتقل فور وفاة والده إلى العمل في الميناء بمدينة جدة.
لم يتأخر بزوغ نجم فؤاد بخش في الدراما كثيرًا، إذ بدأ الدخول في المجال الفني مطلع سبعينيات القرن الماضي، ووصفه الكاتب والناقد الفني علي فقندش بأنه من مؤسّسي الدراما في السعودية ولديه تاريخ كبير في التلفزيون والإذاعة أيضًا. كما يعتبر من المبادرين الأوائل للإنتاج السينمائي في السعودية والعمل العربي المشترك في السينما، بالإضافة إلى دعمه الشديد لمشاركة الممثل السعودي في الأعمال العربية.
شارك فؤاد بخش في أكثر من 51 مسلسلاً دراميًا محليًا وعربيًا، كان أبرزها: «أصابع الزمن»، و«بابا فرحان»، و«عفوًا أبي»، و«عيال بحر»، و«العودة إلى الحياة»، و«تقادير الزمن»، و«شوق الرهف»، و«راعي الخير»، و«السيف»، و«الوصية»، و«ليلة هروب»، و«فكرة بمليون جنيه»، و«أبناء دهشان»، و«حسب التوقيت المجاني»، و«نساء صغيرات»، و«آخر أيام التوت»، و«إلى من يهمه الأمر»، و«رجال تحت الشمس»، و«البيت الكبير»، و«الضيف الصغير»، و«أسرار خاصة»، و«أفراح مؤقتة»، و«عوضين وإمبراطورية عين»، و«نوادر العرب»، و«حكايات مجنونة»، و«عروس البحر».
بجانب ظهوره الدائم والمتكرر في الأعمال الدرامية، كان لبخش حضور في فيلمين مصريين هما: «المطربون في الأرض» بجانب علاء ولي الدين، وفؤاد خليل، وكوثر رمزي، ومجموعة من الفنانين العرب، وفيلم «ويبقى الحب» بجانب النجم فريد شوقي، وسهير رمزي، ومريم فخر الدين.
كتبت جلطة بالدماغ نهاية مشوار مليء بالأعمال الفنية للفنان فؤاد بخش عن عمر ناهز 63 عامًا، في السابع من شهر فبراير 2016.
محمد بخش
انتهج الفنان محمد بخش في فترة مبكرة من عمره النهج الفني، إذ كان من ضمن المشاركين في المسرحيات المدرسية في المرحلة المتوسطة بمدرسته التي ارتادها في المدينة المنورة، ليجذب بموهبته مسؤولي النادي الأدبي في المدينة الذين منحوه الفرصة للظهور على مسرحه، ليتجه بعدها إلى تلفزيون وأثير إذاعة جدة مسجلاً تجربة متكاملة كشفت عن موهبته وبراعته في الأداء الفني.
قاد الشغف الفني محمد بخش للانتقال من المدينة المنورة إلى جدة لينتسب إلى الفن والدراما اللذين كان من أبرز مؤسسيهما على المستوى المحلي، متطلعًا إلى عالم الشهرة والأضواء الذي منحته إياه العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي شارك فيها على الصعيدين المحلي والعربي.
لم يكن محمد بخش ممثلاً فحسب، بل ساهم في إنتاج العديد من الأعمال الدرامية التي عرضت على شاشة التلفزيون السعودي، وقد شارك بخش في كثير من المسلسلات كان أشهرها: «طاش ما طاش»، و«هوامير الصحراء»، «وليالي سجينة»، و«ليلة هروب»، و«ليالي مقمرة»، و«حارة الشيخ».
كما شارك محمد بخش في فيلم «ويبقى الحب» بجانب شقيقه فؤاد والنجم فريد شوقي، وسهير رمزي، ومريم فخر الدين.