سوليوود «متابعات»
للمرة الأولى ربما تشهد ترشيحات جوائز الأوسكار هذا العام عدداً كبيراً من الأفلام العربية الجيدة التي يستحق معظمها فرصة للوصول إلى الترشيحات النهائية التي تعلن الشهر المقبل.
بعض هذه الأفلام يأتي من بلاد ليس بها صناعة سينما ولم يعرف عنها الاهتمام بالفن السينمائي على مدار القرن الماضي، وجميعها لمخرجين شباب يشقون طريقهم لصناعة سينما عربية، تواجه تحديات معاصرة، وتحمل طموحات واعدة، حسب ما نشرت صحيفة الرؤية.
ستموت في العشرين
من السودان يأتي فيلم «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، الذي فاز بجائزة أفضل عمل أول من مهرجان فينيسيا الأخير ثم خرج في جولة عبر المهرجانات الدولية حصد خلالها عدداً كبيراً من الجوائز ونال قدراً من الكتابات النقدية والإشادات، بالإضافة إلى توزيعه في عدد من البلاد الأوروبية والعربية والولايات المتحدة.
ومن الطرائف أنه في الوقت الذي يجوب فيه الفيلم العالم يتم حرمانه من العرض في بلده الأم السودان حتى الآن، ولكن من حسن الحظ أن منصة «نتفليكس» حصلت على حقوق عرضه وهو متاح الآن لكل مشاهد في العالم عبر المنصة.
«ستموت في العشرين» يحكي أسطورة في قصة واقعية، أو قصة واقعية على شكل أسطورة، عن صبي يتنبأ له أحد العرافين بأنه سيموت حين يبلغ الـ20 من العمر، وهو ما يدفع أمه إلى عزله عن العالم، لكن الصبي يكبر ويخرج من العزلة إلى العالم الفسيح مدركاً أن الخوف من الموت أبشع من الموت نفسه.
سيدة البحر
من السعودية يأتي فيلم «سيدة البحر» إخراج وتأليف شهد أمين ومن إنتاج شركة «إيمج نيشن أبوظبي»، وهناك تشابهات لافتة بينه وفيلم «ستموت في الـ20»، منها أنه العمل الأول لمخرجته، وأن عرضه الأول كان في «فينيسيا» حيث حصل على جائزة، وأنه يدور أيضاً في عالم أسطوري محمل بالرموز والإشارات إلى الواقع.
الفيلم الذي يدور حول جزيرة منعزلة اعتاد أهلها على التضحية ببناتهن لوحش البحر حتى يهبهم الرزق، يروي أيضاً قصة طفلة رضيعة يحكم عليها بالموت، كقربان للبحر، ولكنَّ أباها ينقذها في اللحظة الأخيرة، فتظل مطاردة لبقية حياتها مطلوب منها أن تضحي بحياتها من أجل القبيلة، في الوقت الذي تعود فيه أرواح الفتيات المقتولات إلى الجزيرة على هيئة «حوريات» قاتلات.
الفيلم من بطولة الوجه الجديد بسيمة حجار ومشاركة عدد من الممثلين العرب المعروفين منهم الفلسطيني العالمي أشرف برهوم والإماراتية فاطمة الطائي والسعودي يعقوب الفرحان، الذي شارك في بطولة إحدى حلقات مسلسل «نمرة اتنين»، وهو بالمناسبة ممثل ممتاز ينتظر له مستقبل باهر.
غزة مونامور
من فلسطين يشارك فيلمان: الأول هو «غزة مونامور» من تأليف وإخراج الأخوين عرب وطرزان ناصر، وبطولة سليم الضو وهيام عباس، وقد حصل الفيلم على جائزتين من مهرجان القاهرة الأخير.
يروي الفيلم قصة حب بين صياد مسن وأرملة تعيش مع ابنتها الوحيدة، وسط الحصار الخارجي والداخلي المفروض على سكان غزة، وهو فيلم جميل يمزج ببراعة بين الرومانسية والكوميديا والهجاء السياسي.
200 متر
الفيلم الثاني هو «200 متر»، ورغم أنه يحمل الجنسية الأردنية، إلا أن صناعه وموضوعه فلسطينيان. الفيلم من تأليف وإخراج أمين نايفة، وبطولة علي سليمان ولانا زريق.
يروي الفيلم قصة أسرة فلسطينية ممزقة بفعل الجدار العازل، حيث يعيش الأب في المناطق المحتلة بينما تعيش الأم مع الأطفال داخل حدود إسرائيل، وتتصاعد الأحداث عندما يصاب الابن الأصغر في حادث، ويتعين على الأب عبور الحدود لرؤية ابنه بأي ثمن.
في عمله الأول يظهر أمين نايفة تمكناً من أدواته وامتلاكاً لناصية التعبير السينمائي، دون صخب أو مبالغة، وبناء الدراما والمشاعر وتصعيدها بسلاسة، وقد نال الفيلم جائزة الجمهور و4 جوائز أخرى من مهرجان «الجونة» الأخير.
الرجل الذي باع ظهره
من تونس يأتي فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للمخرجة كوثر بن هنية، الذي اختير لافتتاح مهرجان «الجونة» الماضي. وهو يروي قصة مهاجر سوري إلى لبنان يلتقي بمصور عالمي يقرر أن يمنح الشاب جواز سفر لكل بلاد العالم من خلال استخدام ظهره لرسم إحدى لوحاته. الفيلم من بطولة يحيى مهايني وتشارك فيه الإيطالية مونيكا بيلوتشي، ورغم طموحه العالمي ومشاركة عدد من الشركات من بلاد مختلفة في إنتاجه، أو ربما بسبب ذلك، فإن تشتت السيناريو في الجزء الأخير أفقد الفيلم كثيراً من تماسكه وتأثيره.
هليوبوليس
طموح عالمي آخر يأتي من الجزائر بفيلم «هليوبوليس» للمخرج جعفر قاسم، ويروي قصة تاريخية حدثت خلال أربعينيات القرن الماضي، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، في قرية صغيرة ثار سكانها ضد الاحتلال الفرنسي.
لما بنتولد
وأخيراً من مصر فقد اختارت لجنة الترشيح للأوسكار التي تشكلها نقابة السينمائيين الفيلم المستقل «لما بنتولد» إخراج تامر عزت. الفيلم يروي عدة قصص منفصلة، تربط بينها خيوط رفيعة، لعدد من الشباب المصريين من طبقات ومستويات تعليمية وظروف مختلفة.
«لما بنتولد» يحاول رسم لوحة بانورامية لهموم وأحلام الشباب العربي الآن. وبشكل عام، ترسم الأفلام السابقة، معاً، لوحة بانورامية لواقع وأحلام السينما العربية الشابة الآن، وهذه اللوحة، رغم ألوانها الداكنة وموضوعاتها الكئيبة، إلا أنها ترسم مستقبلاً واعداً للسينما العربية.