سوليوود «خاص»
تشهد السينما في كثير من أفلامها وجود أشياء تثير الجدل حول العالم. وتنوعت الأفلام التي أثارت الجدل ما بين أفلام الرعب، والأفلام التي تجسد شخصيات دينية، وخاصة الأنبياء والمرسلين بشكل خاطئ، مما يتسبب في هجوم أهل الدين المتخصصين على هذه الأفلام، بالإضافة إلى الأفلام التي تحمل إيحاءات جنسية تثير غرائز المشاهدين، كذلك الأفلام التي تتناول رؤساء بعض الدول مما يتسبب في مشاكل بين هذه الدول.
في هذا التقرير نرصد أبرز الأفلام العالمية التي أثارت الجدل في الألفية الجديدة.
The Passion Of The Christ
تم إنتاج هذا الفيلم في عام 2004، ساعد في كتابته وإنتاجه الممثل ميل جيبسون وأخرج الفيلم بمفرده. الفيلم مقتبس من الأحداث التي حدثت للمسيح من اعتقال ومحاكمة وأخيرًا الصلب، ومن ثم قيامة المسيح. الفيلم ينطق باللغات الآرامية واللاتينية والعبرية. ويُعتبر فيلم «آلام المسيح» أكثر الأفلام نجاحًا في تاريخ إيرادات صندوق التذاكر في الولايات المتحدة. وتسبب هذا الفيلم في حالة كبيرة من الجدل، حيث كانت نيَّة ميل جيبسون أن يصنع فيلمًا مفزعًا عن مدى آلام المسيح وما تحمله في سبيل البشرية وفقًا لعقيدته الكاثوليكية، وقد نجح في ذلك تمامًا، كما نجح في جذب سخط اليهود في كل أنحاء العالم. وقد بدأ الهجوم على الفيلم من قبل عرضه بأشهر، بل وقبل البدء في التصوير بسبب ما قيل من أنه محمّل بمعاداة السامية، وأنه يعتمد على تفسيرات غير صحيحة للإنجيل. رفض «جيبسون» الالتفات للاعتراضات، ورفض عرض الفيلم أولاً على المعارضين، وقام بتمويل الفيلم على نفقته الخاصة، وحصل على دعم معنوي من الكنائس ضد الاعتراضات اليهودية. جمع الفيلم 370 مليون دولار من دور العرض الأميركية، بالإضافة إلى الشهرة الفائقة للفيلم ولـ«ميل جيبسون».
2 BASIC INSTINCT
هو فيلم إثارة تم إصداره في عام 2006 وكان تكملة للجزء الأول الذي كان قد صدر في عام 1992. والفيلم من إخراج مايكل كيتون جونز، وهو من إنتاج ماريو قصار، وجويل بي، ومايكلز وأندرو، وكان السيناريو من تأليف ليورا باريش وهنري بين. الفيلم هو إنتاج دولي مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية، وإسبانيا، وألمانيا، والمملكة المتحدة. تدور قصة الفيلم حول كاتبة شهوانية «شارون ستون» تقتل عشاقها بسكين تكسير الثلج. هناك أيضًا «مايكل دوجلاس» الذي يحقق في الموضوع.
أثار الفيلم جدلاً كبيرًا بسبب كمية العري والجنس غير العادية في فيلم هوليوودي، بالإضافة إلى ذلك، فقد اعترضت عليه جمعيات الدفاع عن حقوق الشواذ قبل بدء التصوير لاعتقادهم بوجود نظرة استحقار للشواذ بالفيلم.
The Da Vinci Code
«شفرة دا فينشي» هو فيلم روائي أميركي، صدر عام 2006، ومقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب دان براون. كان الفيلم واحدًا من أكثر الأفلام المتوقعة لعام 2006، وتم عرضه في ليلة افتتاح مهرجان كان السينمائي في 17 مايو 2006؛ ثم عُرِض الفيلم في بلدان مختلفة في 17 مايو 2006، وتم عرضه في الولايات المتحدة لأول مرة في 18 مايو 2006.
تحكي قصة الفيلم أنه يتم اتباع رجل يكتشف فيما بعد أنه جاك سونيير بواسطة رجل متخفٍ يُعرف باسم سيلاس في معرض متحف اللوفر. يطلب سيلاس من سونيير إخباره عن موقع «حجر الزاوية»، وتحت تهديد السلاح يخبر سونيير بموقع «حجر الزاوية» في خزنة كنيسة سينت – سبلايس، تحت الزهرة، ثم يشكره سيلاس، ويطلق عليه النار في معدته.
وتسبب هذا الفيلم في حالة من الجدل الكبير وأثار ضجة ولاقى الكثير من حالات المنع في دول العالم، ومنها: الصين ومصر والهند والفلبين وتايلند والأردن وغيرها، وكانت أهم أسباب المنع أن الفيلم يسيء للمسيح ومريم العذراء ومعتقدات الديانة المسيحية.
Fifty Shades Of Grey
«خمسون درجة من جراي» هو فيلم إغراء ورومانسية ودراما أميركي، صدر عام 2015، وهو من إخراج سام تايلور جونسون، وسيناريو كيلي مارسيل. اُقتبس من قصة تحمل نفس الاسم للكاتبة “إي.أل. جيمس» التي صدرت سنة 2011. الفيلم من بطولة داكوتا جونسون بدور أناستازيا ستيل، خريجة جامعية تدخل في علاقة جنسية سادية مع الملياردير الشاب كريستيان غراي «جيمي دورنان». عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستين في 11 فبراير 2015، وصدر عالميًا في 13 فبراير 2015 من قبل يونيفرسل ستوديوز. وعلى الرغم من الاستقبال المتباين من قبل النقاد، حقق الفيلم نجاحًا فوريًا كبيرًا جدًا في شباك التذاكر، حيث جمع أكثر من 266 مليون دولار عالميًا. وشهد الفيلم حالة من الجدل، إذ يعتبر من أكثر الأفلام المثيرة للجدل وأحدث ضجة كبيرة بسبب مشاهده الجنسية العنيفة التي تخدش العين ولا تتناسب مع طبيعة المجتمع، وتم منعه في أكثر من دولة مثل: الهند والبلاد العربية وماليزيا وإندونيسيا وروسيا وغيرها.
The Interview
«المقابلة» هو فيلم كوميديا سياسي، تم إصداره عام 2014 في الولايات المتحدة الأميركية، وهو من إخراج سيث روغن، وإيفان غولدبيرغ، في ثاني عمل إخراجي لهما بعد «هذه هي النهاية» في 2012، والسيناريو من كتابة دان ستيرلينغ، ومأخوذ من قصة كتبها روغن وغولدبيرغ وستيرلينغ. الفيلم من بطولة روغن وجيمس فرانكو اللذين يقومان بدور صحفيين يتلقيان تعليمات باغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «يجسد دوره راندل بارك» بعد أن يتمكنا من الحصول على مقابلة معه.
في يونيو من عام 2014، هددت الحكومة الكورية الشمالية باتخاذ إجراءات «عديمة الرحمة» ضد الولايات المتحدة إذا تم نشر الفيلم. وأثار الفيلم أزمة سياسية كبيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حيث استهزأ الفيلم بكوريا الشمالية ورئيسها كيم جونغ أون، مع اغتياله في آخر الفيلم وقيام ثورة في البـلاد؛ مما أدى إلى إثارة سخط كوريا الشمالية وقامت باختراق شركة سوني بيكتشرز، وهي الشركة المنتجة للفيلم، بالإضافة إلى تسريب وثائق خطيرة، فقام الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرد على كوريا الشمالية وتهديدها، فقامت كوريا برد التهديد أيضًا إلى أوباما وسوني، مما أدى إلى اتخاذ سوني بالتعاون مع الولايات المتحدة قرارها بعرض الفيلم على شبكة الإنترنت للعالم أجمع، وانقطاع الإنترنت عن كوريا الشمالية لمدة يوم كامل.
Noah
فيلم «النبي نوح» هو فيلم ملحمي ديني من إخراج دارين أرنوفسكي، وكتابة أرنوفسكي وآري هاندل، ومن بطولة: راسل كرو، وأنثوني هوبكنز، وإيما واتسون، وجينيفر كونلي، ولوجان ليرمان، ودوغلاس بوث، وراي وينستون. الفيلم مبني على قصة سفينة نوح. صدر الفيلم في أميركا الشمالية في 28 مارس عام 2014. تدور قصة الفيلم حول نبي الله نوح، ويبدأ الفيلم بنوح وهو فتى صغير، حيث يشهد مقتل والده لأمه على يد توبال قايينز بعد سنوات عديدة، يعيش نوح مع زوجته وأهله وأولاده سام وحام ويافث؛ ولكن بعد رؤية زهرة تنمو على الفور من الأرض ثم الرؤيا في المنام عن طوفان عظيم، يقرر نوح زيارة جده، متوشلخ. وبالطبع أثار الفيلم جدلاً واسعًا وضجة هائلة في المنطقة العربية والأراضي الإسلامية، مما أدى إلى منع عرض الفيلم في الدول العربية والإسلامية، بسبب أولاً منع تجسيد الأنبياء، وثانيًا التحريف الهائل في أحداث الفيلم لإعطائه طابعًا دراميًا.
Exodus: Gods and Kings
«الخروج: الآلهة والملوك» هو فيلم كتابي ملحمي صدر في ديسمبر عام ،2014 وهو من إخراج وإنتاج ريدلي سكوت، وكتبه آدم كوبر، وبيل كولاج، وجيفري كين وستيفن زيليان. ونجوم الفيلم: كريستيان بايل، وجويل إجيرتون، وجون تورتورو، وآرون بول، وبن مندلسون، وسيغورني ويفر، وبن كينغسلي. وهو مستوحى من الحلقة التوراتية لخروج العبرانيين من مصر بقيادة موسى والمتصلة في سفر الخروج. وأعلن «سكوت» عن تطوير الفيلم لأول مرة في يونيو 2012، وحدث التصوير بشكل أساسي في إسبانيا بداية من أكتوبر 2013، مع تصوير إضافي في استوديوهات باينوود في إنجلترا.
يرصد الفيلم القصة الملحمية لسيدنا موسى في العهد القديم منذ ولادته والموت يحيط به من كل جانب، حتى إنقاذه بأعجوبة وهو رضيع، مرورًا بتبنيه من قبل منزل العائلة الحاكمة في مصر، وصولاً لتحديه فرعون وسلطته الطاغية. أيضًا يلقي الفيلم بظلاله على علاقة بني إسرائيل وفرعون وجنوده وكيف عانوا تحت حكمه من الذل والعبودية.
وأثار هذا الفيلم الجدل بسبب أحداثه التي تدور حول قضية دينية أيضًا، إذ يتناول قصة النبي موسى ويقوم بدوره الممثل الأميركي كريستيان بيل، وفرعون مصر «رمسيس الثاني». أُثير جدل شديد حول الفيلم في المنطقة العربية والإسلامية بسبب منع تجسيد الأنبياء أيضًا، وكذلك المغالطات الكثيرة التي يحملها الفيلم. وكالعادة تم منع عرضه من الدول العربية تمامًا وعلى رأسها مصر التي سبقت الجميع في قرار المنع هذه المرة.
Borat
«بورات» هو فيلم كوميدي بريطاني- أميركي، صدر في عام 2006، كتب قصته وقام بإنتاجه الفكاهي البريطاني ساشا بارون كوهين، الذي قدم شخصيته الرئيسية، بورات ساجدييف، وأشرف على إخراجه لاري تشارليز، وهو من توزيع تونتيث سينتشوري فوكس. تدور قصة الفيلم حول الصحفي الكازاخستاني والتحول الذي طرأ في حياته بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة الأميركية. وكانت الحكومة الكازاخستانية قد رفضت عرض الفيلم، معللة ذلك بأنه يهين كازاخستان وشعبها، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية – وقتها – أن الحكومة استغرقت حوالي عام، للتفكير والموافقة على عرض الفيلم. وعلى الرغم من المشاكل التي تسبب فيها الفيلم، والجدل الذي أثار حوله، فإن بعد عرضه رأت الحكومة الكازاخستانية أنه حقق الكثير من المكاسب لدولتهم، لأنه لفت الانتباه نحو كازاخستان، ليعلموا أن هناك دولة على الخريطة تحمل هذا الاسم.
Argo
«آرغو» هو فيلم إثارة أميركي من إنتاج عام 2012، ومن إخراج بن أفليك. وهو مقتبس قليلاً من شهادة عميل المخابرات الأميركية السابق توني منديز، في إنقاذ ستة دبلوماسيين أميركيين من طهران خلال أزمة رهائن إيران في عام 1979. الفيلم من بطولة بن أفليك، وبراين كرانستون، وآلين أركين، وجون غودمان. تم عرضه في أميركا في 12 أكتوبر 2012.
الفيلم الحاصل على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم عام 2013، تدور أحداثه حول عرض مهمة قامت بها الاستخبارات الأميركية، لإنقاذ مجموعة من الرهائن الذين احتجزوا في طهران عام 1979، وواجه الفيلم الكثير من الانتقادات، حيث ترى الكثير من الجهات أن الفيلم مليء بالأخطاء التاريخية.
District 9
«المقاطعة 9» هو فيلم حركة وإثارة وخيال علمي جنوب إفريقي مستقل، صدر عام 2009، وهو من إخراج نيل بلومكامب، ومن كتابة نيل بلومكامب، وتيري تاتشل، وأنتجه بيتر جاكسون وكارولين كوننغهام، وأبرز نجومه هم: شارلتو كوبلي، وجيسون كوب، وديفيد جيمس. وتدور أحداثه حول هبوط مركبة فضائية على منطقة في جنوب إفريقيا. وتم ترشيح الفيلم إلى أربعة جوائز أوسكار، إلا أنه منع من العرض في نيجيريا، وتسبب في جدل، إذ اعتبره المسؤولون النيجيريون أنه يسيء لبلادهم، ويظهر المواطنين على أنه قتلة ووحوش، ولا يبالون بسفك الدماء. كما أنه يظهر النساء النيجيريات على أنهن مجموعة من العاهرات اللاتي لا يمانعن إقامة علاقة من الكائنات الفضائية.