سوليوود «متابعات»
تعود السينما المصرية في 2021 إلى الثنائيات الفنية والبطولات الجماعية، وهو أبرز ما تميزت به قديماً، بدلاً من الاعتماد على نجم الشباك الأوحد، إذ تتجه بعض شركات الإنتاج إلى تقديم أعمالٍ سينمائية قوامها الأساسي نجمان على الأقل، الأمر الذي يعمل على إثراء المشهد الفني، وزيادة الإيرادات، وفقا لصحيفة الشرق.
وبرر عددٌ من صُنّاع الفن تقلص هذه النوعية من الأفلام، خلال السنوات الماضية، إلى «أنانية» بعض المُمثلين لرغبتهم في تصدر الـ«أفيش».
وتنتظر دور العرض، في العام الجديد، 10 أفلام يعتمد قوامها على الثنائيات السينمائية والبطولات الجماعية، وهى «العارف» بطولة أحمد عز وأحمد فهمي، و«العنكبوت» لأحمد السقا ومنى زكي، و«كيرة والجن» للمخرج مروان حامد، بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز، و«ترانيم إبليس» للمخرج أحمد نادر جلال، بطولة مصطفى شعبان وأحمد السقا، و«شلة ليبون» للمخرجة ساندرا نشأت، بطولة أحمد السقا وأحمد عز، وبـ«100 وش» لنيللي كريم وآسر ياسين، وهو أول عمل درامي يتحول إلى عمل سينمائي بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، في المارثون الرمضاني الماضي.
وتشمل القائمة: «العميل صفر» لأكرم حسني، و«االكاهن» لجمال سليمان وإياد نصار، و«ليلة العيد» ليسرا وغادة عادل، و«أهل الكهف» لخالد النبوي ومحمد ممدوح.
البطولة المطلقة
وكانت السينما المصرية تعتمد على الثنائيات منذ أفلام «الزمن الجميل»، مثل أنور وجدي وليلى مراد، اللذين قدّما سوياً 10 أفلام، وإسماعيل ياسين وشادية اللذين تعاونا في 20 فيلماً تقريباً، ورشدي أباظة وسامية جمال، ومديحة يسري ومحمد فوزي، وفريد شوقي وهدى سلطان، وعماد حمدي وفاتن حمامة، وفؤاد المهندس وشويكار، وعادل إمام ويسرا، وغيرهم.
وظهرت البطولة الجماعية على الساحة الفنية بشكلٍ ملحوظ في التسعينيات، مع عرض فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، الذي ضم مجموعة من النجوم، منهم محمد هنيدي، وخالد النبوي، ومحمد فؤاد، وحنان ترك، وحقق نجاجاً كبيراً، ليتحمس المنتجون لتقديم تجارب عدة قوامها البطولة الجماعية، منها «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، و«سهر الليالي»، و«حرامية في تايلاند»، و«ملاكي إسكندرية» وغيرها، قبل أن تتقلص مع بداية 2002 تقريباً
وسيطرت البطولة المطلقة على الساحة السينمائية مع مطلع الألفية الثالثة، في وقت ظهور موجة النجوم الشباب وتحقيقهم إيرادات مرتفعة، مثل محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد السقا وعلاء ولي الدين، الأمر الذي دفع المُنتجين إلى التخلي عن البطولات الجماعية، وتقديم أعمالٍ سينمائية قائمة على تيمة «البطولة المطلقة».
ميزانية ضخمة
وقال المُنتج هشام عبد الخالق، لـ«الشرق» إن الثنائيات السينمائية تتطلب شجاعة إنتاجية بسبب ضخامة ميزانيتها، والتي قد تتساوى مع ميزانية 3 أفلام مجتمعة، موضحاً أن هذه النوعية من الأعمال يجب تقديمها بشكلٍ مميز حتى تُحقق عائداً مادياً جيداً، مستشهداً بفيلميه «ولاد العم» لكريم عبد العزيز وشريف منير ومنى زكي، و«الممر» لأحمد عز وإياد نصار وهند صبري.
وأوضح عبد الخالق أن تزايد عدد قاعات السينما وإقبال الجمهور عليها يُسهم في زيادة حجم إنتاج أفلام تعتمد على الثنائيات بشكلٍ يضمن تحقيق عائد مادي يتخطى قيمتها الإنتاجية.
وقال المنتج صفوت غطاس إنّ الثنائيات على مدار تاريخ السينما المصرية حققت انتشاراً كبيراً، فتواجد نجمين على بوستر واحد، يعمل على جذب الجمهور، مشيراً إلى تراجع الفكرة لفترة بسبب إصرار بعض الممثلين على تقديم العمل بمفردهم.
واستعرض غطاس مميزات وجود أفلام تعتمد على الثنائيات، أبرزها إعادة تقديم الممثل لنفسه بشكلٍ مختلف ودخوله في منافسه مع البطل الآخر، بالإضافة إلى الأرباح التي يحققها المُنتج سواء لإقبال الجمهور على العمل، أو التوزيع الخارجي.
مكسب كبير
ووصف فاروق صبري، رئيس غرفة صناعة السينما في اتحاد الصناعات المصرية، العودة إلى الثنائيات بـ«المكسب الكبير للصناعة»، كونها أنسب وسيلة لجذب الجمهور، قائلاً: «من الصعب أن تجد عملاً سينمائياً به أكثر من بطل ويفشل مهما كانت تكلفته».
ودعا صبري المُنتجين إلى المداومة على تقديم هذه النوعية من الأفلام، كونها تمنح المُشاهد متعة “السلطنة”، مطالباً الممثلين بعدم المغالاة في أجورهم، لتشجيع المُنتجين على الاستمرار في إنتاج أعمال قوامها الثنائيات.
ظاهرة صحية
وأعرب المنتج والموزع جابي خوري عن أمله في ألا تكون العودة للثنائيات السينمائية مؤقتة، لا سيما أنها تُعد ظاهرة صحية ولها بالغ الأثر الإيجابي على الصناعة بشكلٍ عام.
وقال خوري إن الجمهور ينجذب إلى الأفلام التي تعتمد على الثنائيات بشكلٍ أكبر، فكل ممثل يستقطب جمهوره الخاص لمُشاهدة فيلمه، ما يُسهم في تنشيط أوضاع السينما المصرية.
وقال الناقد خالد محمود لـ«الشرق» إن ظاهرة الثنائيات ليست جديدة على السينما المصرية، فقد سبق تقديمها بكثرة على مدار قرنٍ من الزمان، موضحاً أن «انقطاع هذه التيمة السينمائية لفترة كان بسبب أنانية بعض النجوم، ورغبتهم في الاحتفاظ بصورتهم فقط على البوستر».
وأوضح محمود أن نجاح أفلام الثنائيات، مثل «الجزيرة»، و«المصلحة» و«كازبلانكا»، أسهم في تغيير الصورة الذهنية عند كبار المُمثلين، كما شجع أيضاً المؤلفين على الخروج عن المعتاد وكتابة أعمال تعتمد على الثنائيات أو البطولة الجماعية، بجانب البطولة الفردية.
وتابع: «متعة السينما أن تتواجد كل الأشكال من أجل إرضاء المشاهد وجذبه إلى دور العرض حتى يتردد عليها دائماً».