سوليوود «متابعات»
وضعت صحيفة نيويورك تايمز قائمة لأفضل الممثلين ونجوم الفن السابع في القرن الـ21، وضمت القائمة 25 ممثلا جاء تفصيلهم كالتالي:
جيل غارسيا بيرنال
عندما عُرض فيلم “Amores Perros” للمخرج أليخاندرو غونزاليس إينياريتو، وفيلم “Y Tu Mamá También” للمخرج ألفونسو كوارون، في دار الفنون الأمريكية أحدثا صدمة مزلزلة، واكتسب المخرجان شهرة عالمية، وكذلك فعل نجمهما المشترك جيل غارسيا بيرنال؛ كان موهوباً وسيطر على الشاشة، وتمتع بوجه يجمع بسلاسة بين أنقى ما في الجمال الأنثوي والوسامة الرجولية.
في عام 2004، لعب دور تشي غيفارا الشاب في فيلم “The Motorcycle Diaries” للمخرج والتر سالبس، كما أدى دور ثلاث شخصيات (أنخيل، خوان، زهارا) في فيلم “Bad Education” للمخرج بيدرو المودوفار. وفي عام 2013 لعب بيرنال دور رينيه سافيدرو في فيلم “No” للمخرج بابلو لارين.
24/ سـونيا براغا
كانت براغا نجمة مشهورة في البرازيل في فترة السبعينيات والثمانينيات؛ بل إنها كانت صوفيا لورين البرازيل. وقد اعتمدت على هذا التاريخ، واستغلت جاذبيتها الكلاسيكية في فيلم “Aquarius”؛ حيث لعبت دور كلارا، المرأة المهنية صاحبة التاريخ والإنجازات في العمل والعلاقات العاطفية والندم؛ وهو دور يتطلب ممثلة تمتلك ثقة مطلقة بالنفس ولا مبالاة بطولية بما يفكر به الآخرون؛ كي تجسد شخصية كلارا.
وقد تجلت براعة براغا بشكل مختلف تماماً هذا العام في فيلم “Bacurau”، وهو قصة خيالية وعنيفة تلعب فيه براغا دور دومينغاس، الطبيبة التي تعاني مشكلات مع الكحول، وذات الشخصية القاسية في بعض الأحيان. كان دوراً من شأنه أن يفسد صورة مَن يقوم به، ولم يكن لأحد أن يلعبه بمثل هذا العمق والروعة. وقد وصف المخرج ميندونكا أداءها هذا الدور قائلاً: “كان أداؤها مثل البيانو في سيمفونية”.
23/ مَهَرشولا آلي
يمتلك مهرشولا آلي واحداً من الوجوه العظيمة في السينما المعاصرة، مع خدَّين منحوتَين وحاجبَين عاليَين يوحيان بالتأمل، وعينَين مشوبتَين بالحزن. حضوره على الكاميرا مغناطيسي (جاذب)؛ ولكنه يتسم بالحذر والدهاء، وتميل أدواره إلى التحفظ والحذر.
فاز آلي بجائزتَي أوسكار لأفضل ممثل مساعد؛ الأولى كانت عام 2016 عن فيلم “Moonlight” الذي لعب فيه دور خوان، تاجر المخدرات، والشخصية المدمرة للمجتمع؛ ولكنه خلق شخصية مختلفة تماماً في فيلم “Green Book” الذي أوصله إلى جائزة الأوسكار الثانية عام 2018 عن دور دون شيرلي، الموسيقي، الذي فاجأ فيه آلي عالم السينما.
يتحدث فيلما “Moonlight” و”Green Book” عن تناقضات لحظتنا الثقافية؛ ولكنهما يمثلان دليلاً على أن موهبة آلي وبراعته الفائقة وجاذبيته القوية تمكنه من أداء دورَين مختلفَين تمام الاختلاف بنجاحٍ كبير.
22/ ميليسا مكارثي
عندما يقوم النقاد بتحليل شخصية ممثل كوميدي مثل ميليسا مكارثي، فإنهم عادة ما يلامسون صفات مألوفة مثل التوقيت ورشاقة وسرعة البديهة؛ ولكننا هنا نتحدث عن التمثيل، فمنذ أن انتقلت من التليفزيون إلى السينما احتلت مكارثي مكانتها المرموقة، وساعدت بشكل كبير في تغيير الصورة النمطية لنجمة السينما. كان دور سوزَن في فيلم “Spy” أكثر أدوارها تألقاً؛ حيث لعبت دور المحللة الخجولة في وكالة الاستخبارات الأمريكية، حيث تُرسَل في مهمة خارجية سمحت لها بالتبجح والتباهي.
ومن أدوارها المتميزة دور لي إزرايل في فيلم “Can You Ever Forgive Me?” الذي جسدت فيه شخصية الكاتبة لي إزرايل. وهذا الفيلم يميل إلى كونه سيرة ذاتية يعكس جزءاً محدداً من حياة نيويورك الغريبة في أواخر القرن العشرين، أكثر من كونه عملاً كوميدياً.
ومن أعمالها المتميزة أيضاً دور تامي في فيلم “Tammy”، ومولينز في فيلم “The Heat”.
21/ كاترين دونوف
في رحلة مهنية طويلة مع مؤلفين مغمورين، لطالما دافعت كاترين دونوف، عن نمط معين من المرأة الفرنسية الأنيقة؛ سواء لعبت دور ربة منزل عادية أو صاحبة حانة صغيرة أو حتى أم إيرانية، حيث عبرت في هذا الدور في فيلم “Persepolis”، عن شخصية مرجانة ساترابي. ومرجانة هي والدة مخرجة الفيلم التي قالت عن سبب اختيارها لكاترين دونوف لهذا الدور: إذا كنت تعيش في فرنسا، فإن دونوف هي الرمز، في فترة شبابي كانت هي الحلم. كانت دائماً تأخذ خيارات سابقة لعصرها، كانت فوضوية أكثر منها بورجوازية، لقد كانت تبدو دائماً وكأنها امرأة باريسية بورجوازية؛ ولكنها ليست كذلك على الإطلاق، إنها ثائرة تبدو مثل سيدة راقية.
وبالنسبة إلى شخصية الأم، لم أكن بحاجة إلى مَن تلعب دور الأم اللطيفة المحبوبة دائماً، لأنها هنا ليست أمي أنا. أمي كانت امرأة لطيفة للغاية؛ ولكنها كانت كثيراً ما تأمر وتنهى. وأنا احتجت إلى مَن تلعب دور الأم القوية التي تريد الحياة الأفضل والأكثر تحرراً لابنتها. كاترين دونوف لها أسلوبها المباشر في الحديث؛ فهي لا تحاول أن تلطف عباراتها كي تكون محبوبة، إنها صريحة للغاية وعندما تتحدث إليك، فإنها تنظر إلى عينيك مباشرة.
20/ روب مورغان
ممثلو الشخصيات العظيمة هم سادة التناقضات الخفية والحاضرة في آن معاً؛ فأنت لا تميزهم بالضرورة من دورٍ لآخر، ولكنهم يتركون بصماتهم على كل أفلامهم.
فلو أنك شاهدت أفلامه الأربعة التي قدمها بين عامَي 2017 و2019: “Mudbound”، و”Monsters and Men” و”The Last Black Man in San Francisco” و”Just Mercy”؛ فأنت تعرف روب مورغان حتى إن لم تكن تعرف اسمه.
كسجين محكوم عليه بالإعدام في فيلم “Just Mercy”، يلعب مورغان دوراً غير درامي، رجل هادئ مسكون بالندم والعجز والخوف الذي يلخص محنته وحبكة الفيلم الإنسانية.
أما في الأفلام الأخرى فهو يلعب دور الأب في الجنوب الأميركي؛ حيث العبودية، وفي الشمال العصري الحضري، رجل يعرف أكثر مما يتكلم. وفي هذه الأفلام يقوم الأبناء بأداء معظم الحوارات؛ ولكن مورغان يعطي التعبيرات البليغة عن تجارب تقع خارج القصة الرئيسية. وفي فيلم “Last Black Man”، يظهر في عدد قليل من المشاهد ويقول بضعة أسطر فقط؛ ولكن كل شيء في هذا الفيلم يدور حوله.
19/ ويس ستودي
يمتلك ويس ستودي واحداً من أكثر الوجوه جذباً للاهتمام على الشاشة، ملامح بارزة قوية وتجاعيد غائرة تزيد من حضورها عينان ثاقبتان. يفضل المخرجون الصغار استخدام وجهه للتعبير المباشر عن تجربة الأمريكيين الأصليين، كقناع من النبل أو المعاناة من الألم الذي لا يعرفه أحد؛ فقط لأن أحداً لم يسأل الرجل الذي يرتدي هذا القناع عن معاناته. ولكن في الفيلم المناسب لا يقف ستودي عند ملامح الشخصية الخارجية فحسب؛ بل يدخل في عمقها، فهو يظهر لك القناع وما يكمن تحته من أفكار ومشاعر.
قفز ستودي إلى الشهرة السينمائية بعد دور محارب الهورون في ملحمة مايك مان “The Last of the Mohicans” عام 1992. عُرف عن ستودي أنه كان طوال مسيرته السينمائية يعمل الكثير بالقليل؛ ومن ذلك أدواره في “The New World” في عام 2005 و”Avatar” في عام 2009. وبالطبع، كغيره من الممثلين، كانت له أدواره المنسية وأعماله التليفزيونية متدنية المستوى.
غالباً ما يلعب ستودي دور الأميركي الأصلي؛ مثل دور جيرومينو ودور كوتشيس. في عام 2017 في فيلم “Hostiles” للمخرج سكوت كوبر، لعب دور زعيم قبيلة شايان، يلو هاوك، السجين الذي يصارع الموت في سجنه قبل أن تقرر الحكومة الفيدرالية السماح له بالذهاب إلى أرض أجداده.
18/ ويليم دايفو
كان لويليم دايفو حضور بارز في أفلام مختلفة؛ مثل “Shadow of the Vampire” عام 2000، و”The Florida Project” عام 2017؛ حيث رُشِّح لجوائز الأوسكار. وفي عام 2018، تم اختياره للعب دور فان جوخ في فيلم “At Eternity’s Gate” للمخرج جوليان شنابل؛ الذي قال عن سبب اختياره لدايفو: “الشيء المهم جداً فيه أنه ممثل كريم للغاية؛ وهو يهتم لأداء الآخرين وبتقديم المساعدة لهم؛ إنه مخلص جداً جداً وذكي جداً جداً. وإذا حصلت على ممثل ذكي سيكون العمل أفضل”.
بالنسبة إلى فيلم “At Eternity’s Gate”، كنت بحاجة إلى ممثل لديه عمق الشخصية كي يلعب دور فان جوخ. لم يكن الأمر متعلقاً بالشبه من ناحية الشكل، بل بأن الرجل لديه من الخبرة في الحياة ما يكفي ليلعب هذا الدور. قد يقول البعض إن دايفو في الستين من عمره بينما توفي فان جوخ عن 37 عاماً؛ ولكن هذا الأمر بالنسبة إليَّ غير ذي صلة، المهم أن تثق بالشخص، وأنا أثق بدايفو؛ وهذه الثقة متبادلة.
17/ آلفري وودارد
في عالمٍ عادل سوف يمتلئ هذا الموضوع بالأدوار العظيمة من الأمهات إلى البطلات الرومانسيات والنجمات والشريرات؛ كي تعكس المجموعة الكاملة من المواهب التي تحظى بها آلفري وودارد. إن أدواراً مثل هذه قليلاً ما تُعرض على امرأة سوداء؛ ولكن وودارد كانت موجودة حتى في الأدوار الصغيرة والمسلسلات التليفزيونية، بحضورها الملكي والواقعي في آن معاً الذي لا يُنسى.
والفيلمان اللذان أعطياها أكبر مساحة هما فيلم ستيف ماكوين “Years a Slave 12” وفيلم شينوني تشاكوو “Clemency”؛ وكلاهما يضعان مسألة العدالة في مركز الاهتمام. وفي كلا الفيلمين أثبتت وودارد كرامة شخصيتها ونزاهتها في وجه ظروف قاسية إلى درجةٍ لا تصدق.
16/ كيم مين-هي
في فيلم هونغ سانغ سو، الذي ظهر عام 2016 “Right Now, Wrong Then”، يلتقي رجل وامرأة، يشربان ويشربان ويفترقان كل في سبيله؛ ليلتقيا مجدداً في النصف الثاني من الفيلم، كما لو أنهما يلتقيان للمرة الأولى. مرة أخرى يذهبان إلى مقهى، إلى استوديو وإلى مطعم. ومع أن تصرفاتهما بقيت على حالها بشكل عام، كما هي الحال في كل ما كان يحيط بهما في أجواء المساء، إلا أن شيئاً ما تغيَّر بما فيه الكفاية في نظراتهما المتبادلة ونبرات صوتيهما كي يحول هذا اللقاء الثاني إلى شيء مختلف. ويحتل أداء كيم مين-هي فائق الدقة مركز الفيلم، ومنذئذ أصبحت كيم نفسها في قلب أفلام هونغ، وظهرت في معظم أفلامه التالية.
أما فيلم تشان ووك “The Handmaiden”، فهو أشهر أفلامها؛ تدور أحداث الفيلم الدرامي الفكاهي في كوريا في فترة الثلاثينيات، حيث تلعب كيم مين-هي دور نبيلة يابانية نجت من عمها المنحرف باتباع الحِيل وبمساعدة امرأة أخرى. وتسمح التغيرات السردية والمبالغات الملتهبة في القصة للممثلة بأن تستعمل كل مهاراتها وإمكاناتها؛ فهي تتأرجح بين الكبر والصغر، وبين الوحشية والضعف الشديد، وتارة تخفي مشاعرها وتارة تطلق لها العنان، ويرتجف جسدها وتتغير معالم وجهها بينما تحل النشوة والارتياح محل الخوف والألم. وفي هذا الفيلم تكشف كيم أسرار الشخصية التي يحكيها الفيلم.
15/ مايكل ب.جوردان
لعب مايكل ب.جوردان أدوار المحامي والرياضي والبطل الخارق؛ ولكن حتى قبل أن تتضح إمكاناته، أراد المخرج رايان كوجلر أن يعمل معه، أخرج كوجلر ثلاثة أفلام شهيرة (Fruitvale Station”, “Creed” and “Black Panther””)، قام مايكل بدور البطولة أو البطل المساعد فيها.
يقول رايان كوجلر: “قبل أن ألتقي مايكل في عام 2012 عندما كنت أعمل على نص فيلم(Fruitvale Station) وكنت قد قررت سلفاً أنه الأفضل للقيام بالدور بناء على أدائه في أفلام سابقة، وفكرت في أنه سيتمكن من لعب دور أوسكار؛ لا سيما أنه يشبهه، ولكن أيضاً لاحظت إمكاناته بأن يجعل المشاهد يتعاطف معه فوراً، وهذه مهارة لا يمتلكها كثير من الممثلين، فضلاً عن مهارات كثيرة يمتلكها مايكل كممثل. مثَّل مايكل في كل أفلامي الشهيرة، وأنا أستمر بإعطائه أدواراً؛ لأنه الأفضل للقيام بها”.
في فيلمCreed” ” هنالك شخصية أخرى يستطيع مايكل أن يمثلها بأفضل شكل. قبل أن يصبح مايكل ممثلاً كان رياضياً، وقد مثَّل دور الرياضي في أعمال تليفزيونية؛ لذلك كنت أدري أن الأمور التي يجب عليه القيام بها في فيلم “Creed” لن تتطلب من مايكل جهداً كبيراً.
الشيء المثير في تقدمنا في السن هو العمل معاً من مواقع مختلفة؛ فهو الآن يقوم بالكثير من الأعمال خلف الكاميرا، وقد أُتيحت لنا عدة فرص للعمل معاً بأبعد من علاقة ممثل ومخرج.
إنه طموح جداً، ودائماً ما يتحدى نفسه؛ وهذا يظهر في أدائه كما يظهر أيضاً في الناحية التجارية، فالطموح يبقيه منفتح الذهن، يراقب كل ما حوله ولا يريد أن يبتعد عن أنواع محددة أو فرص متاحة؛ لذلك فأنا أعتقد أن آفاقه المستقبلية لا حدود لها.
14/ أوسكار آيزاك
بينما يمكنني أن أختار ما يعجبني في أفلام “Star Wars” الحديثة، يتملكني الإعجاب ببعض شخصياتها؛ خصوصاً شخصية بـو داميرون. يتميز أوسكار آيزاك في شخصية بـو بالحضور العفوي الجذاب، ويظهر بمظهر الشخص الذي يعرف تماماً ما الذي يفعله.
الشخصيات التي يلعبها آيزاك ليست دائماً محظوظة أو واثقة من نفسها؛ ولكنه هو نفسه يعمل بدقة الشخص الواثق بمهاراته بما يكفي لأن يدفع بنفسه إلى المغامرة. في الصيف الذي سبق إطلاق فيلم “Inside Llewyn Davis”، أراد جويل وإيثان كوين في بداية الأمر أن يختارا عازفاً مشهوراً للدور الرئيسي في الفيلم؛ ولكنهما بدلاً من ذلك وجدا آيزاك الذي قال لهما: “إذا سألتما معظم الممثلين هل تجيدون العزف على الغيتار؛ فإنهم سيقولون إنهم يعزفون الغيتار منذ عشرين عاماً؛ ولكن ما يقصدونه في الحقيقة هو أنهم يمتلكون غيتاراً منذ عشرين عاماً”؛ كان آيزاك عازفاً جيداً. إن ما يعطيه مصداقية كبيرة ليس فقط أنه عازف جيد؛ بل لأنه يتقن عمل كل دور يلعبه، سواء أكان بائع وقود كما في فيلم “Most Violent Year” أو مخترع روبوتات مثيرة في فيلم “Ex Machina”، أو في دور طيار حربي.
13/ تيلدا سـوينتون
المرأة ذات الألف وجه من عالم آخر، خلقت تيلدا سوينتون عدداً كبيراً من الشخصيات استعملت فيها باروكات وأزياء ولهجات لا حصر لها؛ إنها نجمة وممثلة وفنانة استعراضية من كوكب آخر. وجهها الشاحب المسطح يمثل أرضية مثالية للماكياج والإضافات الاصطناعية. ترغب في قراءتها؛ ولكنك لا تستطيع، وهذا ما يجعلها شريرة رائعة، سواء أكانت تلعب دور شيطانة أم ملكة أم محامية شركات. في فيلم “Julia” أسقطت هذا الجدار لتلعب دور مدمنة الكحول وخاطفة الأطفال الخارجة عن السيطرة بأداء مفعم بالحيوية والشفافية تمكنك من رؤية أفكار الشخصية بوضوح كامل.
عادة ما يتم مديح الممثلين على اتساع “مجال الشخصيات” التي يلعبونها؛ ولكن هذه الكلمة قاصرة جداً في وصف التغيرات الجذرية في الأشكال التي تحققها سوينتون في أدوارها شديدة التنوع. وكل ما عليهم هو إلقاء نظرة على سلسلة من أعمالها؛ ففي فيلم “I Am Love” تلعب دور الزوجة الروسية لأرستقراطي إيطالي، وتؤدي دورها بلغتَين مختلفتَين، وفي فيلم “A Bigger Splash” لم تتكلم أية لغة على الإطلاق؛ حيث لعبت دور نجمة الروك التي أجرت جراحة في حنجرتها. وفي فيلم “Suspiria” لعبت واحداً من أدوارها المزدوجة؛ حيث لعبت دور عضوة في مجموعة من الساحرات المهووسات بالباليه، ودور رجل مسن من الناجين من الهولوكوست.
يمكن لهذه الأدوار أن تكون استعراضية؛ ولكنك لا تشعر أن الغرض منها هو جذب الانتباه. سوينتون لها جذور في تقليد طليعي يؤكد قدرتها على تغيير الهوية، وعدم إشعار المشاهد بالحدود بين الحقيقي والمصطنع؛ لقد جلبت سوينتون على مدار الأعوام العشرين الماضية بعضاً من دقة الفكر وجرأة المفاهيم إلى هوليوود. إنها ليست مؤدية مثيرة فحسب؛ بل واحدة من أعظم منظري الأداء الحي.
12/ يواكيم فونيكس
ظهر يواكيم فونيكس في أربعة من أفلام للمخرج جايمس غراي؛ “The Yards” عام 2000، و”We Own the Night” عام 2007، و”Two Lovers” عام 2009، و”The Immigrant” عام 2014. ويقول غراي عن فونيكس:
عندما شاهدت فيلم “To Die For” لاحظت أن ذلك الممثل -لم أكن أعرف اسمه بعد- كان جيداً بشكل لا يصدق في نقل حياته الداخلية دون حوار. وهذا أمر في غاية الأهمية في السينما؛ لأن الكاميرا تكشف كل شيء، وقلت لنفسي “إنه ممثل مثير للاهتمام، وأتمنى أن ألتقيه”، وقد فعلت ذلك.
تفاهمنا على الفور، كانت لنا الاهتمامات نفسها والنظرة ذاتها لكثيرٍ من الأمور؛ لقد أحببته على الفور. إنه يمتلك قدرة لا محدودة على مفاجأتك بأفضل مما تتوقع، وعلى إلهامك بالسير في اتجاهات لم تفكر بها من قبل؛ إنه مبدع للغاية، يجعلك تتخلى عن المعايير التي وضعتها في عقلك، ثم تحيط نفسك بأشخاص يجعلون هذه المعايير أجمل؛ قد لا تكون مختلفة بالضرورة، ولكنها أكثر قوة وحيوية. إن يواكيم فونيكس هو أحد أفضل الأشياء التي حصلت في حياتي. وإذا كان لديَّ شيء أندم عليه، فهو أن يواكيم لم يكن موجوداً في جميع أفلامي.
11/ جوليان مور
سواء أكانت تعيسة أم غير ذلك، فإن دور الزوجة يمكن أن يشكل طريقاً مسدوداً بالنسبة إلى الممثلات، وكثيرات منهن علقن في هذا الدور إلى الأبد؛ لعبت جوليان مور الكثير من أدوار الزوجة والأم، ولكن أدوارها كانت أكثر تعقيداً وحملت الكثير من المفاجآت، وكانت مؤشراً على حساسيتها وموهبتها؛ لقد تمكنت من إخراج شخصياتها من الصورة النمطية المعتادة لكونها كانت تؤدي أدوارها بواقعية، سواء أكان أداء طبيعياً كما في ميلودراما “Still Alice”، أم أداء فيه الكثير من المغالاة مثل دورها في فيلم “Maps to the Stars“. تمتلك مور القدرة على إظهار الحالة الداخلية للشخصية بشكل جميل يمكنك من رؤية المشاعر تطفو على بشرتها؛ إنها فنانة متطرفة تستمتع باللعب على وجوهها المتنوعة.
10/ سورشا رونان
كم هو عدد الطرق المختلفة التي يمكن لشخص أن يبلغ بها سن الرشد؟ كثير من الممثلين يكبرون في الأفلام؛ ولكنّ قليلاً منهم تمكن من فعل ذلك لفترة طويلة أو بتناغم وذكاء وتنوع كما تفعل سورشا رونان؛ إنها تكبر أمام أعيننا وتصبح أكثر حكمة وحرية وحزناً وأقرب إلى نفسها مع كل دور تلعبه.
بالطبع إن الشخصيات هي التي تخضع لهذه التغيرات؛ فشخصية إيليز لايسي في “Brooklyn” تجد الحب والاستقلالية في منزلها الجديد، وشخصية كريستين ماكفرون في “Lady Bird” تتعلم كيف تقدِّر والدتها، وشخصية جو مارش في “Little Women” تكتشف موهبتها ككاتبة. لقد كانت رونان في تقمصها شخصيات هؤلاء الفتيات والنساء بكل خصوصياتهن، متسقة تماماً وتسيطر بشكل كامل على مواهبها منذ البداية.
كان أداؤها متميزاً في فيلم “Atonement”؛ حيث لعبت دور بريوني تاليس الطفلة ذات الثلاثة عشر عاماً التي تعتقد أنها تفهم عالم البالغين أكثر مما تفهمه بالفعل. وفي هذا الدور لم تكتفِ رونان بمضاهاة النضوج المبكر لبريوني؛ ولكنها نقلت أيضاً مزيجاً متقلباً من انعدام الشعور الطفولي بانعدام الأمان والغيرة الرومانسية التي تجعل من هذه الفتاة المتمردة ونصف البيئة تشعر بأنها خطيرة حقاً.
9/ فيـولا ديفيس
في الأعوام العشرين الأخيرة، اشتركت فيولا ديفيس مع دينزيل واشنطن في العديد من الأعمال؛ سواء كمخرج في فيلم “Antwone Fisher” عام 2000 أو كممثل في الدراما العائلية “Fences” عام 2002، أو في “Ma Rainey’s Black Bottom” عام 2016.
يقول واشنطن: لقد علمت أنها ممثلة عظيمة منذ أن لعبت دورها في فيلم “Antwone Fisher” قبل عشرين عاماً؛ لقد لمست قوتها وطاقتها وموهبتها، لقد جاءت جاهزة من حيث الشخصية؛ لقد تركتها على طبيعتها بكل بساطة. لم يكن لديَّ ما أقوله لها غير “شكراً لك”، و”دعينا نصنع فيلماً آخر”.
إنها موهبة لا تأتي إلا مرة واحدة في كل جيل؛ قد لا يدرك المرء ذلك على الفور، ولكننا اختبرنا هذا الأمر مع الوقت؛ عندما كنت معها في “Fences”، حتى أثناء التدريب كانت تتلقى عبارات الإطراء. وقد تألقت في الأسبوع الثالث من التدريبات، وبدا واضحاً إلى أين ستصل، وقلت لنفسي “يجب أن أتمكن من اللحاق بها.. يجب أن أركز”.
أنا أثق بها تماماً؛ لماذا يرغب المرء في العزف في فرقة مع مايلز ديفيس؟ ببساطة لأنه متعاون ومبدع وفنان، وكذلك هي فيولا ديفيس؛ يمكنها أن تفعل أي شيء تريده، لديها الكثير من القدرات، إنها واحدة من أفضل الذين أُتيحت لي الفرصة للتعاون معهم.
8/ زاو تاو
منذ عام 2000 قدمت الممثلة الصينية زاو تاو، والمخرج جيا زانغكي، أكثر من اثني عشر فيلماً قصيراً ومسلسلاً درامياً وأفلاماً وثائقية، بالإضافة إلى أعمال أخرى لا تقبل هذا التصنيف الدقيق. تحالفهما في صناعة الأفلام شمولي للغاية، ومن الصعب جداً أن نتخيل ما ستكون عليه هذه الأفلام دون وجه “زاو” وحضورها القوي. وغالباً ما يقول الناس إنها ملهمته؛ ولكن ذلك لا يفي بالغرض لوصف مدى ثراء مساهمتها وشاعريتها ورمزيتها وعاطفيتها.
إن التغيرات المستمرة في الصين -في أزيائها وموسيقاها واقتصادها وهندستها المعمارية وتضاريسها- هي الموضوع الذي يشغل جيا دائماً، وزاو هي الصورة الرمزية لهذه الموضوعات.. إنها نوع من كل امرأة؛ فهي تجسد العديد من النساء المختلفات، وأحياناً تفعل ذلك في مساحة فيلم واحد.
7/ توني سيرفيلو
ربما يعرف الجمهور الأمريكي توني سيرفيلو من خلال دوره في فيلم “The Great Beauty” الحائز على جائزة الأوسكار، الذي يلعب فيه دور الكاتب ذي السمعة الكبيرة والإنجازات الضئيلة، الذي يتصرف وكأنه سيد الحفلات.
إذا نظرت في التعاون بين سيرفيلو والمخرج سورينتينو، ستجد شيئاً جوهرياً وأكثر إثارة للاهتمام من الجمال؛ فالرجلان عملا معاً في خمسة أعمال، بما فيها عمل الإخراج الأول لسورينتينو “One Man Up”، وطوَّرَا تعايشاً يُذكرنا بأعظم الشراكات بين المخرجين والممثلين؛ مثل مارتن سمورسيز وروبيرت دينيرو، ومثل فيتوريو دي سيا وصوفيا لورين، وجون فورد وجون واين.
ولكن هذه المقارنة تبقى غير كافية؛ فقد كان سيرفيلو الشخصية المحورية في أفلام سورينتينو التي تدور حول الفساد والنفاق، وأيضاً حول المجد بعيد المنال، والتراجع السخيف لإيطاليا الحديثة. وعلى وجه التحديد، فقد قام بتجسيد شخصيتَي اثنين من أقوى السياسيين وأكثرهم استقطاباً في تاريخ البلاد الحديث: جوليو أندريوتي في فيلم “Il Divo” الساخر عام 2009، وسيلفيو بيرلسكوني في فيلم “Loro” عام 2019.
6/ سونغ كانغ هو
لفت الممثل الكوري سونغ كانغ هو، أنظار الجمهور الأميركي لأول مرة في فيلم “Parasite” الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل صورة عام 2020. كان هذا عمله الرابع مع المخرج بونغ جون، الذي تحدث عن علاقته بالممثل، فقال:
(رأيت سونغ كانغ هو للمرة الأولى في فيلم “Green Fish” للمخرج تشانغ دونغ؛ حيث لعب دور رجل عصابة ريفي صغير، كان أداؤه واقعياً بشكل مذهل إلى درجة أن شائعة سرت بين المخرجين مفادها أنه كان مجرماً حقيقياً، ولاحقاً علمت أنه كان ممثلاً ناشطاً في مسرح دايهاك رو منذ مدة طويلة.
وعلى الرغم من أنني كنت مساعد مخرج في ذلك الوقت، فقد أردت مقابلته؛ دعوته لتناول القهوة في المكتب عام 1997، كان الأمر محادثة عابرة أكثر منه تجربة أداء؛ ولكن كان بإمكاني أن أقول يمتلك إمكانات كبيرة.
عندما كنت أكتب فيلمي الثاني “Memories of Murder”، كنت أفكر بشدة في سونغ ليلعب دور تحري المقاطعة العالق في أساليبه القديمة وإيمانه الأعمى بحدسه؛ لأن سونغ كان قد خُلق لهذا الدور.
كانت لديه المقدرة على أن يضفي الحياة والقسوة على كل لحظة؛ حتى في المشاهد التي تحتوي على حوار صعب أو عملية تصوير بتقنية عالية، فهو سيجد طريقة ليجعل هذه المشاهد سلسة وعفوية. كل لقطة تكون مختلفة، والحوار الصعب يبدو وكأنه ارتجال؛ إنه أمر مذهل مشاهدته ممتعة للغاية).
5/ نيكول كيدمان
لعبت نيكول كيدمان دور الفنانة والأميرة والكاتبة والملهمة، بشعر طويل وشعر قصير، بأنف جميل وذقن بارزة. يمكنها أن تبتسم كالشمس ويمكنها أن تبكي فتجعلك تعطيها علبة مناديل. وفي عالم السينما الواقعية، فإن هذه الإمكانات هي عملة الممثل في التجارة، وخيار جمالي يساعد في تحويل حرفة التمثيل إلى شيء يشبه الحياة.
دخلت كيدمان القرن الحادي والعشرين وهي في ذروة نجوميتها مع فيلم “Moulin Rouge” عام 2001، وتلته عدة أفلام بارزة؛ أهمها “The Hours” عام 2002، حيث لعبت دور فيرجينيا وولف، ثم فيلم “Dogville” عام 2004.
قدمت كيدمان أكثر من أربعين فيلماً منذ ذلك الوقت؛ بعضها لا يُنسى، وبعضها الآخر من الأفضل نسيانه. ومثل الكثير من النجمات تجاوزت شهرتها قدرتها على التعامل مع البنوك، وخلقت لنفسها شهرة لا علاقة لها بشباك التذاكر؛ بل لكونها شخصية دائمة الحضور على السجاد الأحمر للمهرجانات وأغلفة مجلات الموضة. في بعض السنوات مرت أفلام كيدمان دون أن تترك أثراً يُذكر؛ ولكنها استمرت في العمل بثبات وقامت هي بدفع نفسها إلى الأمام عندما لم تفعل أفلامها هذا الشيء.
4/ كيانو ريفز
ربما تتفاجأ من وجود اسم كيانو ريفز في هذه المرتبة المتقدمة من هذه القائمة؛ ولكن اسأل نفسك: هل أصبت مرة بخيبة الأمل لأنه ظهر في فيلم كنت تشاهده؟ هل تستطيع أن تسمي أي فيلم لم يصبح أفضل بوجوده فيه؟
في الماضي كان من السهل الاستخفاف به مثل الكثير من الأمور في التسعينيات؛ كان تقييم ريفز في المراحل الأولى من حياته المهنية محاطاً بالكثير من السخرية، كان من السهل الاستهزاء بالارتباك الجاد الذي ميز شخصيته في أفلام “Point Break” و”The Devil’s Advocate” و”Matrix”، لتحميله مسؤولية فراغ وضحالة هذه الأفلام.
في منتصف العمر، ارتقى إلى مستوى جديد من الإنجاز، منطقة يلتقي فيها اللا فن وإدراك الذات. إنه أحد أكثر أبطال المغامرات مصداقية، وأحد أكثر الممثلين ذكاءً وابتكاراً؛ لقد نضج بشكل رائع وأصبح أكثر حزناً ومرحاً في الوقت نفسه من دون أن يخسر البراءة المذهلة التي رافقته منذ البداية.
يتميز ريفز بأكثر من ذلك بكثير؛ فميزاته تشكل فصولاً جديدة في دليل النجومية دائم التحديث في السينما المعاصرة. إنه ليس ساعياً إلى الكمال؛ بل هو الكمال نفسه، لقد قيل ذلك لنا منذ وقت طويل، وقد آن الأوان كي نصدق أخيراً: أنه الرجل الصحيح.
3/ دانيال داي-لويس
في بداية فيلم “There Will Be Blood”، ترى رجلاً في حفرة عميقة مظلمة يضرب جدارها بفأسه، فيطلق الغبار والشرارات؛ المكان مظلم للغاية، فلا تستطيع أن تميز وجهه، ولكن قميصه الشاحب يجذب عينيك ويبرز ملامح ذراعَيه القويتَين وحركتهما الشبيهة بالآلة. يمكنك فقط أن ترى وجهه عندما يرفع رأسه لينظر إلى السماء فيغمر الضوء وجهه. ها هو دانيال داي-لويس.
يعتبر داي-لويس أحد أكثر الممثلين احتراماً في نصف القرن الأخير، وقد اكتسب هذه السمعة بسبب أفلامه السينمائية الباهرة المتوجة بهالة من العظمة التي نمت إلى حجم يقارب الخيال. تحضيراته لأدواره التي تحظى بتغطية إعلامية وإصراره على تقمص الشخصية طوال فترة الإنتاج أصبحت أسطورية، ومادة للعناوين المثيرة ولعشق معجبيه. وقد زادت إعلاناته المتكررة عن تقاعده من هذه الهالة، وكذلك فعلت انتقائيته. لقد قدم ستة أفلام فقط خلال هذا القرن، كانت أعمالاً رائعة.
الانطباعات التي نشأت حوله لم تأتِ من مجرد نجوميته؛ فما يغفل عنه البعض أحياناً هو أن قراءة 100 كتاب للاستعداد لدوره في فيلم “Lincoln” عام 2012 هو جزء من العمل، جزء من استعداد الممثل. كل ذلك الجهد وتلك الكتب هي تذكير بأن التمثيل هو عمل أيضاً وليس سحراً؛ حتى عندما يبدو أداء الممثل أنه كذلك. جزء من موهبة داي-لويس هو قدرته الهائلة على تحويل العمل الشاق إلى شخصية تخدم رؤية المخرج بسلاسة تامة.
2/ إيزابيل أوبير
شجاعة ومذهلة، أحياناً مخيفة وأحياناً أخرى غريبة الأطوار؛ لعبت إيزابيل أوبير أدواراً مدهشة في حياتها المهنية، تنتقل دون عناء من البكاء إلى الصراخ، ومن أقسى القصص إلى أكثرها روعة. مثلت في 50 فيلماً خلال هذا القرن فقط، إنتاجية تتحدث عن طموحها وشعبيتها، ولكنها تشير أيضاً إلى نهم وجوع يمكنك أن تراه في تمثيلها.
أوبير بارعة جداً في الخلط بين الرموز المعتادة للضعف الأنثوي وتأكيد الذات الأنثوي، في افتراضات تتحدى مصادر صلابة وهشاشة المرأة. وأفضل مثال على ذلك هو دورها في “Comedy of Power”؛ حيث تلعب دور قاضية تعمل على استئصال الفساد في النخب السياسية والاقتصادية في فرنسا.
لقد كانت الأدوار التي عرضت على أوبير والتي سعت هي إليها مفيدة في تكوين نشأتها. في بداية حياتها المهنية عملت مع صانعي أفلام؛ مثل جان لوك غودار، ومويس بيالات، وبالطبع شابرول الذي أعطاها مساحة إبداعية كي تتطور. لم يكن بإمكانها أن تحظى بأعمال مماثلة في السينما الأمريكية؛ حيث من النادر أن تكون الشخصيات غامضة وغالباً ما يتم تشكيلها من خلال ضرورات العمل.
1/ دينزيل واشنطن
دار الكثير من الجدل حول كل المراكز في هذه القائمة؛ ولكن لم يكن هنالك أي تردد أو نقاش حول المركز الأول. دينزيل واشنطن يتخطى الفئات، عملاق الشاشة المحترف والرقيق والحساس، الذي يتمتع بخبرة وتدريب مسرح المدرسة القديمة وحضور النجم السينمائي؛ يمكنه أن يلعب دور شكسبير ودور أوغست ويلسون، دور النذل أو البطل.
وهو أحد أعظم الممثلين لدور الشخص العادي؛ فمن يمكن أن ينسى عمله في فيلم “Unstoppable” عام 2010، وفيلم “The Taking of Pelham 123” عام (2009). إنهما فيلمان صاخبان من إخراج توني سكوت، لا يعتبر أي منهما عملاً عظيماً؛ ولكنني لا أمل من مشاهدة واشنطن فيهما.
إنه يجعل التمثيل يبدو مثل التنفس؛ لذلك كان مثالياً عندما لعب دور إيسي راولينز في فيلم “Devil in a Blue Dress”، كان دوراً مبكراً وحاسماً، فمنذ ذلك الحين لعب الكثير من الشخصيات التي تمثل القانون أو الجريمة، أو جسد شخصيات تقف في المساحة بينهما. أصبح “واشنطن” الطوطم المهيمن على نوع معين من السلطة الذكورية؛ مثل جون واين، وكلينت إيستوود، من قبله. يمكن لواشنطن أن يعبر عن ضعف مؤلم، ويمكنه أن يقف كعملاق يلوح في الأفق.
مثل جميع النجوم، يبدو تمثيل واشنطن أنه لا ينفصل عن جاذبيته، وهو مزيج مغر؛ لكنه قد يطغى على الأفلام، مثل فيلم “Training Day” للمخرج أنطوان فوكوا، حيث ظهر واشنطن في دور محقق سيئ متفلت، وجذاب ومخيف؛ ولكنه أكبر من الحياة إلى درجة أنه يقزم الفيلم. في فيلم “Flight” تعمق جاذبيته مأساة شخصيته؛ فهي تضفي شيئاً من التباهي على مشيته، ولكنها جزء من كيانه المتداعي.
ربما يكون أحد مقاييس قوته هو مدى كونه دائماً أفضل من الأفلام التي يشارك فيها. فعلى مدى أعماله المتميزة -المدربون ورجال الشرطة ورجال العصابات والمحامون- هنالك لحظات قليلة تظهر فيها هذه الموهبة العملاقة بشكل كامل.