سوليوود «متابعات»
منذ سنوات قليلة بدأت المنصات الإلكترونية في الظهور، والوجود الفعلي بشكل كبير على الساحة الفنية، بل تطور الأمر مؤخرا وأصبحت هناك أعمال تنتج خصيصا للعرض على تلك المنصات. واستطاع مهرجان القاهرة السينمائي مواكبة ذلك التطور منذ عدة دورات من خلال مشاركة شركة «viu» في دعم مشروعات الشباب السينمائية. وفى الدورة الثانية والأربعين انضمت منصة «watch it» إلى المهرجان لتمنح جائزة يوسف شاهين خمسة آلاف دولار.
عن وجود تلك المنصات في مهرجان القاهرة يتحدث نقاد السينما.
قال الناقد الفني سمير الجمل: «في كل فترة يحدث نوع من التطور الذي لا بد على الجميع التفاعل معه ومواكبته، لخروج أفضل نتيجة ممكنة للجمهور، وهذا طبيعي لمواكبة تطور العصور، ولذلك وجود المنصات الإلكترونية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأي شكل ذكاء من إدارة المهرجان ورؤية صائبة منهم، لأن وجود المنصات في الساحة الفنية الآن أصبح أمرا واقعا، وإشراك المهرجان لها كداعم للأعمال الفنية أمر في غاية الحكمة، لأن تلك المنصات أصبحت موجودة بقوة، ولابد من الاستفادة منها وتضافرها مع كل الأشكال الداعمة للفن بشكل عام ولصناعة السينما بشكل خاص، حتى لو كان هناك تبادل للمنافع، فذلك ليس عيبا بل ذكاء فنى يدل على اهتمام إدارة المهرجان بدعم السينما بكل الأشكال الممكنة».
وأضاف الجمل: «وجود المنصات الإلكترونية في مهرجان القاهرة يدل على أن هذه المنصات ليست ضد صناعة السينما ولن تسحب البساط منها، وأن المقبل ليس إنتاج أفلام للعرض خلال تلك المنصات وإغلاق دور العرض كما يتخوف البعض، بل يدل على أنها منصات مكملة للسينما بشكل أو بآخر، وأنه لا يمكن إلغاء دور العرض لصالح تلك المنصات، بل هي شكل من أشكال التطور الذى يواكب كل عصر، فلكل شىء تطور لا يمكن أن يلغي أصل الشىء نفسه».
بينما قال الناقد الفنى محمود قاسم: «وجود المنصات الإلكترونية في المهرجان هذا العام أمر صحي وطبيعي جدا، لأنها أصبحت موجودة بشدة فى الواقع الفني، ووجودها في المهرجان متوقع وليس بجديد، فمنذ عامين ظهرت شركة viu، واليوم زاد ذلك الوجود بحكم زيادة المنصات، وكان على إدارة المهرجان الواعية التعاون معها لتحقيق أقصى فائدة لصناعة السينما، بدليل وجود المنصات كداعم للمشروعات السينمائية سواء التي سيتم إنتاجها أو الفائزة بإحدى الجوائز، فكلتاهما تمثل شكلا من الدعم الفنى، وتدل على أن المنصات سيكون لها الوجود الأكبر فى المستقبل السينمائي، ولابد من الاستفادة من ذلك الوجود في دعم السينما بشكل أكبر، وبالتأكيد أنا مع أي شىء يدعم صناعة السينما، ومن شأنه خروج أفلام أكثر جودة للجمهور، وأعتقد أن وجود المنصات الإلكترونية في الساحة الفنية السينمائية سيكون له دور كبير فى زيادة جودة الأفلام السينمائية في الفترة المقبلة».
كما قال الناقد محمد عاطف: «وجود المنصات فى مهرجان القاهرة شىء طبيعي، وإدارة المهرجان مهتمة بالجانب الخاص بالسينما كصناعة وتجارة، والمنصات أصبح نجمها صاعدا في المجال السينمائي بدرجة كبيرة، ولذلك طبيعي وجودها في المهرجان، وعلى مدار 3 سنوات أصبحت المنصات موجودة بشكل واضح، وأصبح وجودها بشكل أكبر هذا العام، وأصبحت واقعا فرض نفسه، وهذا سلاح ذو حدين، وهو في ميزان يجعل المهرجان أقل بيروقراطية وأكثر انفتاحا، وقادرا على الحصول على أنواع مختلفة من الدعم، وهذا شىء مهم، لكن لا بد من الانتباه للمحتوى الذى تقدمه وتدعمه تلك المنصات، ولا يجب أن يكون محتوى يراعي الترفيه فقط، ويجب أن يكون به درجة من العمق ومناقشة الموضوعات الاجتماعية. ودائما أنا مع الوجود العادل، بمعنى وجود عدة منصات وألا يقتصر على منصة واحدة. والمنصات ليست منافسة للسينما ولا يمكن أن تكون بديلا لها، بل وسيلة جديدة لا بد من مواكبتها والاستفادة منها لصالح الصناعة بشكل عام».