سوليوود «خاص»
أشاد المخرج السعودي عبدالمحسن المطيري، بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها وزارة الثقافة السعودية، وهيئة الأفلام، لدعم الصناعة السينمائية في السعودية، من خلال إنشاء معاهد فنون، وخلق جو مؤسساتي مستمر، بجانب تبني الكثير من الأفلام التي خلقت جوًا وحراكًا سينمائيًا في المملكة.
كان ذلك خلال جلسة افتراضية تحت عنوان «خريطة السينما الخليجية»، ضمن برنامج «ميكروفون»، تحدث فيها بجانب المخرجة السينمائية العمانية مزنة المسافر، والمخرج السينمائي الكويتي داوود الشعيل، استضافها مركز القطارة للفنون يوم أمس الأربعاء الموافق 9 من شهر ديسمبر الجاري.
وتناولت الحلقة التي أدارها الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد، حال السينما الخليجية في الوقت الراهن، والتحديات التي تواجهها وطموحاتها في المستقبل. وأوضح المخرج عبدالمحسن المطيري، أن السينما الخليجية وصلت إلى مستوى مقبول مقارنة بالمراحل الماضية، ولكن هذه الخطوات الإيجابية لا تزال في بدايتها، وتحتاج إلى المزيد من العمل الجاد، للتأثير على الجمهور العالمي، بعيدًا عن الجمهور المحلي في منطقة الخليج. من جانبها أكدت المخرجة مزنة المسافر، أن قلة المحاولات السينمائية ليست بالمشكلة الكبيرة، لأن الفن يأتي وينبع من المجتمع وقصصه، وليس من خلال النظام، لذلك نحتاج إلى مزيد من الوقت لينضج المجتمع وينفتح نحو الفن لتقديم قصصه، مشيرة إلى أن السينما الخليجية بدأت تسلك الاتجاه الصحيح، ومسألة الوقت الذي تصل فيه إلى مرحلة النضوج الكافي تعتمد على الظروف المحيطة بالصناعة. وفي نفس السياق قال داوود الشعيل: «أتمنى أن يكون لدينا بصمة على المشاهدين من حول العالم، بحيث يتحدثون عنا وعن نجومنا كما تحدثنا وتأثرنا بالسينما العالمية مثل الكورية والصينية والهندية وغيرها».
وحول الدعم المقدم من الجهات الرسمية لصناعة السينما، أكد عبدالمحسن المطيري، أن جميع الأفلام التي عرضت في السينما السعودية ومن خلال تطبيقات البث الإلكتروني كانت مرتبطة بمصادر دعم سواء من المهرجانات مثل مهرجان البحر الأحمر، ومهرجان أفلام السعودية، أو من بعض المنصات مثل نتفليكس، وهذا في الحقيقة لا يحقق الهدف المطلوب على المدى الطويل، وستبقى الصناعة تراوح في مكانها طالما أنها تحت رحمة الدعم الحكومي؛ لذلك نأمل أن تستقل صناعة السينما بذاتها، من خلال وجود الشركات والقطاع الخاص فيها بقوة، وجعلها هدفًا للاستثمار الدائم، وهو ما أكده المخرج داوود الشعيل قائلاً: «الصناديق الداعمة لا تصنع سينما مستديمة، لذلك نأمل توجه القطاع الخاص للدخول في المجال بشكل أكبر»، مبيّنًا أن لديه تجربة مع أحد الصناديق الداعمة لرواد السينما، الذي توقف بسبب بعض الإجراءات الإدارية، مما أدى إلى توقف دعم صناع الأفلام والسينما في الكويت، إلا أن إصرار السينمائيين الكويتيين أدى إلى استمرار الإنتاج.
وعمَّا يثار حول أزمة السيناريو في الخليج، أوضح المطيري أن المنطقة الخليجية لديها مخزون خام وكبير من الأدب والروايات، وهناك فرصة كبيرة لتحويل هذا المخزون الأدبي إلى أعمال فنية، مؤكدًا أن كتاب السيناريو في السعودية مشكلتهم إدارية أكثر من كونها فنية بسبب الإجراءات النظامية والإدارية التي تأخذ من الكاتب مجهودًا كبيرًا قبل إنهائها. بدورها بيَّنت مزنة المسافر، أن مشكلة صناع الأفلام والمخرجين في الخليج هي عدم القراءة الجيدة للنصوص، لذلك نلاحظ ركاكة في المواضيع والحوارات، على الرغم من جودة الأمور التقنية الأخرى، لذلك أعتقد أن صانع الفيلم لا بدَّ أن يكون لديه اهتمام ودراية بمختلف الفنون الثقافية الأخرى، مشددة على أن تستند الأعمال إلى الأدب العربي والتراث المحلي لتخرج الأفلام بشكل أفضل وجذاب للمشاهد.