سوليوود «متابعات»
العالم قرية صغيرة، أو هكذا صار بسبب الإنترنت؛ لكن قبل ذلك كانت وسيلة تواصل الناس هي الفنون المرئية التي تجوب العالم يومًا خلف الآخر، بدأ الأمر بالعروض البهلوانية، مرورًا بالكاريكاتير المصور في الصحف والمجلات، وصولًا إلى السينما العبقرية؛ لاحقًا ظهرت ألعاب الفيديو التي كانت الامتداد غير المباشر للسينما، وأدخلت فن الإخراج في كل شاشة صغيرة في كل منزل على مستوى العالم.
مع الوقت؛ اندمجت السينما أكثر وأكثر مع ألعاب الفيديو وخرجت علينا بألعاب بعضها كانت حديث الناس بسبب رداءة التجربة المُقدّمة، وأخرى ممتازة مأخوذة عن أفلام سينمائية عملاقة.. واليوم معنا قائمة بأهم خمسة ألعاب مقتبسة عن أفلام، وكانت اقتباسات موفقة وتجربة ممتعة للغاية:
Blair Witch
إذا كنت لا تعلم هذا الفيلم، فربما فوت على نفسك واحدًا من أجمل الأفلام ذات الميزانيات المحدودة في تاريخ السينما حصرًا!
صُنع الفيلم بميزانية لم تتخطَ الـ 60 ألف دولار أمريكي، وحقق إيرادات عالمية تجاوزت الـ 250 مليون دولار، ولهذا فإن الفيلم فعلًا مميز، لكن بعيدًا عن الميزانية والإيرادات، فإنه بالتأكيد القصة هي المحرك الأول والأخير لتحقيق كل هذا النجاح منقطع النظير، وهي القصة نفسها التي استطاعت اللعبة أن تقتبسها وتقدمها في هيئة إحدى ألعاب الفيديو المندرجة أسفل تصنيف “الرعب النفسي”.
بطلة القصة هي السيدة Ellis Lynch، خبرتها في الحياة العسكرية جعلتها نظامية وانضباطية إلى أقصى حد، وعملها السابق كضابطة شرطة فعل المثل بالضبط. الآن قررت الانضمام إلى فريق بحث مهمته هي إيجاد طفل مفقود في غابة Black Hills الموحشة.
فهل ستجده دون خسائر؟
Middle-earth: Shadow of War
إذا كنت من قرّاء الأدب، وتحديدًا أدب الفانتازيا، فستعرف أن تولكين هو الأب الروحي للفانتازيا حصرًا، وأعماله هي التي ألهمت ج. ك. رولينج نفسها لعمل تحفتها الفنية الخالدة: هاري بوتر.
اشتهر تولكين بتقديم سلسلة ذا هوبيت وسلسلة سيد الخواتم، وتم تحويل كل منهما إلى سلسلة أفلام سينمائية عملاقة. وبناءً على العالم الخيالي لـتولكين؛ قرر استوديو Monolith Productions تطوير واحدة من ألعاب الفيديو التي تنتمي إلى عالمه، لكن مع الاعتماد بنسبة أكبر على رواية Legendarium التي تدور أحداثها زمانيًّا ومكانيًّا بين السلسلتين.
عند البدء في اللعبة ستجد على الفور الأجواء السينمائية أمامك، وكأن سلسلة سيد الخواتم”بُعِثت من جديد خارج شاشات السينما، وتجسدت أمامك في المنزل. لن نحرق قصة اللعبة، لكن الذي نؤكد عليه هو أنها فعلًا مقتبسة لكل العوامل البصرية والحماسية التي تميزت بها الأفلام.
وبالرغم من أن أحداثها تقع بين هذا وذاك؛ إلا أنها مميزة بشكلٍ مبهر. الأجواء العامة مألوفة للغاية ولا يمكن إنكار ذلك، لكن من الناحية الأخرى الوحوش المقدمة بجانب الأبطال الذين يحاربونهم في الأساس، كلها جديدة تمامًا ومبصوغة بعوامل نفسية مختلفة عن العوامل التي صنعت الشخصيات التي اعتدنا عليها في الأفلام مثل بيلبو باغينز وفرودو وغيرهم.
Jurassic World Evolution
أجل.. إنها واحدة من أثقل ألعاب الفيديو على المستوى الجرافيكي، وتسببت في الكثير من الشكاوى من قِبل أصحاب أجهزة الحواسيب الشخصية، لكن على كل حال هي لعبة مميزة فعلًا، واستحقت لها مكانًا محفوظًا في قائمة اليوم.
سلسلة الحديقة الجوارسية هي أبرز سلاسل الخيال العلمي الأدبية التي يمكن أن يقرأها المرء في حياته حصرًا، وانتقالها من صفحات الكتب إلى شاشات السينما على يد المخرج ستيفن سبيلبيرغ فعلًا أعطاها قيمة فنية أكبر بكثير من التي كانت ممتلكة لها بالفعل، واستطاعت بفضلها أن توضع على أرفف الأعلى مبيعًا في مختلف المكتبات بسهولة وقت صدورها، ولسنين طويلة أيضًا.
إنها لعبة محاكاة عالم مفتوح من الطراز الرفيع، حيث يستطيع اللاعب فيها أن يتقمص شخصية أي كائن حي في العالم، سواء كان هذا الكائن من البشر أو من الديناصورات المتجولة بكل أنحاء الحديقة. لذلك اللعبة أقرب إلى نظام التحكم الشامل أكثر منها إلى نظام اللعب المبني على التجول فقط.
هي مثل Sim City، أو الألعاب المهتمة بجعل اللاعب متحكمًا في كل شيء من أخمص القدم وحتى منبت الشعر، ويجدها الكثيرون مثيرة للاهتمام فعلًا، ولذلك أغلب الذين لعبوها وشاهدوا سلسلة الأفلام بالفعل، وجدوا أنها تجربة مميزة بشكلٍ عام، وبمعايير خاصة.
Star Wars Jedi: Fallen Order
المميز في اللعبة ليس القصة نفسها فقط، بل أيضًا ميعاد الإصدار. إنها من ألعاب الفيديو النادرة التي استطاعت الصدور في نفس الوقت تقريبًا مع آخر أفلام السلسلة المقتبسة عنها. أجل، هذا ما حدث مع اللعبة، حيث صدرت في نوفمبر 2019، بينما صدر الفيلم الأخير في سلسلة Star Wars بالسينمات في ديسمبر من نفس العام، وحصل على اسم Star Wars: The Rise of Skywalker.
حصدت اللعبة تقيمات مرتفعة وأخذت مفهوم حرب النجوم إلى مستوى آخر تمامًا، واستطاعت تقديم تجربة جرافيكية وسردية من الطراز الرفيع؛ حيث إن الألعاب السابقة افتقرت إما للقدرات البصرية الجيدة، أو للحبكة التي تدفع اللاعب للاستمرار باللعب من الأساس، بالطبع بها بعض السقطات هنا وهناك، لكنها تمر على أي حال في مقابل التجربة الإجمالية الحابسة للأنفاس فعلًا.
كما أنها مشابهة جدًا لألعاب Souls على صعيد الصعوبة وأسلوب اللعب، مما يجعلها أقرب إلى قلوب اللاعبين المعتادين على الموت آلاف المرات في سعادة، بينما تمثل اللعبة لهم حائطًا ليس بالسهل اجتيازه.
ويجب تسليط الضوء على القصة بعض الشيء، ففي بعض المشاهد يكاد اللاعب يُجزم أنها منتمية تمامًا إلى عالم حرب النجوم، وحتى إلى الروايات القديمة التي تم بناء سلسلة الأفلام عليها، وفي مشاهد أخرى يكاد يُجزم بالعكس تمامًا، وأن ما يحدث أمامه مختلف تمام الاختلاف عن أقصى توقعاته جموحًا حتى؛ لذلك استطاعت اللعبة تقديم حبكة متماسكة، جاذبة، وبكل تأكيد فهي مستحقة لكل دقيقة من وقت اللاعب.
Marvel’s Avengers
بالرغم من السقوط الواضح للعبة لدى الجمهور؛ إلا أنها من ألعاب الفيديو القليلة والمحدودة للغاية التي استطاعت تقديم تجربة قابلة للعب ومبنية على سلسلة أفلام Avengers الشهيرة، والمأخوذة بدورها عن كوميكس مارفيل التي تحمل نفس الاسم.
سبب سقوط اللعبة من وجهة نظر الجمهور هو أنها لم تحتوِ على شخصية سبايدرمان، حيث إن حقوقها مع شركة سوني بالفعل منذ زمنٍ طويل. لكن عند ترك هذا العامل جانبًا، سنجد أن اللعبة فعلًا تستحق أن تجربها، وستجد فيها عالمًا مشابًا بدرجة كبيرة لعالم الأفلام، مع شخصيات ستستمتع باللعب بها للغاية.
أجل.. لم تقدم سبايدرمان للجمهور، وتسببت في غضب البعض بسبب المشاكل التقنية، لكن في النهاية تبقى مسألة شراء الحقوق مسألة معقدة جدًا، كما أنه تم حلّ المشاكل التقنية بالكامل لاحقًا عبر إصدار تحديثات دورية جعلتها أفضل، خصوصًا على أجهزة الحاسوب الشخصي.