سوليوود «متابعات»
بعد عرضه الأول ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، أثار فيلم «حظر تجول» الذي تلعب بطولته الفنانة إلهام شاهين ردود فعل متباينة، علما أنه الفيلم المصري الوحيد المشارك في مسابقة المهرجان الرسمية، وفقا لسكاي نيوز عربية.
ورأى بعض النقاد أن هناك جرأة في قضايا جرائم الجنس العائلية التي يناقشها الفيلم، بينما اعتبره آخرون بمثابة حجر صغير ألقي في مياه راكدة، ربما يدفع المشرع المصري إلى تشديد عقوبة هذا النوع من الجرائم المسكوت عنها لأسباب اجتماعية.
مخرج الفيلم أمير رمسيس تحدث عن كواليس تحضيره لـ«حظر تجول»، لافتا إلى أن أحداثه تدور في إحدى ليالي خريف 2013 خلال فترة حظر التجول الذي شهدته مصر عقب ثورة 30 يونيو.
جرأة الطرح
أكد رمسيس لموقع «سكاي نيوز عربية» أنه لم يشعر مطلقا بالقلق من تناول قضية جرائم الجنس العائلية في السينما المصرية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة «موجودة في المجتمع ولا بد من معالجتها».
وتابع: «كلما واصلنا السكوت عنها كلما تحولت إلى وحش وهمي يصعب مواجهته”، مشددا في الوقت ذاته على أن “الصمت على مثل هذه الجرائم هو الخطر الأكبر، لا طرحها للنقاش والبحث عن حلول».
وقال المخرج السينمائي: «حينما بدأت القراءة عن حوادث تدخل تحت إطار جرائم الجنس العائلية في الأوساط الاجتماعية، كان المؤلم بالنسبة لي الصمت والتواطؤ الأسري فيها. من هنا فكرت في نقل القضية على نطاق أوسع للنقاش، وأعتقد أن هذا يمكن أن يشجع الناس على الحديث والخروج من دائرة الصمت».
وحول جرأة طرح هذا النوع من القضايا الاجتماعية والأخلاقية، علق المخرج: «القضية موجودة بكثرة في مجتمعاتنا، وهناك شهادات تنشرها الصحف لمن تعرضن لمثل هذه الجرائم، وخلال الأعوام الأخيرة قرأنا اعترافات تتعلق بموضوع الفيلم تتضمن حوادث مفزعة أكثر مما جاء في حظر تجول بمئات المرات».
السينما مساحة التقاء
وأكد رمسيس أنه لا يخشى أي انتقاد أو هجوم، لأن أي موضوع مسكوت عنه بمجرد الكلام فيه ووضعه على طاولة النقاش، يعد في حد ذاته وسيلة لمحاربة أي جريمة أو خطأ لا يقترب منه أحد، وأي موضوع أو قضية يسكت عنها الناس، لا يبحثون عن حلول لها ومن ثم تتكرر، ومجرد إلقاء الضوء على الظاهرة يشجع الضحية على الكلام وعدم الخوف، وخروج مثل هذه القضايا للنور دور من أدوار الفن.
وقارن رمسيس بين الموقف من فيلمه الحالي«حظر تجول» وفيلمه السابق «يهود مصر»، مشيرا إلى أنه عندما طرح فيلم يحكي عن حياة اليهود المصريين قوبل بهجوم شديد في بداية الأمر، لكن بعد عرض الفيلم طرحت القضية للنقاش، مشددا على أن ظهور الموضوع إلى السطح ساهم في نقاش مجتمعي حول قضية اجتماعية مهمة.
وعن قدرة فيلمه على تغيير الوضع الحالي ولفت نظر المشرع لتشديد عقوبة تلك الجرائم، قال رمسيس: أغلب جرائم الجنس العائلية لا تصل إلى الشرطة إلا في حالة ارتباطها بجريمة أخرى مثل العنف الأسري، لكن هناك حوادث يحدث فيها حمل ولا يتحرك أحد وعادة ما يتم التستر عليها.
وتابع: أنا معني بالإنسان أكثر من المشرع، مهمتي أن يتكلم الضحايا ولا يخافون الفضيحة، وأن يمارسوا حياتهم بشكل سوي لأنهم ضحايا وليسوا مجرمين.
حالة جديدة
وقالت الفنانة إلهام شاهين بطلة «حظر تجول» خلال ندوة أقيمت على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، إن الفيلم «حالة جديدة، فهو يقدم للمرة الأولى جرائم الجنس التي تقع في العائلة الواحدة، سينمائيا، وهو أمر يخجل الكثيرون من مناقشته».
والفيلم، حسب توقع النجمة المصرية، سيفتح الكثير من المناقشات، وسيدفع إلى تشديد العقوبات الخاصة بجرائم الجنس العائلية.
وتدور أحداث «حظر تجول» في خريف عام 2013 حول شخصية تدعى «فاتن» التي تخرج من السجن بعد 20 عاما، لتجد ابنتها ليلى غير قادرة على تجاوز الماضي والعفو عنها، وليس في ذهنها سوى أن والدتها قتلت والدها، في مقابل رفض تام من فاتن للإفصاح عن سبب الجريمة، مما يضع الابنة في صراع بين عقلها الرافض للأم وقلبها الذي يميل لها تدريجيا.
الفيلم تأليف وإخراج أمير رمسيس، وبطولة إلهام شاهين وأمينة خليل وأحمد مجدي وعارفة عبد الرسول ومحمود الليثي، بمشاركة الفنان الفلسطيني كامل الباشا، وبظهور خاص للمخرج خيري بشارة والفنان أحمد حاتم.