سوليوود «متابعات»
تشارك المخرجة المصرية مي زايد، بفيلمها التسجيلي «عاش يا كابتن»، بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42.
بدأت مي زايد، رحلتها في عالم السينما عام 2010، بالمشاركة في فيلم «حاوي» كمساعدة تحت التمرين مع المخرج إبراهيم البطوط، وفي 2013 شاركت في كتابة وإخراج وإنتاج وتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول «أوضة الفيران» بمشاركة 5 مخرجين آخرين، والذي عُرض في مهرجان دبي السينمائي عام 2013.
ويرصد فيلم «عاش يا كابتن» رحلة سعي «بيبة» صاحبة الـ14 عاماً، لتحقيق حلمها بأن تكون بطلة العالم في رفع الأثقال، مثل ابنة مدربها «نهلة» بطلة العالم السابقة ورائدة اللعبة في إفريقيا، من خلال التدريب يومياً تحت إشراف كابتن «رمضان» بشوارع مدينة الإسكندرية.
حلمٌ قديم
وقالت مي زايد، لصحيفة «الشرق»، إن فكرة الفيلم راودتها قبل 13 عاماً تقريباً، عقب فوز نهلة رمضان ببطولة العالم في رفع الأثقال، إذ أثارت هذه الحكاية اهتمامها الشديد ورغبتها في معرفة حجم قوة الفتيات في هذه الرياضة.
سافرت زايد إلى الإسكندرية، حيث تتدرب الفتيات في مكانٍ بجانب الميناء هناك، بشأن لقاء «كابتن رمضان» لتبدأ رحلة الفيلم عام 2014، لافتة إلى أنّ التصوير استغرق نحو 4 أعوام، فيما استمرت مرحلة المونتاج عامين.
دعم المهرجانات
وأكدت مي زايد، أنها لم تحصل على دعمٍ من المهرجانات إلا في السنة الأخيرة من عملية التصوير، حتى صار العمل إنتاجاً مشتركاً بين مصر وألمانيا والدنمارك، وأضافت: «كنت أنا المخرجة والمنتجة في آنٍ واحد، وذلك لإيماني بالفكرة وإصراري على تقديمها».
وأوضحت أن مهرجانات عدّة رفضت دعمها في بداية الأمر، إلا أنها واصلت التصوير، و«لم يُقلل من عزيمتي في خروج العمل للنور إطلاقاً».
أما عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال التصوير، فكان في تدريب كابتن «رمضان» على الوقوف أمام الكاميرا، وإقناعه بأن الأمر يتجاوز فكرة الحوار الصحافي، وأنه فيلم تسجيلي عن حياته وما يقدمه مع الفتيات، إلا أنه استوعب الموقف سريعاً.
من تورنتو إلى القاهرة
وأعربت عن أملها بأن ينال الفيلم إعجاب الجمهور في عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بـ«القاهرة السينمائي»، إذ سبق وشارك في عدد من المهرجانات العالمية، منهم «تورنتو السينمائي» في دورته الـ45 التي عُقدت في سبتمبر الماضي.
وأشادت زايد بعرض فيلمها التسجيلي وسط أعمالٍ روائية طويلة في المسابقة الدولية، خصوصاً أنّ هذه النوعية من الأفلام دائماً ما يواجه صُنّاعها صعوبات بالغة في مصر، كونها لم تلقَ رواجاً جماهيرياً، فضلاً عن عدّم وجود منصة لعرض هذه الأعمال التسجيلية.
وأوضحت أن هناك حكايات لا يتناسب خروجها في شكل فيلمٍ روائي، بقدر ظهورها في فيلم تسجيلي، مستشهدة بفيلمها عاش يا كابتن»، قائلة: “سيفقد قيمته الفنية حال تحويله لفيلم روائي طويل”.
أيقونة رياضية
وشددت المخرجة المصرية على إيمانها وانحيازها لقضايا المرأة، وسعيها لدعمهن سينمائياً، لافتة إلى أن قصة فيلمها عاش يا كابتن» مؤثرة للغاية، كونه يتحدث عن فكرة «الحلم» ومساعي الإنسان لتحقيق أحلامه، موضحة أن الفتيات اللاتي يظهرن في الفيلم حصلن على مراكز متقدمة في البطولات الدولية.
وقالت زايد، إن بطلة الفيلم صنعت إنجازاً حقيقياً يستحق الاحتفاء به وأن يُحكى عنه للناس كافة، فهي أصبحت الآن أيقونة في عالم رياضة رفع الأثقال، ويتخذها العديد من الفتيات نموذجاً للاقتداء به.
مشاريع جديدة
وكشفت زايد، عن تفاصيل مشروعاتها الجديدة، قائلة إنها تعمل في الوقت الحالي على فيلم روائي بعنوان «قوس قزح لا يدوم طويلاً».
وأوضحت أنّ الفيلم شارك في ورشة الكاتبة مريم نعوم بمكتبة الإسكندرية، لكنه لا يزال في مرحلة التطوير، لافتة إلى أنّ العمل سيكون من إخراجها وإنتاجها الخاص، إلا إذا تبنت جهة ما دعمه.
وزايد تعرّف نفسها على أنها «مُغرمة بصناعة الأفلام، وتسعى لوضع بصمات بارزة في هذا المجال، في ظل وجود العديد من الأعمال التي تسعى لتنفيذها في المستقبل»، موضحة أنها تأثرت بعدد كبير من المخرجين الكبار وبأعمالهم، منهم الراحل محمد خان.