سوليوود «متابعات»
صوفيا لورين في السادسة والثمانين من عمرها. صاحبة رصيد كبير من الأعمال (نحو 90 فيلماً ودزينة من الإنتاجات التلفزيونية) وحضور في تاريخ السينما تتمناه لنفسها أكثر من ممثلة. فهي وُلدت نجمة وتبوأت النجومية لعقود وما زال لها اسم رنّان إلى اليوم.
«الحياة القادمة» لن يدخل التاريخ كأحد أفضل أفلامها، لكنه على الأقل برهان على أنها ما زالت تستطيع استلهام اللحظات العاطفية والتعبير عنها على النحو الذي اعتادت عليه. هناك صدق في تعابيرها ورقّة مشهودة حين تتواصل مع شخصيتها أو مع الشخصيات المحيطة بها.
ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط «الحياة المقبلة» مأخوذ عن حكاية وضعها رومان غاري وأوغو شيتي بعنوان «مدام روزا» وأقدم المخرج موشي مزراحي على تحويلها إلى فيلم بالعنوان نفسه سنة 1977 الذي توّجته أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في العام التالي بأوسكار أفضل فيلم أجنبي.
في صلبها هي حكاية صبي مسلم (جزائري في فيلم مزراحي وأفريقي أسود هنا) يعيش في بلدة باري الإيطالية (عوض باريس) في الزمن الحالي (عوض الأمس غير البعيد). اسمه الحقيقي محمد (يؤديه جيداً إبراهام غواي) ولو أنه يفضل أن يُنادى باسم مومو. هناك طبيب طيّب اسمه كووَن يحاول مساعدته فيأخذه إلى بيت مومس سابقاً اسمها مدام روزا (لورين في الدور الذي لعبته سيمون سنيوريه في الفيلم السابق) التي ترفض رعايته لكنها توافق مقابل 750 يورو في الشهر ولمدة شهرين فقط.
كالمعتاد في مثل هذه الحالات، فإن كل من الشخصيتين روزا ومومو متناقضان والعلاقة بينهما تبدأ بمشاكل متوالية. ليس فقط إنها يهودية وهو مسلم (ولو إنه لا يمارس شعائر دينه) بل أساساً لأنه يكره الناس ويؤمن بأن تحقيق ذاته لا يتم إلا بالقتال. هناك رجل مسلم صاحب دكان تحف ومخطوطات (باباك كريمي) يحاول إرشاده لكن الصبي يفضل التحوّل إلى مروّج وبائع مخدرات لإيطالي اسمه كاربنييه. في هذه المرحلة الشاملة من الفيلم فإن الكثير من الدراما تأتي مثقلة بالمواقف غير القابلة للتصديق وبينها أن مومو يتصرّف بسلوكيات ومفاهيم من هم أكبر سناً منه.
الفيلم يحمل تعليقاً بصوت مومو مكتوب لمن هم أكبر سناً وأكثر تجربة منه. لكن الأهم هو أن ثلثي الفيلم يبدو سياحياً وبلاستيكياً في أحداثه وفي مشاعر شخصياته. عند الثلث الأخير ترتفع رسالته فإذا بمدام روزا تحتاج إلى محمد، ومحمد يحتاج إلى روزا في لقاء ذي زاوية لا يمكن إلا الترحيب بها.