سوليوود «متابعات»
احتفل الفنان المصري الكبير سمير صبري، بتوقيع سيرته الذاتية، والتي حملت عنوان «حكايات العمر كله»، الصادرة عن «الدار المصرية اللبنانية»، مساء أول من أمس في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وأدار اللقاء كل من الإعلامي مفيد فوزي، وعالم المصريات زاهي حواس، وبحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام، من بينهم يسرا، وليلى علوي، وإلهام شاهين، وشقيقها أمير شاهين، ورانيا فريد شوقي، والكاتبة فريدة الشوباشي، بالإضافة إلى حضور الفنانة المصرية الكبيرة نيللي التي اختفت عن الأضواء خلال السنوات الأخيرة وظهرت في حفل توقيع الكتاب.حسب ماذكرت صحيفة الشرق الاوسط.
«حكايات العمر كله»، يتكون من 300 صفحة من القطع المتوسط، ويسرد فيه سمير صبري قصصاً ومواقف خاصة مر بها في حياته الفنية والإعلامية، كاشفاً فيها عن أسرار تعلن لأول مرة عن أغلبية الشخصيات التي تعامل معها في حياته من مطربين، وممثلين، ورجال سياسة، مصريين وعرب وأجانب، من بينهم داليدا، وروجر مور، وإليزابيث تايلور، السلطان قابوس، والشيخ زايد، ووردة، وصباح، ونادية لطفي، وسعاد حسني.
وأكد سمير صبري، لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يحبذ كشف أسرار وحكايات خاصة عن حياته الشخصية أو حياة غيره من أصدقائه في سيرته الذاتية؛ لأنه يراها دوماً «خطاً أحمر» لا يجب الاقتراب منها، ورفض الإفصاح عن أسماء الفنانات الثلاث اللاتي أحبهن، وتمنى الزواج منهن، ولكنه في سرد الكتاب تحدث عن زيجته السرية من إحدى السيدات الأجنبيات قائلاً «سافر أستاذي وأوصاني أن أوصل خطاباً لصديقته الإنجليزية، التي كانت تدرس في مدرسة البنات، ومع الوقت بدأت قصة حب بيننا، وعندما تخرجت وذهبت للقاهرة، عشت معها قصة حب ووفاء نادرة، وطلبت صديقتي الزواج، ففكرت في المسألة، كيف أصارح والدي الذي يعمل سفيراً بوزارة الخارجية، فغامرت وتزوجتها في السر». يتضمن الكتاب عشرات المواقف الكوميدية التي مر بها سمير صبري في حياته، من بينها موقف وصفه بأنه «لا ينسى مطلقاً»، عندما أقنع صبري الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لمدة عام كامل بأنه شخص أميركي ويدعى «بيتر» بعدما انتقل للسكن معه في المبنى نفسه، وساعده في ذلك إجادته للغة الإنجليزية ومظهره الخارجي. وقال صبري «حررت الكتاب، الصحافية المصرية فتحية الدخاخني، بمنتهى الدقة، حيث كتبنا عن نحو 70 شخصية، وقد حرصت على أن أتحدث عنهم بصدق كامل».
ورغم أن صبري تحدث في سيرته عن عشرات الشخصيات الفنية، فإن الفنانة نادية لطفي كان لها مكانة خاصة بقلبه، بحسب وصفه، مؤكداً «كانت صاحبة مواقف بطولية لا تنسى، من بينها سفرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 أثناء حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات».
كما كان للسياسيين نصيب وافر في «حكايات العمر كله»، وبالتحديد الملوك والرؤساء العرب، وتحدث صبري عن السلطان الراحل، قابوس بن سعيد، سلطان دولة عمان، والذي أجرى معه صبري أول حوار تلفزيوني في سبعينات القرن الماضي، ليكون بذلك أول إعلامي عربي يجرى معه حواراً تلفزيونياً في سلطنة عمان.
ويرى كتاب مصريون، من بينهم محمود عبد الشكور، أن الفنان والإعلامي الكبير سمير صبري يعد جزءاً من تاريخنا وإرثنا الثقافي والفني، ربما الأجيال الحالية لا تعرف قيمة وقدر هذه الشخصية مقارنة بالجيل الذي يبلغ من العمر حالياً 60 عاماً، والذي تربى على برامجه التي ساهمت في نجاح التلفزيون على غرار برنامج «النادي الدولي»، فهناك مئات الكتب والسير الذاتية التي تحدثت عن المشاهير، وعدد كبير منهم كانوا مدعين فيها، ولكن سمير صبري صادق لكونه شاهداً على العصر الذي يسرد تفاصيله في مذكراته».
وأضاف عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط» قائلاً «كتاب (حكايات العمر) من أروع ما قرأت في السنوات الأخيرة؛ لأنه مليء بالأحداث والمعلومات الجديدة والخاصة التي لا يعلمها الكثيرون بما فيهم العاملون في الوسط الفني والإعلامي، فهي بحق خلاصة حياة سمير صبري الفنية، وأثبت صبري لكل من قرأ السيرة بأنه حكّاء بارع، ولديه أسلوب رائع في السرد والتشويق».
وأفاد بأن سمير صبري كان نجماً في زمن كبار النجوم، فلم يكن مجرد فنان ناجح في زمن متوسط، إنما كان فريداً من نوعه، وناجحاً في التمثيل والإعلام، حتى حين اقتحم مجال الغناء قدم أغنيات خفيفة ورائعة ونافس المطربين في إحياء الأفراح، ودخل مجال الإنتاج الفني، وكان يشرف بنفسه على تعليق ملصقات أفلامه في الشوارع». وعن أبرز قصص الكتاب التي تعلق بها عبد الشكور يقول «آلمتني قصة الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي تم حجزها في مصحة للتخسيس بعد عرض فيلم الراعي والنساء، وقرر الفنان عمر الشريف التكفل بمصاريف علاجها، ولكنها رفضت ذلك بعزة نفس، وطلبت من سمير صبري أن يكون وسيطاً مع المخرج علي بدر خان، من أجل حصولها على نصيبها من أرباح بيع نسخ فيلم الراعي والنساء باعتبارها شريكة في الإنتاج بأجرها». وقال الناشر محمد رشاد «سعدنا بنشر مذكرات سمير صبري، متعدد المواهب، وكان عنوان الكتاب في البداية حكايات أبو سمرة، لكن تم الاستقرار في النهاية على حكايات العمر كله»، مضيفاً أن «الكتاب الذي استمر العمل عليه لمدة عام لحرص صبري على إخراجه في أفضل صورة، حافل بالشخصيات الكثيرة والمهمة من الفنانين والسياسيين والمثقفين».