سوليوود «متابعات»
أكد محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن وباء «كورونا» ألقى بظلاله على كافة فعاليات الدورة المقبلة للمهرجان (2- 10 ديسمبر «كانون الأول» 2020)؛ خصوصاً في عدد الأفلام المعروضة بأقسامه المختلفة (84 فيلماً)، بجانب تأثيره على حضور النجوم الأجانب الذين اعتذر بعضهم، مثل أنتوني هوبكنز بطل فيلم الافتتاح؛ لكنه أكد أيضاً حرصه على تقديم دورة قوية بأفلامها وفعالياتها.
وأشار حفظي في حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» إلى أنه يتمنى أن يفي بوعده بعدم الاستمرار في رئاسة المهرجان بعد هذه الدورة، وإن كان ذلك حسب وصفه «كلاماً سابقاً لأوانه» لانشغاله بتفاصيل الدورة المقبلة.
وعلى الرغم من انفراد الدورة الـ42 للمهرجان، بعرض نحو 20 فيلماً كعرض عالمي أول، فإنه كان قد انفرد العام الماضي بعرض 35 فيلماً مثلها. ويوضح رئيس «القاهرة السينمائي» أن «فكرة البرمجة ليست سهلة، والأهم من الانفراد بعرض عالمي أول هو جودة الفيلم، ولا بد من أن نوازن بين هذين الاعتبارين، وهو توازن صعب جداً، فنحن كمهرجان دولي مصنف فئة أولى يجب أن نعرض أفلاماً حديثة داخل المسابقة، ويشترط ألا تكون قد سبق عرضها، وهذا جانب مهم لهوية المهرجان، وخلال السنوات الأخيرة ازدادت ثقة الموزعين والمنتجين بالمهرجان، وأصبحوا يفضلون المجيء للقاهرة، وكل صاحب فيلم يفكر في مدى استفادته من المهرجان الذي يدفع فيه بفيلمه».
وعن المقابل المادي الذي يدفعه للأفلام يقول حفظي: «كافة المهرجانات تدفع مقابلاً مادياً للأفلام، فيما عدا المهرجانات الكبرى المعروفة، مثل (كان) و(برلين) و(فينسيا). بالنسبة لنا فإن مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية ودعوة صناعه لحضور المهرجان تجعل المقابل المادي ضعيفاً جداً، وأحياناً لا ندفع».
ويؤكد حفظي أن «جائحة (كورونا) انعكست سلباً على صناعة السينما في العالم وعلى المهرجانات التي من بينها (القاهرة السينمائي)؛ حيث أثرت على حضور النجوم، والتمويل، والأفلام وكافة الفعاليات؛ لكنه تأثير له وجه إيجابي، فقد جعلنا نفكر خارج الصندوق، لنرتقي بالأفلام ونختار بشكل أفضل، لذلك هبط عددها إلى 84 فيلماً من دون أن تقل في مستواها، فالأفلام المشاركة لا تقل – إن لم تكن تزيد – عن مستوى أفلام الدورة الماضية. بالنسبة لضيوف المهرجان، هناك ضيوف الصناعة، وضيوف الصحافة العربية والدولية، وقد اعتذر عن الحضور بطلا فيلم الافتتاح أنتوني هوبكنز وأوليفيا كولمان؛ لكن سيحضر من أبطاله الممثل البريطاني روفوس سيويل مع كاتب السيناريو كريستوفر هامتون، وهناك نجوم آخرون وجهنا لهم الدعوة؛ لكن تظل هناك مستجدات قد تحدث، لذلك لا نعلن عنهم إلا بعد التأكد من موقفهم».
ويكشف رئيس «القاهرة السينمائي» أنه كانت هناك احتمالية لعدم إقامة المهرجان، قائلاً: «هذه بالفعل أكثر الدورات صعوبة، فقد بدأنا الإعداد لها في شهر مارس (آذار) الماضي، وكنا نتوجس من عدم عقدها؛ لكن كان علينا أن نتوقع كل السيناريوهات، وواصلنا العمل في ظروف صعبة، ولم يُحسم الموقف إلا بعد قرار رئيس الوزراء الذي صدر في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بإقامة المهرجانات الفنية بشروط معينة».
ويتعاون مهرجان القاهرة لأول مرة مع المنصات الإلكترونية، من خلال منصة «وتش إت». وعن رؤيته لمستقبل المنصات ومدى مساهمتها في المهرجانات السينمائية، يؤكد حفظي أن «المنصات باتت شريكاً مهماً في صناعة المهرجانات، فهي تشتري حالياً حقوق الأفلام، مثل (نتفليكس) و(شاهد) و(فيو) وغيرها، ونظراً لأننا بدأنا سوقاً لمشروعات التلفزيون الدرامية من خلال (أيام القاهرة لصناعة السينما)، فإن المنصات باتت تهتم أكثر، ونقدم في هذه الدورة محاضرة بعنوان (دليل «نتفليكس» لمرحلة ما بعد الإنتاج)، وبالتأكيد نرحب بأفلام المنصات، ففيلم افتتاح الدورة الماضية (الآيرلندي) كان من إنتاج (نتفليكس)، كما أننا سنعرض على منصة (وتش إت) خلال هذه الدورة مجموعة من الأفلام القصيرة المشاركة في المهرجان، ونتمنى أن نتوسع في الدورة المقبلة لنعرض أفلاماً طويلة، بالاتفاق مع أصحاب الأفلام».
وتشهد الدورة 42 للمهرجان زيادة قيمة الجوائز التي يقدمها ملتقى القاهرة السينمائي لمشروعات الأفلام العربية خلال مرحلتي التطوير وبعد الإنتاج، لتصل إلى 250 ألف دولار، وهو ما يعتبره حفظي من أهم الأشياء التي تحققت: «هذا الدعم موجه للسينما العربية، وخصوصاً الأفلام المستقلة التي تطرح قضايا مهمة، ونجحت في أن توجد بالمهرجانات الدولية الكبيرة، وتحصد جوائز».
ويقول حفظي: «بالتأكيد استفدت أدبياً ومعنوياً من رئاستي للمهرجان؛ لكنه ألقى عليَّ أيضاً بمسؤولية كبيرة وصعبة، فالفترة التي تسبق المهرجان بشهور أكون مهموماً فيها وقلقاً جداً، والآن لا أعرف إذا كنت سأكمل أم لا، فلا أستطيع التنبؤ بالظروف المقبلة، ولكن أتمنى أن أفي بالوعد الذي قطعته على نفسي، وأتمنى أن تكون لدي رؤية أوضح بعد المهرجان؛ لأنني مستغرق في إتمام هذه الدورة، وليست لدي أي مساحة للتفكير في شيء آخر».
وعن رؤيته لأهم ما حققه، يقول: «استطعنا توفير دعم كبير لصناعة السينما وإعادة الجمهور للمهرجان، وتمكنَّا من تحقيق تواصل أكبر على المستوى الدولي مع صناع الأفلام ومع الإعلام، كما نجحنا في زيادة الميزانية من خلال الاستعانة بالرعاة ومشاركة القطاع الخاص في دعم المهرجان، وهذا أعطى جانباً تسويقياً مهماً للمهرجان».
وقال حفظي إنه يطمح – سواء بقي مسؤولاً عن المهرجان أو غادره – إلى «أن يكون وجهة يسعى إليها السينمائيون من كافة أنحاء العالم، وتكون معظم الأفلام عروضاً عالمية أولى، ويصبح أهم ملتقى لصناعة السينما في الوطن العربي، وهذا متحقق إلى حد كبير، ولكن هناك سعي للمزيد، وأن يستقطب المهرجان 100 ألف مشاهد».