سوليوود «الرياض»
كان من المأمول أن ينقذ جيمس بوند صناعة السينما هذا الخريف، لكن تمّ تأجيل إطلاق الفيلم حتى الربيع. لذا، فإنّ دور منقذ السينما يقع الآن على عاتق فيلم “القديسة مود” الأقل شهرة ولكن من المستوى نفسه.
مود (التي تلعب دورها الممثلة مورفيد كلارك) ممرضة ذات طموحات بالقداسة، إلا أنها لا تريد أن تنقذ حياة الأشخاص – إذ يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك -بل تريد أن تنقذ روحهم، وكل ما تحتاج إليه هو القليل من التوجيه الإلهي لمنحها إشارة على أنها على الطريق الصحيح.
وتعمل مود ممرضة لراقصة باليه سابقة مصابة بمرض عضال تدعى أماندا (تلعب دورها جينيفر إيل).
وتعيش المريضة المتكبرة في قصر قوطي على تلة، حيث تستضيف حفلات نهاية اليوم وتزورها عشيقتها بانتظام.
نعلم جميعنا أن الطريق إلى الجحيم معبدة بالنوايا الحسنة، لكن للأسف مود لم تنتبه إلى ذلك.
هكذا تجري أحداث فيلم الرعب المعاصر بقصة مألوفة – حكاية ممرضة متضررة نفسياً – إلا أنّ رواية القصة تتمّ بطريقة مميزة للغاية.
ووفقا لموقع بي بي سي تلعب مورفيد كلارك دور بطولة للمرة الأولى في مسيرتها.
وتؤدّي الممثلة الويلزية الدور بطبيعية: فهي لا تلعب دور مود بقدر ما تسكنها. ويتجاوز الفيلم إلى حد كبير، اعتباره مجرد فيلم دراما نفسية، ويتطور إلى كونه دراسة لشخصية شابة مضطربة، لكنها لطيفة في الأصل، تعاني من أمراض عقلية.
واستفادت كلارك من العمل مع مخرجة موهوبة للغاية، روز غلاس، التي كتبت الفيلم وأخرجته وهذا فيلمها الأول. وكانت المخرجة البالغة من العمر 31 عاماً قد أمضت السنوات الخمسة الماضية وهي ترى فكرتها تؤتي بثمارها، وخلال هذه الفترة شغلت العديد من الوظائف البعيدة تماماً عن المحيط الفني، بينها العمل كموظفة استقبال.
إنه إنجاز رائع أن تصنع فيلماً، ولكن أن يكون فيلمك الأول هو فيلماً جيداً مثل “القديسة مود”، أمر مذهل.
هناك شيء في الفيلم يشبه فيلم “ألعاب مضحكة” لمايكل هانيكي، في الطريقة التي يتربص بها التشويق المروع والمثير للقلق في كل زاوية وركن من الفيلم من دون التوصل بالضرورة إلى الحل وبالتالي الراحة.
ويزيد التوتر في كل مرة تسحب مود إبرة طولها بوصتين أو عندما تسحب ببطء قشرة من الجرح.
ولحسن الحظ، تتمتع غلاس بروح الدعابة، والتي تشاركها معنا بمرح بينما تباشر مود أعمالها.
ويتمّ إلقاء النكات حول أحجام الأعضاء التناسلية لدى الذكور وشخصية أماندا لتخفيف وطأة الأحداث والمشاهد المتعلقة بمود.
ونعلم أنه لدى مود أسرار وماضٍ يطاردها.
ولكن، ورغم وجود الكثير من الأحداث والمشاهد في الفيلم، إلا أنه لا يتم الكشف عن أي شيء على عجلة.
إنه في كثير من النواحي فيلم لا يقدم دفقة في اللون أو المشاعر، بدءا من لوحة الألوان الداكنة إلى شخصية مود الانطوائية.
في بعض الأحيان يبدأ الإحساس بالتشويق بالتلاشي.
ولكن عندما يظهر الفيلم مشاهد حركة (أكشن)، يتمّ تقديمها بكثافة مذهلة ولقطات قريبة رائعة.
ويضم الفيلم مشهدا جنسيا كفيل أن يبعدك عن الجنس مدى الحياة.
وإذا لم يكن الرعب والمشاهد التي تتضمن الإبر هو الشيء الذي تفضله، فمن الأفضل لك أن تفوّت الفيلم.
ولكن، إذا كنت ترغب في الحصول على القليل من الذعر قبل عيد الهالوين، وترغب في تقديم خدمة كبيرة للسينما المحلية، فإنني أوصي بشدة بقضاء 84 دقيقة مع القديسة مود المهووسة.