سوليوود «الرياض»
أكد عدد من السينمائيين أن افتتاح ثالث دار عرض سينمائي في مدينة جدة يعد خطوة مهمة في تطوير صناعة السينما بالمملكة، لأن انتشار دور العرض السينمائي من شأنه أن يحدث حراكا فنيا بالفن السابع عبر توفير أماكن للترفيه الثقافي، وتشجيع صناع الأفلام على تجويد منتجهم الفني، بالإضافة إلى توفير مصدر يعيد رأس المال للمستثمرين، وتحقيق أرباح مالية ومعنوية لهم وهو «شباك التذاكر»، هذا إلى جانب إتاحة فرصة أكبر للأفلام السعودية للحضور الجماهيري.
ووفقا لصحيفة اليوم كان مدير فرع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالمنطقة الغربية حمزة الغبيشي قد افتتح ثالث دار سينما في مدينة جدة «سينما موفي» بحضور عدد من الإعلاميين ورواد صناعة الأفلام في السعودية، وتم عرض فيلم «زنزانة 7» كأول عرض في دار السينما.
إثراء الصناعة
أوضح الناقد السينمائي خالد ربيع أن تدشين قاعات عرض سينمائي جديدة في جدة هو بلا شك حدث يبعث على السرور، لا سيما أن الإقبال على القاعات الموجودة، التي افتتحت خلال الفترة منذ أول عام 2019 حتى الآن أثبتت أن هناك طلبا متزايدا من الجمهور على مشاهدة الأفلام السينمائية في قاعات عامة، لذا فإن التوسع في افتتاح دور العرض أمر مطلوب يحقق أهدافا في عدة نواحٍ، أولها الترفيه الثقافي، الذي تعتبر فضائله غنية عن الذكر، وثانيها تشجيع صناع الأفلام من قبل الشباب السعودي، بل ودفعهم لتجويد منتجهم الفني، فوجود منصات عرض يعني أن هناك منافسة تستوجب تجويد المنتج المعروض.
شباك التذاكر
وأضاف ربيع: من ناحية أخرى، سوف يدرك المنتجون والمستثمرون في صناعة الأفلام أن هناك بابا للإيرادات يسمى «شباك التذاكر»، وهذا الباب بإمكانه أن يعيد رأس المال المستثمر في الإنتاج، بل ومن الممكن، والمرجو، أن يحقق أرباحا مالية ومعنوية لهم، ومن ثم تغطي الإيرادات تكلفة الإنتاج، وتحفزهم على الاستمرار في إنتاج المزيد من الأفلام. نعم هكذا بوضوح وببساطة ستؤدي عملية افتتاح دور العرض السينمائية دورها الفاعل في إثراء الصناعة التي ما زالت وليدة، وبحاجة ماسة لتوفير البنى الأولية الأساسية لها، والتي تكمن في توفير المزيد من دور العرض السينمائية المجهزة تجهيزا على أعلى المستويات.
تجمهر سينمائي
وذكر المخرج السينمائي عبدالعزيز الفريح أن وجود صالات السينما وانتشارها له أبعاد إيجابية كثيرة، من أهمها الجانب الترفيهي الذي يدخل ضمن إطار جودة الحياة، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، حيث تسهم في دعم السياحة الداخلية والحركة المالية داخل المملكة، وأيضا تنمية الجانب الثقافي والإنساني، وقال: حضور المخرجين والمنتجين والممثلين افتتاحات دور السينما مهم، حيث يلتقون بعضهم بحضور الصحفيين والمشرفين على دور العرض، ويكون هناك تعرف وتواصل وعمل شبكة اتصالات فيما بينهم، وهذا بدوره يؤثر إيجابا على تطوير صناعة السينما في المملكة، كذلك أتمنى من دور السينما أن تخصص من إجمالي عروضها 25 % للأفلام السعودية، فالجمهور السعودي مهما كان يحب الأفلام الغربية، فهو أيضا يحب مشاهدة نفسه وحياته من خلال أفلامهم التي تحاكيه.
رؤيته للمستقبل
قال رئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت د. محمد غزالة إن افتتاح صالة عرض سينمائية جديدة في جدة يعد إضافة مهمة، وخطوة نوعية في سبيل تحقيق رؤية المملكة 2030 لدعم مجتمع حيوي، يستمتع بسبل الترفيه والتثقيف والمعرفة، وهذا يزدهر بإتاحة الفرصة لمصادر الثقافة والفنون، كما يتيح شاشات عرض أكثر للفيلم والجمهور السعودي للتفاعل ورؤية نفسه على الشاشة الفضية، بصورة تعكس واقعه وانفعالاته بلغته وبأيدي أبنائه، وفي رأيي فإن تعدد صالات السينما في السعودية، واهتمام وزارتي الثقافة والإعلام بتوفير الدعم اللازم من خلال هيئتي الأفلام السعودية والإعلام المرئي والمسموع، صار دافعا مهما ومحفزا للمبدع السعودي على الانطلاق في آفاق أرحب وأوسع للتعبير عن نفسه وتراثه وثقافته، وإظهار صورة واقعية عن المجتمع، مدفوعا بدعم حكومي هائل، ووضع الكرة في ملعب صانعي الأفلام للإبداع ورسم لوحة عصرية جديدة تعبر عن روح الوطن ورؤيته للمستقبل.
إقبال جماهيري
وأضافت المخرجة هند الفهاد: من المهم جدا التوسع في افتتاحات صالات العرض، وانتشار الثقافة السينمائية، فهي تثري الساحة الفنية وتحفز على الإنتاج والوصول لصناعة الأفلام السينمائية الحقيقية، ما يسهم في زيادة نسب إقبال الجمهور على دور العرض السينمائي، وأيضا تكون للأفلام السعودية فرصة كبيرة للحضور.
نقلة نوعية
وقال المخرج ممدوح سالم: السينما واجهة ثقافية وحضارية، وإعادة الحياة إلى الصالات تسهم بلا شك في تحريك الدورة الاقتصادية من خلال حركة مرتادي الصالات، الذين غابوا خلال الفترة الماضية عنها، واستطاعت السينما السعودية أن تحقق انتعاشا حقيقيا، ونقلة نوعية لافتة لاهتمام النقاد والإعلاميين وكذلك الجمهور، وكان سر النجاح يكمن في صناعها، الذين قرروا تقديم شيء مختلف للسينما، والارتقاء بالفيلم السعودي.