سوليوود «الرياض»
بدأ اهتمام الشباب والفتيات في السعودية بفن الرسوم المتحركة منذ وقت مبكر من خلال جهود فردية، إلى جانب إسهام بعض المؤسسات الخاصة في نشر الفكرة عبر استثمار طاقات المبدعين والموهوبين، وبادرت مؤسسة “مسك” الخيرية بتبني برامج تهتم بفن الرسوم المتحركة إلى جانب استثمار الطاقات الشابة في توجيه الأعمال الفنية للتعريف بثقافة المملكة والتوسع في هذا المجال لتقدم مؤخرا أعمالا تلامس ذائقة محبي (الأنميشن) في ظل التنافس الشديد بين شركات الإنتاج.
وقالت مديرة العلاقات العامة في شركة (مانغا) للإنتاج سارة الطويل “نحرص على تقديم أعمال هادفة ذات جودة عالية ومحتوى ثري في صناعة الرسوم المتحركة والقصص المصورة وتطوير ألعاب الفيديو ذات محتوى يمثل ثقافتنا بالشكل اللائق، كما نسعى لتمكين المواهب في المجال الإبداعي، ففي مسلسل أساطير في قادم الزمان جمعت (مانغا) فنانين عريقين في مجال الدبلجة ومواهب سعودية جديدة في الدبلجة والرسومات والإنتاج، ولقي المسلسل ردة فعل إيجابية بعد عرضه في اليابان، حيث تم إجراء عدة مقابلات مع الأطفال اليابانيين لمعرفة آرائهم حول المادة، فكانت شخصية زرقاء اليمامة وعنترة من أكثر الشخصيات التاريخية التي حظيت بإعجابهم وحفزت اهتمامهم لمشاهدة المزيد من أعمال (الإنمي) السعودية”، بحسب مانشرت صحيفة العرب اللندنية.
ولفتت الطويل النظر إلى أن مسلسل ‘أساطير في قادم الزمان’ حقق أكثر من 70 مليون مشاهدة حول العالم، ويتكون فريق العمل من مواهب سعودية وعربية بالتعاون مع محترفين من شركة (توئي) اليابانية العريقة، كما تسعى لتصدير الثقافة والإبداع السعودي إلى الأسواق العالمية، فبعد عرض المسلسل في بعض القنوات التلفزيونية المتخصصة عُرض مدبلجا إلى اللغة اليابانية على أكثر من ثماني محطات ومنصات، ومن المقرر عرضه على أكثر من عشر منصات أخرى في كل من تايوان واليابان خلال شهر سبتمبر.
وأكدت الطويل أهمية تصدير الثقافة العربية العريقة لمتابعي الإنمي عَالَمِيّا بشكل صحيح ومثر للمشاهد، ففي مانغا للإنتاج تبذل الجهود لصناعة محتوى سعودي إبداعي هادف يخاطب جميع الفئات المحبة للمجال الإبداعي باختلاف مراحلها العمرية، فبعد عرض مسلسل ‘أساطير في قادم الزمان’ كانت ردة فعل أحد الأطفال برغبته أن يصبح رائد فضاء في المستقبل، وقد حققت لعبة كهف الغول المستوحاة من إحدى حلقات المسلسل ردود فعل إيجابية لتصنف في قائمة أفضل 50 تطبيقا على غوغل بلاي، حيث تم تحميلها أكثر من 225 ألف مرة حتى الآن، وانضمت خلال أول أسبوع من إطلاقها لقائمة أكثر خمسين لعبة تحميلا في عدة دول منها المملكة وسويسرا والدنمارك وفنلندا وهولندا وكوريا الجنوبية وغيرها، كما أن الشركة بصدد إطلاق لعبتها الثانية (ظافر البطل) المستوحاة من شخصية ظافر التي ظهرت في إحدى حلقات المسلسل، إضافة إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن وقت إطلاق فيلم الإنمي السعودي (الرحلة) الذي يعد أول عمل سعودي يُعرض (بتقنية دي x 4) في صالات السينما.
وأوضح المستثمر في مجال الفني للإنمي نصار النصار أن دور الدبلجة في مدى جودة الأعمال المرئية لإيصال رسالتها بوضوح للمشاهد يصب في كونها تجسيدا للشخصيات وإيصال إحساسها وتعبيرها عن طريق الصوت والتلوين في الأداء الصوتي (محاكاة الصوت مع مشاعر الصورة لإيصالها للمشاهد)، واصفا دوره بالإخراج الصوتي الكامل لفيلم الإنمي “برومار” باللغة العربية والإشراف على جميع الأصوات واختيار الأنسب.
وفي جانب الرسائل والإضافات الواعدة التي يسهّل مجال الإنمي إيصالها للمشاهد إضافة إلى الفئة الأكثر إقبالا، أفاد أن الفئة الملاحظة حاليا تبتدئ من +10 حيث يسهم هذا المجال في تنمية الخيال لإيصال الهدف، مشيرا إلى الحراك الملفت والدعم لمجال السينما كونه أرضا خصبة لنشر أعمال الشباب إضافة إلى دعم الإنمي من خلال التواجد في المعارض والمهرجانات.
ووصف رسام الإنمي عبدالله خالد الحسينان موهبته بأنها شغف وليست عملا أو وظيفة وهذا ما حفزه ليتطور، بالإضافة إلى متابعته المستمرة للجديد والتفرغ في هذا الفن سواء في رسم الشخصيات أو الخلفيات، مشيرا إلى أن ما يميز هذا المجال هو عمل الفريق إذ يمثل إنجازا واختصارا للوقت والجهد رغم إمكانية إنتاج فيلم من قبل شخص واحد بمفرده لكن ذلك سيكلفه الكثير من الجهد والوقت بعكس وجوده ضمن فريق، وهذا ما تفعله الاستوديوهات والشركات العاملة في مجال الأنميشن من توفير فرق تحتوي على عدد من التخصصات؛ رسوم، وتصميم، وموسيقى، وتسويق إلى غيرها من التخصصات داخل المجال.
وفي مجال تصميم الرسوم المتحركة تحدثت نور السيهاتي عن تجربتها التي بدأت عام 2017، إذ قادها الإصرار إلى تعلم الكثير في ذات المجال بما في ذلك صنع الشخصيات المرادة وتشكيلها، وبناء قصة كاملة في مجال الرسوم المتحركة.
ووصفت تجربتها بالشيقة واختبار قدراتها في جميع المهارات ومن ثم الانضمام لفريق عمل والبدء بالتوسع والدخول في حيز المشاريع الكبيرة، مشيرة إلى أن العمل الجماعي يتميز بالجودة والاحترافية من خلال مجموعة العمل المتعددة التخصصات من رسم وتحريك وإضاءة وصوت، مع إمكانية الاستعانة بمحترفين لمراجعة الخطوات وتصحيحها.
وأضافت نور أنها شاركت في العديد من المسابقات، من بينها مسابقة المسك، وتعمل حَالِيّا في مجال التصميم الداخلي والخارجي مستقلة، مفيدة أن اهتمامها بالرسوم المتحركة قادها لدراسة الإنتاج الفني.
وأكدت أهمية تطوير الذات، وتعزيز الشغف وتنمية المهارات الإبداعية والفنية والاطلاع على مستجدات التقنية واستثمار القدرات في الحصول على فرص عمل في مجالات الرسوم المتحركة والتصميم الداخلي والخارجي والنحت وصناعة الأفلام.