وائل سعود العتيبي
لصناع الأفلام في السعودية، هوس بإطلاق عبارة “أول فيلم” من خلال تصريحاتهم أو إعلاناتهم، ولا أدري هل هو بحثًا عن الريادة أو لحماسهم الإبداعي أو للجذب الجماهيري، أو لأن ذاكرة الجمهور مثقوبة، أو لأن المؤرخون لا يجدون منصات لهم للإيضاح. ففي عام ٢٠٠٦م في الحملة الدعائية لفيلم “كيف الحال”، تمَّ الترويج للفيلم باعتباره أول فيلم سعودي. ورغم أن أول فيلم سعودي أنتج عام 1950 وحمل عنوان “الذباب” ومن بطولة حسن الغانم الذي يعتبر أول ممثل سينمائي سعودي، فإن البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي كانت عام 1966، حيث أنتج فيلم “تأنيب الضمير” من إخراج المخرج السعودي سعد الفريح وبطولة الممثل السعودي حسن دردير، ورغم أن “طلال مداح” مثَّل فيلم “شارع الضباب” اللبناني عام ١٩٦٨م مع صباح، فلا أدرى إن كان أطلق عليه أول مطرب سعودي يمثل في حينها، وتكرر إطلاق ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي الآن مع “موعد مع المجهول” لسعد الخضر عام ١٩٨٠م، والذي مثلت فيه المطربة وعد وهي طفلة ومن إخراج نيازي مصطفى.
وأيضًا في فيلم “ويبقى الحب” وهو من بطولة الفنان السعودي فؤاد بخش، الذي ظهرت فيه مشاهد مصورة من جدة، مع سهير رمزي وفريد شوقي عام ١٩٨٧م، أمَّا أول كاتبة قصة سعودية لفيلم سينمائي، فهي سميرة خاشقجي في فيلم “بريق عينيك” لنور الشريف ومديحة كامل عام ١٩٨٢م، والذي كتب على أفيش الفيلم قصة الكاتبة الصحفية بنت الجزيرة العربية.
وتكرر إطلاق عبارة أول فيلم مع فيلم “مناحي” عام ٢٠٠٨م، ومع فيلم “نجد” لكنها متبوعة بأول فيلم يعرض في سينما السعودية، وحظي فيلم “رولم” بعبارة أول فيلم درامي سعودي عرض على شاشات سينما “فوكس” في جدة، وأيضًا تمَّ الإعلان عن فيلم “مسامير” على أنه أول فيلم أنميشن سعودي، وأيضًا فيلم “الفارس والأميرة”.. أول فيلم سعودي مصري بالرسوم المتحركة.
وسؤالي إلى صناع الأفلام في السعودية حتى متى يستمر إطلاق عبارة “أول فيلم” على إنتاجكم، علق المخرج السعودي جاسم الساعدي ساخرًا في إحدى جلساته السينمائية، أنك ستجد من يطلق على فيلم أنه “أول فيلم” لأنه أول فيلم صور في شارع حراء.
ختامًا أرغب في أن أؤكد على معلومة ربَّما يجدها البعض غريبة أن السينما العربية في مصر بدأت قبل هوليوود، فقد صرح المؤرخ والناقد السينمائي العالمي “جورج سادول”، أن عزيزة أمير أنتجت أول فيلم صامت في تاريخ السينما المصرية ” ليلى” الذي عرض في سينما مترو بالقاهرة في ١٦ نوفمبر ١٩٢٧م، والذي بلغ نجاحه حدًا اعتبر معه تاريخ العرض لبداية سينما حقيقية، رغم أن أول ممثل مصري يظهر في شريط سينمائي هو المخرج محمد كريم الذي مثل في أفلام (شرف البدوي، والأزهار الميتة) عام ١٩١٨م.
أمَّا أول رواية قدمت للسينما العربية، فهي رواية “زينب” للدكتور محمد حسين هيكل، ومن إخراج محمد كريم، وبه أول مشهد ملون حيث تمَّ تصويره بالأبيض والأسود، ثم أرسل لباريس ليلون باليد في معامل “باتيه” عام ١٩٣٢م، وهو أول فيلم يظهر الريف المصري.
أمَّا أول فيلم مصري يشارك في مهرجان كان السينمائي، فهو “سيف الجلاد” عام ١٩٤٤م، وقد كان الممثل يوسف وهبي ضمن لجنة الحكام عام ١٩٤٦م في أول دورة فعلية لمهرجان “كان”.