سوليوود «الرياض»
بدأ العد التنازلي لعرض فيلم Tenet «تينيت» للمخرج كريستوفر نولان، تلك الدراما القائمة على التجسس والتي يتوقع الكثيرون أن تكون عملاً ضخماً يجذب الجمهور ويعوض شهوراً من الظلام والتوقف في دور السينما.
وسيكون المشاهدون الأربعاء المقبل على موعد مع مطاردات مثيرة بالطائرت والسيارات وطلقات رصاص متناثرة تحصد الأرواح، وفقا لصحيفة الرؤية.
الفيلم من بطولة جون ديفيد واشنطن الذي يلعب دور عميل سري أميركي معروف باسم بروتاغونست، ويشاركه البطولة النجم روبرت باتينسون الذي يجسد دور نظيره البريطاني المخادع نيل.
ويحاول الاثنان إحباط مؤامرات تاجر السلاح الروسي المجنون أندريه وخططه الشريرة لتدمير العالم في فيلم يسير فيه الزمن بالعكس.
تبدو القصة مثل إحدى حكايات جيمس بوند، ولكن نولان يأخذ لعبة التجسس إلى مستوى التحاور الذهني وكأننا نشهد مبارزة من أساتذة كبار على رقعة شطرنج، وزمن مقلوب في عالم موازٍ.
والحقيقة أن نولان مخرج دانكرك، نفذ حيلاً وخططاً خداعية مماثلة في أفلام أخرى مثل «مومينتو» و«بين الكواكب»، ولكن هناك سعادة طفولية في أن تدور أحداث الفيلم بشكل مفاجئ إلى الخلف.
وحتى عنوان الفيلم TENET يمكن قراءته بنفس الطريقة إذا نطقنا حروفه بشكل عكسي.
واشنطن الذي لعب بطولة فيلم BlacKkKlansman هو في تينيت بطل ذكي قوي، مثل دوره في فريق سوات، يقتل بشياكة، ويخرج من المذبحة لكي يضبط زر بذلته الأنيقة.
أما باتنسون فقد خرج من عباءة Twilight تماماً، واستطاع إظهار أحاسيسه الداخلية بحنكة وبراعة، مبارياً واشنطن في أدائه.
ويعتني المخرج بأدق التفاصيل، كما يظهر في مشهد ظهور مايكل كين لتقديم نصائح تجسس للبطل واشنطن، في نادي خاص للرجال بلندن، ويعرض عليه أن يدله على خياط مناسب لكي يفصل له بذلة تليق بجاسوس في لندن.
وشكلت اليزابيث دبيكي لمحة الجمال والأنوثة في الفيلم، وهي تلعب دور كات زوجة أندريه، وأثبتت بأدائها أنها جديرة باختيارها لتؤدي دور الأميرة ديانا في مسلسل The Crown أو التاج.
تحاول دبيكي في الفيلم أن تتخلص من التحكم والسيطرة القسرية في زواجها، وهي في معاناتها ومواجهاتها لا تنسى أنها أنثى.
والحقيقة أن المخرج نولان يتجاهل أحياناً المحتوى أو الخط العاطفي لأفلامه أمام رغبته في التصوير السينمائي المذهل والعمل الرائع.
وفي تينيت، يحاول أن يخلق علاقة مؤثرة مع كات وابنها الصغير، الذي يُستخدم كبيدق أو كطعم في ألعاب أندريه، ربما نقطة الضعف أن كات امرأة شديدة الذكاء، ما يتناقض مع دور الضحية.
ولكنها تحبس أنفاسنا وهي تتنقل حول العالم ما بين أستونيا والنرويج ولندن، في يخوت فارخة ترسو في إيطاليا، وتنقل لنا سحرها، ما يعوض المشاهد عن الحبس الإجباري بسبب وباء كورونا.
ربما يتعين على المشاهد أن يرتدي القناع لمدة ساعتين ونصف وهو يتابع أحداث «تينيت» ولكن الفيلم يستحق ذلك العناء، وهو الأجدر بإعادة المشاهدين إلى قواعدهم سالمين، إلى دور السينما.