سوليوود «الرياض»
تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة الافتتاحية لمهرجان عمّان السينمائي الدولي- أول فيلم، بالرغم من كل التحديات لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، ليكون الأول عالميا الذي ينظم فعالياته على أرض الواقع بعروض مباشرة، مخصصا لذلك أول سينما سيارات في الأردن.
تجربة فريدة سيتختبرها الجمهور المحلي الذي سيتاح له التعرف على 30 فيلما من أفضل الإنتاجات المحلية، العربية والدولية، التي تعد الأولى لصناعها، وقد جابت العالم.
وفيما تغيب السجادة الحمراء وضيوفها الذين كان من المتوقع أن تستقبلهم قبل عرض أفلامهم بسبب وباء “كوفيد 19” وما فرضه من إجراءات وقائية تشمل التباعد الجسدي، ومنعت حضورهم بسبب إغلاقات المطارات في العالم وقيود الحجر الصحي.
وبالرغم من كل هذا، قررت إدارة المهرجان أن تقيمه بعد تأجيل موعده من 13 نيسان (إبريل) الماضي، إيمانا بدور السينما والفن في تعزيز التواصل الإنساني والتخفيف من ضغوطات الحياة ودورها في تنمية الثقافة، إلى جانب الحاجة الماسة لصناع الأفلام للمهرجان في مثل هذا الوقت تحديدا لدعمهم، وتوفير منصة لهم.
فعقد المهرجان في مثل هذا الوقت يعكس رؤية، وهدفه بحسب رئيسة المهرجان الأميرة ريم علي: “نحن ملتزمون بالرؤية، والقيم التي تم إنشاء المهرجان على أساسها، خاصة لبناء جسور بين الأفلام والجمهور والمهنيين”.
وقالت “بفضل شركاء المهرجان، نحن قادرون على تنظيم الدورة الأولى هذا العام، على الرغم من التحديات التي يفرضها الوضع الصحي العالمي. كما أننا نعتزم تقديم المحتوى المثير نفسه للاهتمام لجذب الأردنيين والمقيمين في الأردن إلى السينما”.
وتضيف: “نرى هذا الحدث أيضًا كرسالة تضامن مع الجمهور الذي هو بأمس حاجة اليوم إلى الهروب الثقافي، ومع صناع الأفلام المحليين الذين يعانون من الوضع الصعب أيضا. لسوء الحظ، لن نتمكن هذا العام من استضافة ضيوف من الخارج بسبب قيود السفر، لكننا بالتأكيد سنعوض ذلك في الدورات المقبلة. سينضم أعضاء لجنة التحكيم -الأردنيون والأجانب– بالإضافة إلى الخبراء الدوليين إلى المهنيين الأردنيين لإثراء النقاشات والتبادلات”.
الافتتاح بـ”البؤساء” شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، وحصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان (مناصفة مع الفيلم البرازيلي باكوراو).
يتناول الفيلم مجموعة من الشخصيات التي تنتمي إلى مجموعات عرقية ودينية مختلفة تعيش في ضاحية (سان دينيس) في شمال العاصمة الفرنسية باريس، ويركز على واقع الأطفال المنتمين لهذه الأقليات في عالم يعج بالفقر، وتضيق فيه مساحة الحقوق والحريات الإنسانية في بيئة محفزة للجريمة والعنف.
ويستمد الفيلم اسمه من عنوان رواية الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو التي كتبها في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن على ما يبدو أن أجواءها لا تزال صالحة للمعالجة السينمائية اليوم، لا سيما وأنها تدور في الضواحي الفقيرة نفسها من العاصمة الفرنسية، وتناقش قضية العدالة الاجتماعية التي ما تزال تلقي بظلالها على المجتمعات الإنسانية بعد قرن ونصف على رواية هوجو.
سينما السيارات
استحدثها المهرجان رفضا لفكرة عروض “الأونلاين”، وسط إصرار على أن السينما تفاعل وتواصل، ولتحقيق هذا وسط تداعيات كورونا، ولاستعادة عروض السينما التي فرضت إغلاق الصالات الخاصة بها، مع أنه كان بالإمكان الاستفادة منها في الوقت ذاته في تحقيق عنصر التباعد الجسدي.
بداية سينما السيارات تعود لـ6 حزيران (يونيو) 1933، إذا أوقف سائقو السيارات وهواة الأفلام سياراتهم في مسارح بارك-إن، وهو أول مسرح أفلام يتم عرضه في السيارة، في كامدن بولاية نيوجيرسي؛ إذ لاحظ ريتشارد هولينجشود، وهو من المعجبين بالأفلام ومدير المبيعات، أن والدته وجدت صعوبة في الجلوس براحة في مقاعد السينما الداخلية. ومع وضع هذا في الاعتبار، قرر تجربة طريق منزله مع أجهزة العرض وتقنيات الصوت وشاشة الأفلام ووضع راديو خلف الشاشة للصوت. وبعد أقل من شهر من الحصول على براءة اختراع، قام هولينجشيد بتقاضي 25 سنتاً عن السيارة و25 سنتاً عن الشخص في أول مسرح أفلام في دور العرض في مسارح بارك-إن.