فاتن محمد حسين
في خطوة رائدة تواكب رؤية 2030م اعتمد سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة هيئة الأفلام ضمن 11 هيئة للثقافة؛ فالتخصص أصبح سمة بارزة في هذا العصر فحتى الثقافة لا يمكن خلط أدواتها ومقوماتها وفنونها؛ فالهيئات تحتاج إلى كوادر بشرية متخصصة في المجال وبنى تحتية مادية وفنية عالية حتى تحقق أهدافها؛ وهذا ما حدث بتعيين المهندس عبدالله القحطاني رئيساً تنفيذياً لهيئة الأفلام وهو الخبير في مجال صناعتها ونعول عليه كثيراً في إدارة وصناعة السينما السعودية..
ولأن القوى الناعمة هي أحد أدوات السيطرة على الشعوب فلا نزال نشاهد المنتج الأجنبي وثقافة (هوليوود) تسيطر على العالم بأفلام لا تمت لديننا ولا لثقافتنا بشيء.. والآن (بوليوود) تنافسها في قنواتنا الفضائية بعادات وقيم السيخ والبوذيين..!! ولكنهم استطاعوا استقطاب المشاهد العربي في ظل غياب المنتج العربي القوي..!! ولا زالت صورتنا في العالم كما يصورها الإعلام الغربي (العربي الذي يسكن الخيام) مع الغانيات والشراب.. وعجزنا عن تقديم أنفسنا للعالم كأمة ذات حضارة وتراث إسلامي عريق..
ولعل (فيلم بلال) الذي أنتجه المنتِج السعودي أيمن جمال يبرهن على قدرة أبناء الوطن في نقل ثقافتنا للعالم وإظهار الاسلام بوجهه الحقيقي في الوسطية والاعتدال وليس بالتهم التي ألصقتها به هوليوود والتي يحركها اللوبي اليهودي بأن الاسلام هو دين الإرهاب والتطرف فهول أول فيلم كرتوني يقدم شخصية افريقية مما يدل على أن الاسلام قد حارب العنصرية قبل أربعة عشر قرناً من الزمان.
كما كان هناك فيلم بعنوان (أذان إبراهيم) أنتجته وزارة الثقافة والإعلام في 2017م وهو يوصل رسالة الإسلام عن طريق شخصيتين أحدهما حاج إندونيسي ينتظر دوره في الحج ثلاثين عاماُ وعن ظروفه الصعبة حتى أنه باع بيته ليحضر للحج.. والشخصية الأخرى عن حاج فرنسي حديث العهد بالإسلام وهو عامل نظافة في بلده ورهبة الحج التي جعلته يذرف الدموع مدرارا.. فأين تتمة هذا العمل الدرامي..!؟ الذي يجسر فجوة كبيرة لتقديم أنفسنا للعالم ولبث حضارتنا الإسلامية.. بل لماذا لا تنتج أفلام درامية أخرى عن الحج والعمرة فهناك الآلاف من القصص التي تبرز عظمة هذا الدين ومن خلالها تبرز جهود الدولة السعودية في توسعة الحرمين الشريفين وفي كافة الخدمات الصحية، والأمنية، وخدمات الضيافة والنقل وفي المشاعر المقدسة..
ولعل فيلمي (الرسالة) و(عمر المختار) اللذان وصل صداهما العالم في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي من أكثر الأفلام العالمية التي جذبت مسلمين جدد للدين الإسلامي لما فيهما من قيم وأخلاق تبرز عظمة الإسلام.
كما وأنه وبمناسبة الجائحة هذا العام ووجود حج ببرتوكولات صحية دقيقة وإجراءات احترازية لابد أن نستغل الحدث في أنتاج أفلام بمحتوى درامي جميل يظهر الجوانب الإنسانية وجهود الدولة السعودية في الإجراءات الاحترازية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. وغيرها.. أمل يظل يصافح مخيلتنا فهل نجدها واقعاً عالمياً؟!
صحيفة المدينة