سارة مطر
لا أزال أتذكر هذه العبارة من الفيلم الهوليوودي «when Harry met Sally»، حيث قال البطل: «عندما تدرك أنك تريد قضاء بقية حياتك مع أحدهم، فإنك ستتمنى أن يبدأ هذا الباقي الآن».. يتصدر المشهد السينمائي لدى الكاتب أو الروائي قيمة عظيمة، ليس لأنه يشعر بأن السينما هي قصة أسطورية لكنه يشعر بما هو أبعد من ذلك، وهو الشعور الدائم بالتعاطف مع مختلف الشخصيات التي تظهر على الشاشة، يستمتع الجميع بالإثارة أثناء حضورهم لفيلم جديد يعرض على الشاشة، لكن الكاتب والروائي مشاعره تفوق مشاعر المشاهد العادي، إنه يدخل مدججاً بكل لحظة في أي مشهد، حتى إنه يقترب عقلياً وروحياً من مختلف التفاصيل التي تمنحها السينما من دون تكلف.
إن أكثر ما كان يشدني في السينما هو الترجمة التي ترافق الفيلم، كان لدي دفتر صغير يصاحبني منذ مراهقتي، وفي كل مرة أستعد فيها لمشاهدة فيلم، كنت أجد في تدوين العبارات المترجمة سفراً للروح المخلصة لكل العذابات التي أحملها طوعاً أو كرهاً، وما إن أبدأ أُدوّن الكلمات المثيرة، حتى أحدق طويلاً في الكلمات المدونة وأشعر لبرهة بأنني داخل بوتقة من النور والضياء، فهذه العبارات تهبني السعادة، قوة الكلمة في السينما ملهمة ولكن أعظمها موجود في الكتب، لكن تبقى السينما جزءاً من العالم الطبيعي مثلها مثل القمر، والبحر، والسحب، ولكن ما يجعلنى أستمد المتعة الكاملة، هو الترجمة التي تصاحب الأفلام.
حتى الآن لم أجد حواراً مع مترجم للأفلام العظيمة أو الهزيلة، الأفلام التي حازت الأوسكار أو التي رشحت للحصول على هذه الجائزة، إما لأنه قرر ألّا يظهر، أو لأن الإعلام يجد أن دوره بلا فائدة!
صحيفة الرؤية