سوليوود «خاص»
أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، المهندس عبدالله القحطاني، أن الهيئة لا تزال في طور وضع استراتيجية عمل لها منذ صدور قرار تأسيسها، مؤكدًا أن الهيئة تواجه عدة تحديات، ومن أبرزها إنشاء بنية تحتية لتنفيذ أفلام سعودية بمعايير عالمية للموهوبين من أبنائنا وبناتنا المبدعين في الوطن، وأيضًا استقطاب الأفلام العالمية، بجانب الاهتمام بالمبدعين والمبدعات من أبناء الوطن في جميع مراحل صناعة الأفلام من الكتابة إلى التوثيق والإنتاج، والدعم المالي وغير المالي للمبدعين والمبدعات، وللأفلام السعودية عبر التحفيز من خلال برامج الدعم التي أعلن عنها والتي يأتي من أهمها مسابقة «ضوء» التي تصل قيمة جوائزها إلى 40 مليون ريال، والدعم غير المالي من خلال التمكين والتنسيق مع عدة جهات أخرى، وتسهيل المهام لصناع الأفلام، والحرص على تذليل الصعوبات بالتنسيق مع الشركاء من الجهات الأخرى ذات الاختصاص لخلق بيئة جاهزة لصناعة الفيلم.
كان ذلك من خلال الندوة الافتراضية لعدد من رؤساء الهيئات الثقافية لمناقشة تقرير الحالة الثقافية في المملكة، والتي أوضح القحطاني أنها تحتوي على أرقام مشرفة، كما توجد أرقام أخرى تحت مستوى التوقعات التي نسعى لتطويرها ورفع مستواها مستقبلاً، مشيدًا بالمبدعين الذين فازوا بجوائز محلية وعالمية في وقت لم تكن فيها البيئة محفزة ومساعدة على الإبداع، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون عبئًا علينا في الهيئة، خصوصًا إذا عرفنا أنها تحققت في أوقات أصعب من الآن في ظل غياب التسهيلات الحالية.
وأكد القحطاني أن هناك أرقامًا تسيل لعاب المنتجين وصناع السينما عالميًا عندما يقرؤونها، إذ ورد في تقرير «فوكس» في مهرجان «كان» أن عدد تذاكر السينما في السعودية ٢٠١٨ بلغ نصف مليون تقريبًا، فيما بلغت في ٢٠١٩ ستة ملايين ونصف، ما يعدُّ قفزة صاروخية، ونسبة حضور السعوديين في صالات السينما مع محدوديتها أكثر نسبة من الحضور في مصر.
وحول الأرقام غير المرضية بيَّن القحطاني أن عدد الأفلام السعودية في السنة، والإنجازات التي يحصل عليها الفيلم السعودي المنتج جيدًا، بجانب الدعم الموجه للمبدعين والمبدعات، واستقطاب الأفلام الدولية وتصويرها في السعودية لإظهار المعالم الجميلة في المملكة، من أهم الأرقام التي لم تصل إلى مستوى الطموح وسنعمل على تطويرها، وهذا دور الهيئة لأنها أتت لتغيير الواقع ونقله إلى المأمول.
وعن أدوار الهيئة وتعاونها مع الجهات الأخرى في الوزارة، قال القحطاني: «زملاؤنا في هيئة الإعلام والمرئي والمسموع حاليًا يتولون كل ما يتعلق بإصدار التصاريح ودور السينما وتصاريح الأفلام كذلك، وهناك تنسيق مستمر بيننا وبينهم، وهدفنا التنسيق مع كل الجهات الوطنية التي ستساهم معنا من خلال شراكتنا معهم في تطوير صناعة الأفلام».
وعن الدعم المقدم من الهيئة لصناع الأفلام، قال القحطاني: «بعيدًا عن الهيئة الجميع لديه أفكار وعليه أن يتعلم بنفسه كيف يحول هذه الفكرة إلى مشروع، ودورنا في الهيئة أن نقدم الدعم من خلال برامج التحفيز لأصحاب المشاريع المكتملة وغير المكتملة. لم ننتظر حتى اكتمال تأسيس الهيئة، ونعمل في هذه اللحظة على الرغم من قلة عدد الفريق على تقديم الدعم للمبدعين والمبدعات، وهناك دعم من جهات أخرى من القطاع الخاص، مثل: مؤسسة البحر الأحمر، ومركز إثراء ومسك، ونأمل أن يدخل القطاع الخاص بشكل أقوى في دعم المجال، خصوصًا إذا نظرنا إلى حجم الفرص الكبيرة والواعدة فيه».
وقال القحطاني: «سنحرص على أن نقدم قصصنا وألا نكون صدى لقصص الغير، ولدينا الكثير من القصص التي ينتظر العالم سماعها. ومن واقع تجربة شخصية حضرت في العديد من القاعات التي لا يوجد فيها سوى حضور من الأجانب، حيث تجد الإعجاب بهذا السرد القصصي الذي لا يعرفونه عن المملكة، وأعتقد أن المملكة تستحق صناعة أفلام تروي قصص هذا التاريخ التليد، وهدفنا إيصال هذا الفيلم وصناعته وتصدير الفيلم السعودي وليس فقط الاستقطاب».
وبيَّن القحطاني أن محاولة جذب الأفلام العالمية، سواء من الشرق أو الغرب، من الأمور التي نعمل عليها لأنها مهمة جدًا، لكونها جزءًا من عجلة صناعة ضخمة، ويعني ذلك توفير فرص عمل عديدة للكثير من السعوديين والسعوديات في هذه الأفلام الضخمة، وسنقوم بصنع برنامج تحفيز لجلب هذه الأعمال والاشتراط على من يريد الحصول على هذه الحوافز تدريب سعوديين وتنفيذ مشاهد في المملكة وإظهارها بشكل جيد، ويهمنا في الأخير الفيلم السعودي ومحاولة احتكاكه بالفيلم العالمي وجلب الخبرات العالمية.