سوليوود «الرياض»
تجذب الإنتاجات ذات الميزانية الضخمة التي أخرجها أمثال جيمس كاميرون وستيفن سبيلبرج وريدلي سكوت أكبر الحشود في دور السينما في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها.
ولكن في 10 يونيو/حزيران وفي سينما فارغة، شاهد شخصان فقط فيلم Unsubscribe (إلغاء الاشتراك) الذي تصدّر شباك التذاكر في الولايات المتحدة.
فيلم الرعب Unsubscribe ومدته 29 دقيقة جرى تصويره بالكامل على تطبيق مؤتمرات الفيديو Zoom وتعادل تكلفة إنتاجه صفر من الدولارات.
العمل السينمائي الجديد من بنات أفكار إريك تاباتش، وهو ممثل ويوتيوبر من فيلادلفيا في بنسلفانيا، وصانع الأفلام كريستيان نيلسون من مدينة نيويورك.
عندما أغلقت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) دور السينما في الولايات المتحدة في مارس/آذار، رأى الشابان فرصة في الأزمة.
ونظراً لعدم إصدار أفلام كبيرة في دور السينما، تساءلا عما إذا كان بإمكانهما الوصول إلى صدارة شباك التذاكر من خلال فيلمهما الخاص.
وكتب كريستيان نيلسون عبر صفحته في “فيسبوك” إن فكرة تصدّر واجهة العرض السينمائي جاءت إليه خلال محادثة مع إريك تاباتش، وقال: “كنا نمزح فيما بيننا حول أن أي فيلم يظهر في صالات السينما خلال فترة الوباء سيتصدر قائمة العرض”.
قرر الصديقان الاستفادة من الأمر ووضعا خطة عمل تتلخص باستئجار سينما من أجل الحفاظ على كل دولار من مبيعات التذاكر واستعادة الأموال التي أنفقاها.
اشترى الصديقان كل التذاكر، وسمحت هذه الحيلة بحصول الفيلم على المركز الأول في شباك التذاكر في الولايات المتحدة.
وأوضح تاباتش: “دفعنا رسوماً ثابتة للمسرح، وأي أموال سنجنيها من المقاعد ستذهب مباشرة إلى جيوبنا، في اللحظة التي أدركنا فيها أن ذلك كان خيارًا للتوزيع، ذهبنا لذلك”.
ومع تعطل هوليود بشكل أساسي خلال الوباء، عرف تاباتش ونيلسون أن فيلمهما لديه فرصة قوية في الحصول على أكبر إجمالي إيرادات في يوم واحد.
كتب نيلسون السيناريو في يوم واحد، ويدور الفيلم الذي جرى تصويره في أسبوع واحد، حول 5 من مستخدمي YouTube الذين ينضمون إلى مكالمة فيديو عبر الإنترنت ويجدون أنفسهم مسكونين ومطاردين من قبل متصيد غامض عبر الإنترنت، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وفي ليلة العرض، ذهب الصديقان وهما يرتديان البدلات الرسمية وقد صففا شعرهما بدقة، ووقفا خارج قاعة السينما بفخر ويعلو رأسيهما لافتة تحمل اسم الفيلم.
يوضح تاباتش: “لقد ظهرنا، حصلنا على بعض الفشار، جلسنا ولعبنا، لقد كانت تجربة رائعة حقًا”.
بمجرد ظهور نتائج الإيرادات، كانت المهمة التالية هي إقناع موقع IMDB مالك Box Office Mojo بأن فيلمهم كان شرعيًا.
يقول تاباتش: “استمروا في رفضنا قائلين إنه لا يوجد دليل، لذا أرسلنا لهم صورًا للممثلين، لكنهم استمروا في الشك في الأمر برمته، وعندما بدأت وسائل الإعلام في الحديث عن الفيلم، تمّت الموافقة عليه في النهاية”.
ويضيف بفخر: “الآن أصبح الفيلم رقم واحد رسميًا على IMDB وهو أمر مجنون، كان الرقم واحد في 10 يونيو/حزيران”.