سوليوود «خاص»
لعب الديكور دورًا محوريًا في أي عمل فني، إذ يعده المختصون الشريك الأساسي للمخرج وكاتب السيناريو في جميع ما يتعلق بالعمل المراد تصويره، وجزءًا لا يتجزأ من القصة والقالب المرئي المُعد خصوصًا؛ لكي يجعل هذه النصوص والقصص ذات بُعد مرئي في أذهاننا.
أهمية مهندس الديكور السينمائي قد لا تقل كثيرًا عن تلك التي يحظى بها المخرج أو الممثل في العمل الفني؛ لذلك نجد أن هناك جائزة مخصصة لهذا المجال ضمن الجوائز العالمية كالأوسكار، يتقاسمها مع مدير الإنتاج عن فئة “أفضل إنتاج”، إذ يقع العديد من المهام على عاتق “مصمم الديكور”، والتي تمثل تحديًا كبيرًا له.
وإذا أردنا الحديث عن الديكور السينمائي، فإنه قد شهد تطورات متلاحقة منذ نشأته الأولى أثناء استخدام الأدوات البدائية كحوائط الجبس، ووصولاً إلى الخلفيات الإلكترونية الآن. ويستخدم مهندس الديكور الأدوات المناسبة للسيناريو المكتوب، ويحدد أبعاد الصورة السينمائية وجمالياتها وفقًا للفراغات، بحيث يصوغ مكونات المشهد بما يخدم الصورة والحوار. وفي بعض المشاهد قد يكتفي المخرج باستعراض قطع الديكور، وتمر الصورة من دون حوار. فلكل قطعة في الديكور لغة تتحدث بها مع عين المشاهد عن طريق الكاميرا.
ويرى النقاد والمتخصصون أن الديكور من أبرز العوامل التي تحدد مدى نجاح العمل الفني أو عدمه، فهو كما يقولون يستمد روحه من السيناريو، إذ يعدُّ جزءًا من البناء الأساسي للفيلم، ويعبر عن الحالة الدرامية للعمل الفني.
ويشترط أن يكون مهندس الديكور السينمائي صاحب معرفة واطلاع على كثير من المواضيع، كالتاريخ، والأدب، وعلم السلوكيات، ويمتلك القدرة على قراءة النصوص فنيًا، بحيث يستطيع صنع الديكور المناسب للنص المناسب. كما يجب عليه أن يضع ميزانية لتكاليف موقع التصوير، والأدوات المناسبة التي يتم من خلالها معرفة التكاليف الإجمالية للعمل الفني، في إطار زمني يكون مهندس الديكور كذلك هو المسؤول عنه بالتعاون مباشرة مع المخرج.