سوليوود «الرياض»
أكد فنانون ومثقفون في استطلاع أجرته “صحيفة الرؤية” أن قرار فتح دور العرض السينمائي في دبي، سيكون له تأثيره الكبير على صناعة السينما في الإمارات، حيث سيشجع الكثير من المنتجين على استئناف تصوير أو البدء في مشاريعهم السينمائية المؤجلة، الأمر الذي سيكون له أثر كبير في إنعاش هذا القطاع الذي تأثر كثيراً نتيجة انتشار فيروس كورونا.
وتوقعوا أن نشاهد في الفترة المقبلة عدداً من الأفلام الإماراتية والخليجية التي طالها التأجيل بسبب كوفيد-19، منوهين بأن لدى الجمهور شوقاً جارفاً للعودة إلى الحياة الطبيعة، ومؤكدين على أهمية اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية.
من جانبهم أكد قائمون على دور العرض في الإمارات اتخاذهم تدابير احترازية واسعة النطاق، بالإضافة إلى معايير تعقيم صارمة، كما عملوا على تعزيز سياسات وإجراءات السلامة لضمان تحقيق تجربة مريحة للعملاء والموظفين مع المزيد من راحة البال والاطمئنان.
وأشاروا إلى أنهم استعانوا بآلات للرش والتبخير لتعقيم أكبر مساحة ممكنة، في الوقت الذي يواصل فيه فريق العمل تنظيف وتعقيم الأسطح بعد كل تواصلٍ مع الزوار، مع إيلاء اهتمام خاص بالنقاط التي يلمسها العملاء بكثرة مثل صناديق الدفع، ونقاط البيع، ومحطات الدفع وأكشاك الخدمة الذاتية.
وأكد مثقفون أن عودة الحياة ما بعد كورونا ستكون بملامح أخرى جديدة، تعتمد على استخدام التكنولوجيا والتواصل عن بُعد الذي أثبت قدرته على استمرارية بعض الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية، مشيرين إلى أن الإجراءات الاحترازية ستبقى سلوكاً متبعاً بالحياة اليومية.
تبديد المخاوف
أكد الرئيس التنفيذي لدى «ماجد الفطيم للسينما» و«ماجد الفطيم للتسلية والترفيه» كاميرون ميتشيل، أنهم اتخذوا مجموعة واسعة من التدابير الجديدة لتبديد أي مخاوف قد يشعر بها الناس، ولضمان تجربة مريحة وآمنة وصحية للضيوف مع فرصة الاستمتاع بتجربتهم الترفيهية المفضّلة مجدّداً.
وأشار إلى أنه تمّ اتخاذ إجراءات جديدة لضمان التزام الزوار بالمسافة الآمنة كافة أوقات زيارتهم، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر وضع لافتات إرشادية، والتواجد الدائم لموظّفي خدمة العملاء لتوجيه الزوار لاتخاذ أفضل الممارسات العملية لجهة تطبيق المسافة الجسدية اللازمة عن الزوار الآخرين، كما تم تقليص الحد الأقصى للإشغال في كافة هذه المرافق.
ونوه بأنه يمكن للزوار الاستمتاع بهذه التجارب دون الاضطرار إلى الوقوف في صفوف لحجز تذاكرهم، وذلك عبر الحجز المسبق للتذاكر عبر المواقع الإلكترونية.
وأكد ثقته على القدرة على تجاوز هذه الأوقات التي لم يسبق لها مثيل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستساهم في عودة الحياة إلى قطاع السينما مرة أخرى.
أفكار جديدة
وبحماس شديد، أكد الفنان منصور الفيلي، أنه سيبدأ تصوير فيلم جديد خلال الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن عودة الحياة ستساهم كثيراً في استكمال بعض الأعمال التي توقفت بسبب الأزمة، كما أنها ستفتح الباب أمام الأعمال السينمائية المؤجلة للعرض في دور السينما.
وتوقع أن يرى فيلمه «ذا مس فيتس» الذي كان من المفترض عرضه في مارس وهو فيلم هوليوودي بمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم العرب والعالميين النور قريباً، وكذلك فيلم الشبح لعامر سالمين الذي تأجل لنفس السبب.
ويعتقد الفيلي أن فكرة سينما السيارات ستصبح أكثر انتشاراً في كل إمارة، وستطرأ تغييرات وأفكار جديدة على صناعة السينما، وطريقة استقبال الجمهور.
ويرى أن المستفيد الأكبر في هذه الفترة هم الكتاب الذين دخل الكثير منهم عزلة إبداعية، لا سيما وأن الأعمال الدرامية الإماراتية التي كانت ستشارك في الموسم الرمضاني المنتهي أخيراً قد نجت بفضل البدء في تصويرها مبكراً قبل انتشار الجائحة.
تفاؤل حذر
وتشير عودة الحياة بشكلها الطبيعي وفقاً للمخرج هاني الشيباني، لحالة من التفاؤل الحذر حتى نبتعد عن العشوائية، مؤكداً أنها خطوة إيجابية يتخذها العالم كله في وقت متقارب، ولكن هنالك تساؤلات عدة حول إعادة افتتاح دور العرض من حيث عدد الحضور وطبيعة الأفلام المعروضة.
وأشار إلى أن العاملين في هذا القطاع يحتاجون شهراً واحداً على الأقل لمعرفة التوجه الجديد لسينما ما بعد كورونا، منوهاً بأن الموضوع سيحتاج عودة تدريجية من خلال أفلام موجودة سابقاً قبل الحظر إلى أن تبدأ عودة الجمهور إلى السينما بصورة طبيعية، خاصةً أن عدد الحضور بالصالة الواحدة سيقل إلى 30% مما كان عليه مسبقاً.
ولفت إلى أن لدى الجمهور حالة تلهف للعودة لزيارة دور العرض، لكنه يرى أن معدل نزول الأفلام لن يكون كما السابق كي لا تتأثر المبيعات.
خطوة مهمة
يرى الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات الدكتور محمد بن جرش أن هذه الخطوة مهمة لعودة الحياة إلى المشهد الثقافي عامة الذي شهد نشاطاً افتراضياً بعد أن حرم فيروس كورونا المبدعين من التلاقي على أرض الواقع.
وأشار إلى أن التباعد الجسدي وتعليق الأنشطة والفعاليات الثقافية خلال جائحة كورونا دفع الأفراد والمؤسسات إلى البحث عن حلول إبداعية تمكنهم من ممارسة التواصل والنشاط الإبداعي، فوجدوا أن هناك برامج وأدوات تقنية حديثة يمكنها أن تكون جسراً لمواصلة العطاء الإبداعي والتواصل مع الجمهور، فلم تتوقف الأنشطة وإنما انتقلت في ظل الجائحة من العطاء التقليدي إلى العطاء الافتراضي والانتقال من القاعات التقليدية إلى قاعات افتراضية تتسع إلى المئات من المهتمين من كافة بقاع الأرض.
واعتبر ذلك نقلة نوعية تسبب بها كورونا وقيماً إيجابية أضيفت إلى رصيد الحركة الثقافية، مشيراً إلى أن التاريخ سيسجل ما قامت به المؤسسات الثقافية التي واكبت روح العصر وتجاوزت أزمة كورونا بفكر إيجابي يستشرف المستقبل ويواكب التطورات العالمية ويوظف التكنولوجيا بشكل إبداعي لدفع عجلة الحركة الثقافية والإبداعية.
مطلب مُلح
اعتبر الفنان عبدالله صالح عودة الحياة مطلباً مُلحاً خاصة أن الجميع تأثر نفسياً إثر هذه الجائحة، وبالتأكيد عودة الحياة ستساعد في انتشار البهجة والفرح، ولكن يجب أن يصاحبها وعي أكبر واعتناء بمسألة النظافة والتعقيم.
وأشار إلى أن عودة الحياة ستعيد التواصل مع الجهات بخصوص عرض بعض الأعمال السينمائية والمسرحية المؤجلة، الأمر الذي سيعيد الحياة إلى رئة قطاع المسرح والسينما المتوقفة نتيجة هذا الوباء.
ولفت إلى أن هذه القرارات ستساهم في استئناف عمليات تصوير الأعمال المؤجلة سواء التي بدأ صناعها في العمل عليها أو حتى تلك التي كانت مجرد مشاريع على ورق، وبالطبع كل ذلك سيكون مع اتخاذ تدابير تتماشى مع الأوضاع الراهنة.
وذكر أنه وفي ظل هذه الإجراءات يأمل في عودة الورش التدريبية على أرض الواقع، لافتاً إلى أن تجربة الجلسات النقاشية والورش عن بُعد أثبتت فائدتها.
تغيير إيجابي
ويؤمن الكاتب والفنان التشكيلي عبدالعزيز السعيدي أنه وتاريخياً وبعد كل وباء كان هنالك تغيير إيجابي بطريقة ما، فبعد إصابة أوروبا بوباء الطاعون أصبحت المرأة أكثر أهمية، وفي الوقت الراهن وبعد مرورنا بجائحة كورونا ستصبح الثقافة أكثر انتشاراً، وستدفع المبدعين في الكتابة إلى تطوير ذاتهم واستعراض ثقافات جديدة وإنتاج ما هو أعمق.
وأشار إلى أن لديه ثقة في أنه سيكون هنالك أعمال فنية أكثر تدفقاً سواء على مستوى السينما والمسرح، كما ستتجه المعارض الفنية إلى مشاركة الجمهور افتراضياً كي تكسب مزيداً من الزوار من مختلف بلدان العالم.
وثمن خطوة عودة الحياة إلى طبيعتها في دبي مع وجود الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى انتعاش القطاع الثقافي عامة وليس السينما، لا سيما وأن الأخير مرتبط ارتباطاً كبيراً بالأدب والرواية.
رغبة جارفة
أكدت علياء آل رحمة، طالبة علوم بيئة واستدامة والصحة العامة بجامعة زايد، أن الاهتمام بقطاع الثقافة والترفيه يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالصحة والتعليم، مشيرة إلى أن التجربة أكسبت الشعب الإماراتي والمقيمين مرحلة من الوعي بالإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي، الأمر الذي يعطيها ثقة كبيرة أننا سننجح في الفترة المقبلة في العودة إلى حياتنا قبل كورونا.
من جانبه، يفتقد أحمد القادري، طالب إعلام بجامعة عجمان، كثيراً تجربة ارتياد السينما، مشيراً إلى أن رغبة جارفة تتملكه في خوض هذه التجربة في ظل الإجراءات الاحترازية، معتبراً أن هذا الخطوة مهمة في إطار عودة الحياة إلى طبيعتها.