سوليوود «الرياض»
في الوقت الذي لا يزال كثيرون يهاجمون فكرة “ورش السيناريو”، في حين أنها أصبحت أمراً واقعاً خصوصاً في مجال الكتابة للدراما التلفزيوينة منذ سنوات طويلة، بداعي أن العمل الفني لم يعد له مؤلف واحد ينسب إليه، تطوّر الأمر ليصل إلى الإخراج أيضاً، حيث إن الاستعانة بوحدة تصوير ثانية كان تصرفاً يجري على استحياء وفي أضيق الحدود، ولكن بات الاتجاه إلى تلك الوحدات ضرورياً ويحدث في أغلب مسلسلات الموسم، حيث إن المخرج الأول يعرف المسلسل باسمه، في ما المخرج المشرف على الوحدات الأخرى يبقى في الظل، ولكن هل سيبقى هكذا طويلاً أم سيتقاسم مهمة الإخراج تماماً مثل المخرج الذي عُرف العمل به؟!
تطور الاستعانة بوحدات التصوير الإضافية
ووفقا لإندبندنت عربية كثيرون من مخرجي الوحدات الثانية أصبحوا يكتبون أسماءهم على تيترات الأعمال الفنية، لأن عملهم أصبح موازياً تماماً خصوصاً أنه لم يعد يتم الاستعانة بهم في الظروف الطارئة فقط، بل هم يبدؤون تقريباً بعد أسابيع من انطلاق التصوير مع المخرج الأول، وبالتالي فجهودهم وإضافاتهم تكون أمراً أساسياً.
قبل سنوات، كان هذا الأمر يحدث في الأسبوعين الأخيرين من التصوير مثلاً، وكان المخرج المشارك يكتفي بتقاضي أجره وإنقاذ الموقف من دون أن يهتم بأن يأخذ حقه الأدبي وأن يكتب اسمه على التيتر، ومثله كذلك مدير تصوير الوحدة الثانية، لكن حينما أصبحت الوحدات المساعدة في الإخراج شيئاً أساسياً أصبح كثيرون منهم يصرون على كتابة أسمائهم على التيترات للحصول على حقهم الأدبي لمشاركتهم فنياً بالعمل.
مثلاً، في سباق المسلسلات المصرية في موسم رمضان 2020، والتي لا يزال أغلبها في بلاتوهات التصوير حتى الآن، المعلن هو أن صناعها يستعينون بوحدة إخراج وتصوير واحدة إضافية، في ما في الكواليس، يستعين بعضها بثلاث وأربع وحدات، وكأن الإخراج هنا أصبح “ورشة” أيضاً، مثله مثل كتابة السيناريو، فالعمل الذي يظهر للجمهور لم تعد له رؤية ولا روح واحدة.
وداعا زمن المخرج الأوحد في المسلسلات!
فمن المعروف أن المخرج الأول وضع الخطوط العريضة لسير وأجواء المشاهد، ولكن شخصيته بالطبع إخراجياً لا تتطابق مع زميله المشارك، وبالتالي من الطبيعي أن نجد تبايناً في مستوى المشاهد وأجوائها على الشاشة، وهو أمر يعلّق عليه الناقد طارق الشناوي لـ”اندبندنت عربية” بالقول “البعض يدعي أن المخرج المشارك قد يكون مجرد منفذ لرؤية صاحب العمل الأول، زميله المخرج الذي يتصدى للمسلسل، ولكن هذا الكلام لا يكون دقيقاً دوماً، لأن بعض أسماء مخرجي الوحدات الثانية والثالثة هي أسماء كبيرة لمخرجين مبدعين لهم رؤيتهم ولهم أعمالهم التي عرفوا بها، وبالتالي لا يمكن في كثير من الأحيان ضبط الإيقاع، وهو أمر يحدث أيضاً بسبب سرعة الكتابة، حيث إن بعض المؤلفين والورش يكتب تقريباً على الهواء،وهذا ما يفسّر ضعف الحبكة وضعف مستوى التنفيذ في الحلقات المتقدمة من كثير من المسلسلات”.
فيروس كورونا ليس السبب
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن، هل فيروس كورونا وراء هذا الضغط الذي حدث في أجواء التصوير وهو الذي أدى إلى اضطرار صناع المسلسلات إلى الاستعانة بمساعدة مخرجين آخرين ينجزون ربما عدد مشاهد يقترب مما ينجزه المخرج الأول؟ والإجابة أن فكرة الاستعانة بوحدات أخرى أصبحت أمراً واقعاً منذ سنوات عدة، وفيروس كورونا ليس السبب بالطبع، ففي كل عام خصوصاً في الدراما المصرية يتكرّر نفس السيناريو، حيث ينطلق التصوير قبيل بدء رمضان بشهرين على الأكثر، وهو وقت ضيّق جداً لإنجاز ثلاثين حلقة، فما فعله فيروس كورونا هو أنه اضطر صناع الدراما إلى إلغاء تنفيذ بعض المشاهد الخارجية، وتلك التي تتطلب السفر لدول أخرى بسبب ظروف حظر الطيران، مثلما حدث مع المسلسل الكويتي “محمد علي رود”، حيث تم استبدال المشاهد التي كان مقرراً تصويرها في الهند بأخرى في ديكورات بديلة بسبب توقف حركة الطيران.
مهمات المخرجين المساعدين… هل يمكن الاسغناء عنها؟!
بالعودة إلى الوراء سبع سنوات، قام المخرج الكبير خيري بشارة بمشاركة المخرجة كاملة أبو ذكري في مسلسل “بنت اسمها ذات”، الذي عرض عام 2013، لإنقاذ باقي الحلقات، وبعدها تدريجياً أصبحت الوحدات الموازية موجودة في أغلب الأعمال، فمثلاً هذا العام تستعين أبو ذكري بالمخرج عطية أمين مشرفاً على الوحدة الثانية في مسلسل “بـ100 وش”، كما يشارك تامر عشري في إخراج مسلسل “لعبة النسيان” مع المخرج أحمد شفيق، وكان الأخير قد تعاقد سريعاً بدوره على العمل بعد انسحاب المخرج هاني خليفة قبل خمسة أسابيع من انطلاق الموسم الرمضاني، وكان خليفة قد أنجز بالفعل شوطاً من التصوير.
ويتولّى المخرج محمد سلامة الإشراف على وحدة التصوير الثانية في مسلسل “لما كنا صغيرين” للمخرج محمد علي، كما تشرف المخرجة رشا الكردي على الوحدة الثانية في مسلسل “جمع سالم” للمخرجة إيمان الحداد، كذلك شاركت المخرجة لولوة عبد السلام في المسلسل الكويتي “أم هارون” مع المخرج محمد جمال العدل، لسرعة إنجاز أكبر قدر من المشاهد في العمل المثير للجدل.