سوليوود «الرياض»
لم تكن سيرة عبدالمحسن النمر في سجل الفن بالسعودية عادياً إطلاقاً، الطموح وحده والثقافة، جعلته أكثر تجاوباً مع النقلات الدؤوبة والمنافسة، كلنا نذكر الشاطر حسن، الذي ما إن ظهر حتى وتنبأ له الجميع بمستقبل زاهر، لأنه في ذلك الوقت كانت الساحة مليئة بالنجوم، لايبرز من خلالها إلا ممثل متأمل يُبهر كلما ظهر في الصورة.
وفقا لصحيفة الرياض يقول عبدالمحسن النمر الذي يمثل شخصية «الحاخام داوود» في مسلسل أم هارون: الدراما ليست فيلماً وثائقياً!» بهذه العبارة استهل النمر حديثه عن العمل الذي يؤدي فيه دور «الحاخام اليهودي داوود». يصف شخصية داوود بـ «الشخص الطيب والشرير» في آنٍ واحد، هذه الشخصية يلمسها المشاهد عن قرب، ذات بعد إنساني مختلف، بوجهين واضحين. لأن الرجل يأتي إلى المنطقة منتقلاً إليها وحاملاً ثقافة مغايرة نسبياً عن ثقافة أبنائها.
يستمد عبدالمحسن منّذ أيام «الشاطر حسن» قبل أربعين عاماً دعماً وحافزًا معنوياً، لا مثيل له، يقرأ كل شيء حتى نصوصه، لذلك كان الانطباع الأول، عندما قرأ نص «أم هارون» لأول مرة، كوّنه يطلب محطات مختلفة تميزه عن الآخرين، هذه اللحظات يقول عنها النمر: الشخصية مذهلة هي حالة التعايش مع الطرف الآخر، هي قضية محورية بنت عليها الدراما أحداثها في عملٍ يدعو إلى التسامح بين الأديان». لكن هذه التجربة مع المخرج محمد العدل القادم من مصر جميلة في عملية اختصارات البحث، فالعدل نجم في بلده مصر، ولأنه لم يكن لديه معرفة كافية بعبدالمحسن النمر وزملائه الممثلين في الخليج، فقد انعكس هذا الأمر إيجاباً على النمر وعلى العمل بأسره، يقول النمر ساعدتني تلك التجربة ان أكتشف نقاط وأدوات لعلّني لم أكن فاطناً لها»
لكن على الضفة الأخرى في بحر عبدالمحسن النمر، مسلسل «حارس الجبل» العمل البدوي الآسر، والذي يراه النمر، بأن الدراما البدوية لها وقع خاص على الجمهور، حيث إن الكثير من المشاهدين يحرصون من خلالها على متابعة القصص المختلفة من الصحراء والتي تذكرهم بالماضي الجميل، بعيدًا عن تلك التي تطرقها الدراما العربية في سياق حبكة درامية مذهلة.
هذه الإشارات تبين أن النمر شارك من قبل في بطولة العديد من الأعمال البدوية، مثل مسلسل «العقاب والعفرا» و»فنجان الدم» و»الدمعة الحمراء» ومسلسل «أبواب الغيم» وفي عام «كورونا» قدم «حارس الجبل» بطولة استثنائية مختلفة مع النجوم العرب.
التجارب تختلف في كل مرحلة، يقول عنها: إنه يقدم في هذا العام تجربة نوعية عن كل التجارب السابقة، من خلال بطولة مسلسل «حارس الجبل»، عمل بدوي خالص، لكنه مختلف في تركيبته عما تم تقديمه من أعمال سابقة، لذلك يقدم موضوعاً مختلفاً يروي حكايات القبائل بكثير من التشويق وبجودة عالية، حيث تدور أحداثه حول قصص الحب والحرب التي تنشأ في زمن النزاعات في قالب جديد مليء بالتشويق، من هناك شهدت الجزيرة العربية في عام سُمّي بـ»سنة الموت» جوعاً وأمراضاً وجفافاً، أدت إلى حروب وغزوات بين القبائل من أجل البقاء، ورغم كل ما يعصف بشخصيات العمل يبقى للحب مكان، فلم يستطع الموت القضاء على الحب الذي يبلل عروق الشخصيات بكل ما تحمل من تفاصيل مغايرة، لنشهد على أجمل قصص الحب في زمن النزاعات.
شخصية «شامخ الذي هو حارس الجبل»، فارس وعاشق تتعرض ديرته للإبادة في سنة الموت، ويعيش في عزلته حزناً على عائلته التي فقدها، وحيداً على الجبل، وتستجير به قبائل الجبل ويعينوه شيخا عليهم، فيما يقع في حب رمال وتقوم بدورها الفنانة صبا مبارك، هذه الفنانة يقول عنها النمر فنانة رائعة وعملاقة ولاول مرة أقف أمامها، دون أن أبوح لها بشيء، وفي الجانب الأخر مسعود الذي يجسد شخصيته الفنان خالد البقش، لكن يموت شوقا وسعيا وراء ثأره.
المسلسل مذهل فيه تناقضات متضاربة وقصص جميلة من الصحراء، المختلفة عن المسلسلات البدوية التقليدية، حيث يعكس الثقافة البدوية التي نعرفها والتي لم تطرح من قبل، كما يقول النمر، فانتازيا مع وجود البيئة الشامية المتنوعة بامتياز. حيث كان هناك اهتمام كبير من جهة الإنتاج بكل التفاصيل الفنية والتقنية والإنتاجية، وحتى الأزياء والماكياج وديكورات العمل الذي تم تصويره في الصحراء بمدينة العين في الإمارات.
عبدالمحسن النمر أو «الشاطر حسن» الذي تلألأ في سنوات الدراما العربية في سنواتها الأخيرة، يقول: إن الجميع بذل جهودًا كبيرة ومضاعفة لإنهاء هذا المسلسل بشكل لائق وتسليم الحلقات في موعدها، وخصوصاً في ناحية الصعوبات الكبيرة في التصوير وسط أزمة وباء كورونا، حيث تم اتخاذ كافة الإجراءات الطبية والاحترازية لمواجهة هذا الأمر عبر توفير طبيب بشكل يومي في «اللوكيشن» مع وجود المعقمات والكمامات وتطهير الموقع بصفة دائمة.