سوليوود «الرياض»
رغم الظروف الاستثنائية التي عاشها المغرب والعالم ككل بسبب فايروس كورونا المستجد، إلاّ أن القنوات المغربية العمومية منها خاصة، كشأن “القناة الثانية” أو “دوزيم” تمكنت من اللحاق بالموسم الرمضاني، الأمر الذي مكنها من تحقيق نسب مشاهدة عالية في الشهر التلفزيوني الأكثر مُتابعة بالبلد.
ومن بين أبرز المسلسلات الرمضانية التي راهنت عليها “القناة الثانية” المغربية (عمومية) في الموسم الرمضاني الحالي، العمل التاريخي “زهرة الباتول” للمخرج هشام الجباري.
وتدور أحداث المسلسل التاريخي، في الحقبة التاريخية الفاصلة بين نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، عهد حكم السلطان المولى إسماعيل، حيث يؤدّي الدور الرئيسي كل من الفنانة سلمى رشيد “الباتول” والممثل ربيع القاطي، مجسدا للقائد ناصر، وهو دور مركّب.
وتتمحور سياقات أحداث المسلسل حول البطلة التي ترتبط بوالدها بقوة، حيث وافقت الباتول على الزواج من ناصر وهو رجل قليل الكلام ومتحفظ، يشغل منصب قائد بمدينة تافيلالت بالجنوب الشرقي للمغرب، فقط لحماية والدها. لكنها ستقع في حبه عندما اكتشفت صفاته المتميزة.
وقال الممثل ربيع القاطي، لـ”العرب”، “العمل جميل جدا، انتظره المشاهد المغربي بشغف، حيث حقّقت الحلقة الأولى أكثر من 6 ملايين مشاهدة، ما يعني أن المتلقي المغربي مرتبط بشكل كبير ووثيق بالأعمال التي تسافر به عبر الزمن والتاريخ المغربي”.
كما تجسّد سلمى رشيد في هذا العمل دور البطولة إلى جانب الممثل ربيع القاطي، والذي أضاف أنه اكتشف فيها ممثلة رائعة بإمكانات تجسيدية مهمة تستبطن مشروع ممثلة بمواصفات كبيرة مع إحساس وأداء صادق. والمسلسل هو أول تعاون بينهما.
ويتم عرض مسلسل “زهرة الباتول” عبر “القناة الثانية”، والذي تم تصوير الكثير من مشاهده في مدينة ورزازات جنوب المغرب، وهو من 30 حلقة، عن نص لمريم الإدريسي ومن توقيع المخرج هشام الجباري.
وأكد الممثل القاطي، أن هذا العمل يعد بالشيء الكثير مع توالي الحلقات، حيث أن المتلقي سيكتشف أحداث جديدة وسيرتبط أكثر بهذه السلسلة، وأضاف “كما أن العمل استطاع المساهمة في عودة النجم المغربي أنور الجندي، وهو شيء جميل جدا ومكسب للسلسلة”.
ومن جهته قال المنتج خالد سلي، ورئيس جمعية السينما المغاربية “‘زهرة الباتول’، متعة في المشاهدة ومحاولة للنبش في تاريخنا العريق الحافل بالبطولات والأمجاد وتجميعه، كما يسعى العمل للبحث عميقا في الحكايات والقصص الآتية من روائع التراث الشفهي المغربي الذي لا زال يرويه لنا الأجداد وأيضا الحكواتيون في الأسواق الأسبوعية، وساحات المدن العريقة”.
وأشار سلي، أن إعادة الكتابة من قبل مبدعين محترفين قادرين على الحلم، والمزج بين المكتوب والمحكي والمتخيل، يتكامل مع تشخيص الأحداث والمشاهد من قبل ثلة من الممثلين المتمكنين الموهوبين تحت إدارة مخرجين مثقفين، “سيولّد لا محالة إنتاجات مشرّفة بعيدة عن التفاهة نشاهدها دون خجل”.
ويصوّر مسلسل “الإرث”، مصير عائلة “الحاج عمار” الغنية بعد اكتشاف إصابته بمرض السرطان، ليبدأ الصراع بشكل كبير ورهيب بين الأبناء حول من سيخلفه في إدارة ثروته وشركاته وأعماله رغم أنه على قيد الحياة.
وتعيش شخصيات المسلسل مراحل مختلفة في حياتها في تناقضات سلوكية محمومة، الشيء الذي يؤثّر في طبيعة الشخصية ونفسيتها وعلى علاقاتها الاجتماعية والاقتصادية.
ويرى القائمون على العمل أن الأحداث يمكن أن يرى المشاهد المغربي خاصة والمغاربي عموما انعكاسها داخل المجتمع سواء على مستوى الفعل أو ردود الأفعال والأساليب.
وتكفّلت شركة “مونافريك”، بتنفيذ إنتاج العمل الذي ضم نخبة من الممثلين من بينهم إسماعيل أبوالقناطر، وربيع القاطي، وياسين أحجام، وعبداللطيف شوقي، وهاجر مصدوقي، ويوسف الجندي، وإنصاف زروال، ومنال أمين وآخرون.
وفي هذا السياق أكدت السيناريست جيهان البحار، أن العمل يعدّ ثمرة مجهود جماعي للممثلين والتقنيين وكافة المتدخلين وشركة الإنتاج التي وفرّت كافة الإمكانات الضرورية، وهو يطرح تساؤلات عميقة حول قيمة الأسرة في المجتمع، وطبيعة المشاكل والتحوّلات التي يمكن أن تؤثّر فيها سلبا وتكسر وحدتها ولحمتها.
ويتناول المسلسل الأهمية القصوى التي يجب إيلاؤها لقيم التضامن والتعاطف وعدم الأنانية، لبناء أسس أسرة سليمة، وكيف يمكن أن تتهدّم تلك القيم وتنهار أمام طغيان المصالح الضيقة المتضاربة وتغليب الربح المادي.
وكشف مخرج العمل، أمين مونة، أن فريق العمل قام بمجهودات كبيرة لتقديم عمل في مستوى تطلعات الجمهور المغربي الذي أصبح تواقا إلى دراما وطنية بمستوى عال، خصوصا في شهر رمضان، ذروة المشاهدة التلفزيونية، مشيرا إلى أن أجواء التصوير مرّت في ظروف جيدة، رغم إكراهات كورونا.أعمال درامية تناقش قضايا اجتماعية
ويعدّ العمل الدرامي “السر المدفون”، الذي جرى تصوير أحداثه بحي مارشان أحد أعرق الأحياء بمدينة طنجة شمال المغرب، من بين الإنتاجات الرمضانية التي عوّلت عليها “القناة الثانية” لرفع منسوب المشاهدة خلال موسم رمضان الحالي، وتتناول أحداث المسلسل خيوط جريمة قتل ظلت غامضة طيلة عشر سنوات، حيث يبعث خيوط القصة صديق الضحية بعد عودته من الهجرة.
وفي إطار من التشويق جسّدت حبكة المسلسل مشاعر متضاربة من الكره والحب والصدق والكذب والشر والخير، صراع بين قيم وعادات وسلوكيات تنعكس في الحياة اليومية للشخصيات التي أدّاها باقتدار نخبة من الممثلين المغاربة أمثال: أسامة البسطاوي، وعادل أبا تراب، ونادية كوندة، وسناء علوي، وسلوى زهران وعبدالإله عاجل، وهو من إخراج ياسين فنان.
وتتصاعد أحداث المسلسل الذي يبثّ بشكل يومي في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، مع توالي الحلقات بعدما خامر والد الضحية الشك في بعض التفاصيل الدقيقة لجريمة القتل، التي تطوّر معرفته بأسرارها بعد لقائه بصديق ابنه العائد من الخارج، ليكشف شخصية القاتل الحقيقي في الحلقة الثلاثين، والأخيرة.