سوليوود «خاص»
يعدُّ مسلسل “بـ١٠٠ وش” أحد أبرز المسلسلات القليلة التي نجت من سياط النقد، بعد الأداء المثالي الذي قدمه طاقم فريق عمل المسلسل من المخرج والمؤلف وصولاً إلى كافة الممثلين.
“بـ١٠٠ وش” كان مفاجأة السباق الرمضاني لعام ٢٠٢٠، بعد أن أعاد الاعتبار للدراما الرمضانية التي مرت بحالة من الركود والرتابة من خلال العديد من الأعمال التي لم تكن على مستوى ذائقة المتلقي، ولم تقدم الصورة المنتظرة منها على الرغم من وجود العديد من النجوم البارزين وأصحاب الصيت والمكانة في الدراما العربية، في مختلف الأعمال التي تعرض على القنوات.
ولم يخيب “بـ١٠٠ وش” أمل من راهن على إعادته الاعتبار للكوميديا خفيفة الظل غير المبتذلة من خلال الحوارات، وردود أفعال أبطاله التي اتسمت بالبساطة والتلقائية، في مشاهد أثبتت براعة صناع المسلسل وكتابه “أحمد وائل وعمرو الدالي”، عبر مواقف كوميدية محكمة الصياغة دراميًا، ومدى قدرة مخرجة العمل، كاملة أبو ذكرى، على الإبداع في اختيار اللقطات، والنجاح في استقطاب الأسماء القادرة على إخراج العمل بالشكل المطلوب.
بعد سنوات من التراجيديا والأعمال الجادة والحركية لـ “نيللي كريم” و”آسر ياسين”، استطاع النجمان اللذان شكلا ثنائيًا، هو الأنجح في ثنائيات الدراما الرمضانية لهذا العام، أن ينتزعا الإعجاب والإشادات من المتابعين والمختصين في مجال الفن في ظهورهما الأول في عالم الكوميديا من خلال مسلسل “بـ١٠٠وش” الذي تميز بتنوع أبطاله وشخصياته الرئيسية، بخلاف الأعمال الفنية الأخرى التي تتركز أغلب مجرياتها على شخصية معينة تدور الأحداث حولها.
ولعل أبرز ما ميز “بـ١٠٠ وش” الحبكة الدرامية التي أبدع صناعه فيها من خلال الأحداث التي تدور حول مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون لطبقات مختلفة من طبقات المجتمع، والذين اجتمعوا بالصدفة من أجل هدف واحد، وهو تحقيق الثراء السريع بغض النظر عن الطرق المتبعة في ذلك، رغم الفوارق الثقافية والاجتماعية بينهم، الأمر الذي فتح الباب لتقديم مائدة كوميدية مبتكرة غير مستهلكة، ستشكل علامة فارقة في صناعة الدراما العربية في المستقبل.
مسلسل “بـ١٠٠ وش” من إخراج كاملة أبو ذكرى، وتأليف وسيناريو أحمد وائل، وعمرو الدالي، ومن بطولة كل: من نيللي كريم، وآسر ياسين، ومصطفى درويش، وإسلام إبراهيم، وشريف دسوقي، وعلا رشدي.